موجة غضب فلسطينية على مواقع التواصل تنتقد الاتفاقيات الجديدة مع الاحتلال

موجة غضب فلسطينية على مواقع التواصل تنتقد الاتفاقيات الجديدة مع الاحتلال
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٧ بتوقيت غرينتش

رغم عدم حصول الجانب الفلسطيني على أي امتيازات اقتصادية، أو دعم مالي من دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ أكثر من عشر سنوات، وقعت الأخيرة امس اتفاقاً لـ “التجارة الحرة” مع کیان الاحتلال، بموجب “اتفاقية أبراهام” التطبيعية، من شأنه أن يعود بالنفع الاقتصادي على تل أبيب.

العالم - فلسطين

وصباح امس، وقعت "إسرائيل" والإمارات على اتفاقية تجارة حرة، هي الأولى من نوعها على مستوى العلاقات بين "إسرائيل" والدول العربية. وبذلك تكون الإمارات التي وقعت على “اتفاقية التطبيع” مع إسرائيل في سبتمبر 2020، اتخذت قراراً بخصوص هذا الملف لم تتخذه مصر التي وقعت اتفاق سلام مع الاحتلال قبل أكثر من 40 عاماً، وقبل الأردن التي وقعت اتفاق سلام في عام 1994.
وحسب ما أعلن في تل أبيب، فإنه من المتوقع أن تؤدي اتفاقية التجارة إلى زيادة التجارة بين الدولتين بقيمة تصل إلى خمسة مليارات دولار في غضون خمس سنوات. وتشير التقديرات الاقتصادية حالياً إلى أن التجارة بانتهاء عام 2022 ستصل إلى ملياري دولار.
وفي هذا السياق، ذكرت تقارير عبرية أن الاتفاقية، التي وصفت بـ “التاريخية”، ستعفي الجانبين وبشكل تدريجي من رسوم المعاملات التجارية. وقال حساب “إسرائيل بالعربية” على موقع “تويتر” إن ما جرى التوصل إليه يعد أول اتفاقية شمولية للتجارة الحرة بين إسرائيل ودولة عربية، وأوضح أن الاتفاقية تلغي الرسوم الجمركية عن %96 من المنتجات الغذائية والزراعية ومستحضرات التجميل والمعدات الطبية.
ويشمل الاتفاق قضايا تجارية أخرى إلى جانب الإعفاء الجمركي، ومنها التعاون في مجال التجارة الإلكترونية والحفاظ على حقوق الملكية.
وشاركت في التوقيع وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا بربيباي، مع نظيرها الإماراتي عبد الله بن طوق المري، في أبو ظبي، ونقل عن الوزيرة الإسرائيلية قولها: “الاتفاق حمل في طياته أبعاداً استراتيجية للعلاقات الاقتصادية بين الجانبين”، ودعت إلى عقد اتفاقيات مشابهة مع بقية الدول العربية التي أبرمت اتفاقيات تطبيع.
وعقب التوقيع، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بالحدث، وقال في تصريح صحافي: “إن توقيع اتفاقيات التجارة الحرة بين الدول تستغرق سنوات عديدة، لكن اتفقت الإمارات وإسرائيل عليها سريعاً”، وأشار إلى أنه في قمة شرم الشيخ قبل نحو شهرين، التي جمعته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، اتفق مع الأخير على أن ما يستغرق 5 سنوات يمكن تنفيذه في غضون أسابيع قليلة. وقال: “وجهنا الفرق للعمل بأقصى سرعة، وهذا بالضبط ما حدث”.
والجدير بالذكر أن الإمارات كانت أول الدول العربية الحديثة التي طبعت مع إسرائيل، ووقعت مع البحرين اتفاقاً رسمياً برعاية أمريكية، في 15 سبتمبر/أيلول 2020، وتلاهما المغرب.
وعقب ذلك التوقيع الذي خالف نصوص مبادرة السلام العربية، قامت الإمارات بفتح سفارة لها في تل أبيب، كما سمحت بفتح سفارة لإسرائيل على أراضيها، وقد فعلت ذات الأمر كل من البحرين والمغرب، فيما تسير جهود التطبيع مع السودان ببطء، بسبب الأوضاع القائمة هناك.
كما قامت الدول المطبعة بعقد العديد من الاتفاقيات التجارية والأمنية مع دولة الاحتلال، كان من بينها استيراد الإمارات بضائع من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية، في وقت كانت فيه دول أوروبية تواجه تلك المنتجات.
ورغم التوقيع على تلك الاتفاقيات التي اشتملت على استثمارات كبيرة في إسرائيل، إلا أن الجانب الإماراتي واصل سياسته القائمة على عدم تقديم الدعم المادي للفلسطينيين، في إطار قرار اتخذ قبل أكثر من عشر سنوات.
كما لم تقم الإمارات بعقد أي اتفاقيات تجارية مع الجانب الفلسطيني، بما في ذلك الاستيراد من الأراضي الفلسطينية، بهدف دعم الاقتصاد الذي يعاني من حالات ركود خطيرة.

وفي سياق قريب، أعلنت قناة”i24NEWS” الإسرائيلية عن إطلاق نشاطها الإعلامي في المغرب، وقالت على موقعها الرسمي إن المدير التنفيذي فرانك ملول، افتتح الثلاثاء مكتبين في الدار البيضاء وفي الرباط، وذلك بعد أن أقيم احتفال خاص في الرباط بحضور أكثر من 300 ضيف شرف.
وافتتحت تلك القناة التي يتواجد المقر الرئيسي لها في تل أبيب، مكاتب لها في فرنسا والولايات المتحدة، كما افتتحت أخرى في الإمارات العربية المتحدة، وقال الرئيس التنفيذي لـ “i24NEWS” في الحفل: “حتى قبل توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والمغرب، وفي الواقع من خلال أنشطة i24NEWS في السنوات العديدة الماضية، رأينا أن للقناة جمهوراً مخلصاً في المغرب”.
وأضاف: “لقد لفت انتباهنا حقيقة أن ذلك الجمهور نشط وفعال للغاية على شبكات التواصل الاجتماعي، ونحن متحمسون لفتح فروع في المغرب مما سيساعدنا على التغطية بشكل أعمق”، وتابع: “مكاتبنا في الرباط والدار البيضاء، تسمح لنا بتغطية الأحداث من زوايا ووجهات نظر مختلفة، لتوسيع وتنويع عروض المحتوى لدينا، والغوص في القصص المهمة والمثيرة للاهتمام. وأعتقد أن إطلاق مكاتبنا في المغرب سيساعد في دفع العديد من هذه المهام وسيضعi24NEWS كلاعب رائد في سوق الإعلام والأخبار في البلدان المغاربية والأفريقية”.

ولاقت اتفاقية التطبيع الموقعة انتقاداً شديداً من الفلسطينيين، الذين عبروا عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن تلك الاتفاقيات وقعت بعد “مسيرة الأعلام” الاستيطانية التي استباحت مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وتحت وسم #التطبيع خيانة، كتب كثير من النشطاء تدوينات انتقدت ما حدث، وكتبت إيمان حاتم الشنطي معلقة: “جاء الرد سريعاً على مسيرة الأعلام الصهيونية واقتحامات المسجد الأقصى المستمرة بتوقيع اتفاقية اقتصادية للتجارة الحرة بين دولة الإمارات وكيان الاحتلال”.
وكتب حساب باسم “مجد” معلقاً على ما جرى: “تصالحوا مع الكيان المؤقت إرضاء لأمريكا واتقاء لسخطها، ولم يراعوا رباً في إرضائه أو اتقاء لسخطه”.
كما كتب حساب صـور من التـاريخ على موقع “تويتر” معلقاً: “قناة i24news الإسرائيلية تُعلن افتتاح أول مكتب رسمي لها في المغرب، وهكذا أصبحت العمالة تنقل بشكل مباشر”.
ونشر كثير من المشاركون في الحملة صوراً تجمع مسؤولين عرباً من الدول المطبعة مع قادة دولة الاحتلال، وصوراً أخرى للفعاليات الشعبية التي واجهت المستوطنين في القدس.