من يقف وراء الجرائم العنصرية في أمريكا.. ذئاب منفردة أم قطعان من ذئاب؟

من يقف وراء الجرائم العنصرية في أمريكا.. ذئاب منفردة أم قطعان من ذئاب؟
الإثنين ١٦ مايو ٢٠٢٢ - ١٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

فتح مسلح يبلغ من العمر 18 عاما النار على متسوقين في متجر بمدينة بوفالو بولاية نيويورك وقتل عشرة أشخاص، وأصاب ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة حرجة .

العالم كشكول

اللافت ان المجرم كان يحمل كاميرا نصبها على بندقيته وبث الهجوم مباشرة من مكان الحادث، كما ظهرت كتابات على بندقيته، وهي كتابات اعادت للاذهان الشعارات العنصرية ضد المسلمين التي كانت مكتوبة على بندقية رينتون تارانت الذي قتل 51 شخصا في مسجدين بنيوزيلندا عام 2019 ، لاسيما ان قتلى وجرحى هجوم بوفالو من السود.

مصادر الشرطة ذكرت ان بيتون غيندرون ، فتح النار على رواد المتجر الذي يقع في حي غالبية سكانه من ذوي البشرة السمراء. وأكدت هذه المصادر ان المسلح الذي استسلم للشرطة، أطلق النار على السود، وتعتقد الشرطة ان هذه جريمة تم ارتكابها على أساس التعصب العنصري.

بعد مرور يوم على مجزرة بوفالو، شهدت مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا ، مجزرة اخرى عندما فتح مسلح النار في كنيسة، وتسبب، وفقا للبيانات الأولية، بمقتل شخص واصابة اخرين، أربعة منهم إصاباتهم خطيرة، وتم اعتقال المهاجم ومصادرة سلاحه.

في مثل هذه الحوادث التي باتت شبه طبيعية في المجتمع الامريكي، وخاصة الجرائم ذات الدوافع العنصرية والدينية، تحاول السلطات الامريكية الصاقها بما بات يعرف بـ"الذئاب المنفردة"، في محاولة للتغطية على العنصرية والتطرف والارهاب الذي ينخر المجتمع الامريكي، ولكن هذه المحاولات قد تكون نجحت في الماضي، الا انه وفي عصر ثورة المعلومات اصبح من الصعب جدا التغطية عليها، لاسيما بعد ان وجدت الجماعات العنصرية والمؤمنون بنظرية تفوق العنصر الابيض، والمتطرفون الدينيون، في الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، ناطقا رسميا بإسمهم، بل ونصبوه زعيما عليهم، وتجسدت هذه العلاقة في الهجوم الذي شنه الالاف من انصار اليمن العنصري الامريكي على الكونغرس في 6 كانون الثاني / يناير عام 2021 ، بتحريض من ترامب ، والذي كان يستهدف قتل كل من يعارض ترامب وشعاراته العنصرية، الامر الذي كشف عن وجود "قطعان من الذئاب" وليس "ذئاب منفردة"، في المجتمع الامريكي، الذي قد ينفجر في اي لحظة، كما كاد ينفجر في 6 كانون الثاني / يناير عام 2021.