في يوم النكبة.. رسائل مزلزلة من المقاومة للاحتلال الاسرائيلي

في يوم النكبة.. رسائل مزلزلة من المقاومة للاحتلال الاسرائيلي
الأحد ١٥ مايو ٢٠٢٢ - ٠٢:٣٢ بتوقيت غرينتش

أربعة وسبعون عاماً تمر على النكبة الفلسطينية، وفي كل يوم يحيي الشعب الفلسطيني في الداخل ومناطق الشتات هذه الذكرى، التي كرست تهجيره وطرده من ارضه ووطنه وسلبه هويته الوطنية، وحولته الى شعب منكوب لاجئ ومشرد في مخيمات الجوع والبؤس والشقاء، أربعة وسبعون عاماً مرت على أكبر سرقة شهدها العالم وسجلها التاريخ للارض الفلسطينية فيما يزال الشعب الفلسطيني يواصل مقاومته ونضاله بالدم مؤكدا على أن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

العالم - يقال ان

إن الوعي الجمعي باهمية احياء ذكرى النكبة يتزايد عاماً بعد عام، بكل ما يرمز ويحمل من ابعاد ودلالات ومعان سياسية ووطنية، وفي مقدمتها التمسك بحق العودة، وحق المقاومة حتى يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه المغتصبة بالكامل، وهذه الذكرى خالدة وباقية وراسخة في اعماق كل ابناء النكبة، الذين يتوقون الى فجر الحرية والعودة.

النكبة التي احدثها العدوان الصهيوني بفلسطين وشعبها، ما زال مستمراً بأشكال شتى، متمثلاً بمصادرة الاراضي وهجمة الاستيطان وخطط تهويد القدس واسرلتها، وبعمليات مداهمة وقتل واعتقال الآلاف في سجون الاحتلال، والتنكر لحقوق اللاجئين وشطب حق العودة.

والذكرى الرابعة والسبعون للنكبة الكبرى، تذكرنا بحقيقة ان نكبة فلسطين تواصل ذبح الفلسطيني اينما وجد، وان الصهاينة وحماتهم والمطبعين، لم ولن يكفوا عن مخططاتهم الرامية الى وضع نهاية لقضية شعب محتل وطنه، إسمها القضية الفلسطينية.

الفصائل الفلسطينية أكدت في الذكرى الرابعة والسبعبن للنكبة الفلسطينية أنّ المواجهة مع العد الصهيوني هو الخيار والسبيل لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وأن لا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبر من الأرض الفلسطينية التاريخية، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.

حركة حماس أكدت في بيان لها في الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية، على أنّ لا شرعية للاحتلال على شبر من الأراضي الفلسطينية والقدس والأقصى، وانهم ماضون في طريق المقاومة الشاملة حتى التحرير والعودة"، مضيفة إنّه بعد مرور 74 عاماً على احتلال أرضنا وتهجير شعبنا، وعلى الرّغم من كلّ المجازر والجرائم التي ارتكبها العدو عبر تاريخه الأسود، في أطول احتلال إحلاليّ مستمر في العالم، لا يزال الشعب الفلسطيني ثابتاً على أرضه، متمسكاً بحقوقه وثوابته.

وشددت الحركة على أنّ "المقاومة الشاملة، وفي مقدّمتها المقاومة المسلّحة، هي السبيل والخيار في مواجهة الاحتلال وكبح جماح إرهابه، وردّ عدوانه"، مؤكدة أنّ "لا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبرٍ من أرضنا التاريخية، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى".

وحملت الحركة الإدارات الأميركية المتعاقبة المنحازة للاحتلال، والصامة والمتقاعسة دولياً في وضع حدّ لهذا الاحتلال وإنهائه، وممارسة العديد من القوى الغربية سياسة ازداوجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية، جميعاً المسؤولية التاريخية عن استمرار هذه النكبة.

من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان بالذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، أنها لن نتراجع عن حقها في تحرير الأرض الفلسطينية، مضيفة "لن يهدأ لنا بال حتى تحقيق آمال شعبنا في التخلص من الاحتلال والعيش بكرامة على أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها"، داعية إلى تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله في مواجهة العدو الصهيوني، وجعل المقاومة أولوية أساسية لكل القوى والتيارات، "فلا يشغلنا شاغل عن التصدي للعدو وإرهابه المتواصل في الضفة والقدس وغزة والأرض المحتلة عام 48"، مشددة على أنّ المقاومة بكل أشكالها، هي السبيل الوحيد للخلاص من المحتل، وتعهدوا للأسرى بالقول: "لم ولن نتغير، فحريتهم دين في أعناقنا، ونور فجرهم شارف على البزوغ".

لجان المقاومة الفلسطينية قالت في بيان بالذكرى، إنّ "جرائم التطهير العرقي التي حلت بشعبنا الفلسطيني، هي نتاج وتجسيد تآمر الغرب الظالم على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية"، مضيغة"في ظلال سيف القدس المشرع، شعبنا بات أقرب إلى النصر وتحرير الأرض وكنس الغزاة، مستذكرة "فشل مخططات الصهاينة في كي الوعي الفلسطيني ومحاولة التدجين والأسرلة لشعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل الذي صفع العدو في هبة الكرامة آيار/مايو 2021"، مؤكدة أن"فلسطين كلها من بحرها إلى نهرها ملك للشعب الفلسطيني و لن نستكين عن المقاومة والقتال من أجل طرد الغزاة الصهاينة و تحرير كل ذرة من ترابها المقدس".

بدورها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ضرورة حفظ الرواية التاريخية الفلسطينية والمَظلَمة التي تعرض لها الفلسطينيون على مدى أكثر من قرنٍ، ومواجهة المحاولات المستمرة لتزييف التاريخ وتهويد الأرض والتنكر للحقوق ووصم نضال الشعب بالإرهاب، بالتمسك بحقوقه التاريخية في أرض فلسطين كاملة، وبحق اللاجئين في العودة إليها، باعتبار هذا الحق جوهر ومرتكز الصراع مع العدو، وبحقه في الحرية والاستقلال الكاملين.

وشدّدت الجبهة في بيانٍ لها بمناسبة الذكرى الـ74 للنكبة اليوم السبت، على أنّ ذلك يتطلب من “القيادة الرسمية الفلسطينية” التي وقعت اتفاقات أوسلو واعترفت بدولة الاحتلال الإسرائيلي، الإقدام على سحب هذا الاعتراف، وإلغاء الاتفاقات، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بهذا الشأن، إن كانت جادةً فيما أعلنته، بعد عملية الاغتيال الجبانة للصحفية الفلسطينية القديرة شيرين أبو عاقلة، وسبق أن أعلنته مرات عديدة سابقة، وإلا فعليها أن تتحمّل المسؤولية التاريخية أمام الشعب الذي لن يرحم من خذله وأهدر حقوقه ومكتسباته الوطنية والنضالية.

وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: “إن من أهم دروس نكبتنا الوطنية الكبرى، هو افتقاد شعبنا ومقاومته الوطنية الباسلة قيادة تنظم صفوفه، وتحشّد قواه، وتوفر له خطط النضال وتكتيكاته، في مواجهة الاحتلال”، داعية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية بالحوار الوطني الشامل، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالانتخابات الشاملة لمؤسسات السلطة والمنظمة، و اعتماد المقاومة الشعبية الشاملة، بكل الأساليب وفق إستراتيجية وطنية موحدة، وبمركز قيادي موحّد، السبيل لدحر الاحتلال، وتفكيك الاستيطان.

أمّا حركة "الأحرار" أكدت أنّ "فلسطين أرض عربية إسلامية كانت ولا زالت وستبقى ولن تنجح كل مخططات الاحتلال في تهويدها وستبقى بوصلة شعبنا ومقاومتنا واضحة وفي اتجاهها الصحيح نحو تحريرها وكنس الاحتلال المجرم عن كامل ترابها".

ولفتت إلى أنّ "حق العودة مُقدس فردي وجماعي لا تنازل عنه"، مشددةً على أنّ "المقاومة بكافة أشكالها هي الخيار الاستراتيجي لشعبنا لتحرير أرضه وإفشال مخططات الاحتلال وتبديد كل أوهامه بالبقاء على ترابها الطاهر".

وجددت الحركة رفضها لجريمة "التطبيع التي تُمثل طعنة غادرة في ظهر شعبنا وتشجيعاً للعدو الصهيوني على مواصلة عدوانه ومحاولة تثبيته كياناً طبيعياً في المنطقة بدلاً من دعم شعبنا للخلاص منه كونه احتلال مجرم مغتصب لأرض فلسطين العربية الإسلامية".

حركة المجاهدين الفلسطينية أكدت في بيانها عاى أنّ "نكبة فلسطين كانت نكبة حقيقية للأمة بسبب تخاذل وخيانة الأنظمة، ولم تستطع أمتنا من يومها إلي أيامنا لم شتاتها واستعادة وحدتها فقد كان الكيان المؤقت أداة مهمة لمنع الوحدة العربية والإسلامية فهو صنيعة الغرب الذي ساعد قيامه وعلى رأس منهم بريطانيا بعد ظلم شعب كامل"، مشددة أنّ "فلسطين أرضنا الواضحة الحدود والمعالم والمساحة والحلّ لهذا الاحتلال أن يرحلوا إلى حيث أتوا، فحق العودة إلى أرضنا حق فردي وجماعي لن يسقط بالتقادم".

وختمت الحركة بيانها بتحية للشعب الفلسطيني في غزة، ومقاومته التي كسرت جبروت العدو، كما وحييت الجماهير الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل الذين لم يتأخروا لنصرة قدسهم، وفاجأوا "العالم بموقفهم ورباطهم بالرغم من محاولات طمس الهوية والأسرلة التي عمل عليها الصهاينة لعقود"، مشددة على أنّ "المقاومة خيارنا الاستراتيجي التي لا يمكن تجاوزه، وخيار الاستسلام هو من أوصل قضيتنا إلى هذا المنزلق الخطير وعلى قيادة السلطة التحرر من قيود أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال".

تأتي ذكرى نكبة فلسطين في عامها الرابع والسبعين، والقضية الفلسطينية تأبى النسيان، فالشعب الفلسطيني اصبح اصلب عوداً وأجرأ على المطالبة والنضال من اي وقت مضى، ومع مرور كل يوم عليه في الشتات أو تحت الاحتلال، يؤكد ان لا مكان للاحتلال، والمقاومة ستدافع عن كافة المقدسات، وستقاوم حتى تحرير الوطن المحتل أسوة بما فعل الشهداء السابقون، ومع مرور الاعوام يزداد تشبث الفلسطيني بحقوقه التي لا تسقط بالتقادم رغم تكالب الظروف والمؤامرات المتعددة الجنسيات، وستثبت الايام ان من بين الاشياء التي يعتز بها الشعب الفلسطيني ذاكرته التي يكتنز فيها الكثير من الذكريات التي لا يغيبها الا الموت.

ورغم مرور أكثر من ستة عقود على الاحتلال الصهيوني لفلسطين، حاولت خلالها السلطات الإسرائيلية تهويد الأرض والإنسان، وتثبيت مقولة أول رئيس للوزراء بإلكيان "ديفد بن غوريون"، "الكبار يموتون والصغار ينسون"؛ فإنها فشلت في ذلك.