ما اللافت في توقيت مناورة الاحتلال المسمى بمركبات النار؟

الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠٢٢ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

اكد المتابع للشأن الاسرائيلي حسن حجازي، ان كيان الاحتلال الاسرائيلي يدعي في العلن بان مناورته تحاكي حرباً مع غزة ولبنان، وانها مخططة مسبقاً العام الماضي، غير ان معركة سيف القدس شغلته عن تنفيذها.

وقال حجازي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان هذه المناورة تحاكي كما يقول كيان الاحتلال سيناريوهات شديدة الخطورة وعلى جبهات متعددة تهدد كيانه، لكن بدون شك فان توقيت وشكل طبيعة المناورة تحمل الكثير من الرسائل، وهي تؤكد على النزعة العدوانية بالدرجة الاولى للكيان الصهيوني القائم على التوسع العسكري والعدوان.

واوضح حجازي: ان الفارق في هذه المناورة هو ان الاحتلال الصهيوني يستعد لمواجهة حرب على جبهات وساحات متعددة لن يكون فيها صاحب اليد العليا، بعدما ادرك ان عمقه سيكون للمرة الاولى مكشوفاً امام كثافة وغزارة نارية مدمرة ودقيقة من جبهات متعددة، مشيراً الى ان حدود فلسطين المحتلة من الشمال والجنوب وحتى من الضفة الغربية وفقاً لبعض القراءات، عرضة لاختراقات واسعة على المستوى البري، بمعنى ان هناك تهديد لجغرافيا كيان الاحتلال وهذه المسألة يواجهها للمرة الاولى في تاريخه، بان تكون جغرافيته عرضة للخطر والاختراق من قبل مجموعات عسكرية تابعة لفصائل ومنظمات مقاومة.

من جانبه، اكد الخبير بالشؤون الاسرائيلية عادل شديد، ان مناورات كيان الاحتلال الاسرائيلي وعبر تاريخه، يراد منها تحقيق مجموعة اهداف.

وقال شديد: ان جزء من المناورة الاسرائيلية مرتبط اولاً بالجانب المالي لتبرير حصول الجيش الاسرائيلي الدائم للحد الاقصى من موازنات عالية جداً عبر الضغط والابتزاز، طالما انه يحوي تحت مظلته جزء من أهم مجموعات الهيمنة والنفوذ في كيان الاحتلال.

واوضح شديد، ان هناك ثلاثة جوانب اخرى باجراء المناورة، جزء منها مرتبط بتدريب والاستعداد لسيناريوهات قادمة واحتمالية مواجهة الاحتلال حرباً على عدة جبهات، في وقت لم تعد له اليد العليا على جبهة واحدة، مشيراً الى ان هروب الاحتلال من جنوب لبنان وحرب 2006 وما تلاها من حروب خاضها مع غزة اخرها معركة سيف القدس العام الماضي، لم يكن بامكان الصهاينة ان يحققوا اي انتصاراً امام اعدائهم الفلسطينيين وحزب الله واخرين.

واضاف شديد، ان هذه المناورة، يراد منها ارسال رسالتين، الاولى رسالة طمأنة ورفع معنويات المجتمع اليهودي والامن والدولة، خاصة في هذه الايام التي انهارت الثقة بسبب تداعيات عمليات المقاومين الفلسطينيين الفدائية والتي ادت الى ضرب منظومة الامن واستخبارات كيان الاحتلال، حيث لم يعد يشعر الاسرائيلي بالامن في مستوطنات الضفة ولا في داخل الكيان، ولا في سيارته او في باصه، وقد انعكس ذلك سلباً على ثقة المجتمع اليهودي بعدما تداعى امنه.

ولفت شديد الى ان الرسالة الاخيرة هي لحزب الله والاخرين، هي رسالة تخويف بان كيان الاحتلال لديه القدرة على خوض الحروب وقادر على الحسم وما يشبه ذلك، مشدداً على ان الرسالة الاخيرة لم يعد الاحتلال على تمريرها لقناعة عند الجميع ان عصر انتصار الاحتلال وعصر الهزائم العربية اصبح جزءاً من الماضي، وطالما اصبح كل كيان الاحتلال جبهة حرب وساحة مواجهة وهذا ما كان يخشاه الصهاينة، خاصة بعد تهاوي وتحطم ما يسمى مثلث الامن والردع والانذار والحسم التي بنيت على فرضية انها تبقى الحروب خارج ارض وحدود العدو الاسرائيلي، معتبراً ان كيان الاحتلال الاسرائيلي لم يعد قادراً حتى على التحكم وتوجيه ضربة لغزة او حزب الله فيما لو باغت وقام بهذه المغامرة.

بدوره، اشار الكاتب السياسي محمد أبوقمر الى ان مناورة كيان الاحتلال الاسرائيلي تأتي تزامناً مع الذكرى السنوية لمعركة سيف القدس، من اجل اعادة صورة الردع التي كان يتغنى بها سابقاً وانهارت خلال هذه المعركة.

وقال أبوقمر: ان هناك الكثير من التقارير والتحقيقات العبرية خلال الاشهر الماضية تحدثت بوضوح بانهيار قوة الردع الاسرائيلية امام قطاع غزة، معتبراً ان ادعاء كيان الاحتلال الاسرائيلي بانه يتحضر لسيناريو تداعيات محاولة اغتيال رئيس مكتب حركة حماس في غزة يحيى السنوار، ربما تكون الآلة الاسرائيلية تلعب على هذا الوتر.

واوضح أبوقمر، البروباغندا والاستعراضات الاسرائيلية تأتي في اطار التهديدات، لكن ليس لها نصيب على ارض الواقع، على اعتبار تغريدة الناطق باسم كتائب القسام ابوعبيدة قبل يومين، عندما قال ان اي محاولة لاغتيال قائد حماس فهي انذار وقد يقلب كل المنطقة وستفتح بابا على كيان الاحتلال من ابواب جهنم، ورأى ان تهديد المقاومة الفلسطينية تحدثت عن اكثر من جبهة في المنطقة.

واضاف ابوقمر، ان كل رسائل غزة التي ترسلها تعزز من قدراتها وان كل المؤشرات تشير الى ان المقاومة في استنفار وجاهزة للرد على اي اعتداء اسرائيلي مباغت قد يقوم به الاحتلال اثناء مناورته، وان اي معركة مع العدو ستكون مصيرها كسيف القدس التي انتهت بعدما غطت صواريخ المقاومة كل سماء فلسطين المحتلة.