بعد تهديد أردوغان وقصف عين العرب ومنبج.. أكراد سوريا أمام مفترق طرق

بعد تهديد أردوغان وقصف عين العرب ومنبج.. أكراد سوريا أمام مفترق طرق
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء في كلمة أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم: "نحن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارنا المتعلق بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمالي سوريا على حدودنا الجنوبية وتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين، وسنفعل الشيء نفسه تدريجيا في مناطق أخرى".

العالم – كشكول

من الواضح ان اردوغان ما كان ليصرح بهذا التصريح لولا تلقيه ضوء اخضر من امريكا، الذي رد وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن من باب رفع العتب، بقوله:"ان أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي".

تصريحات مشابهة لتصريحات بلينكن، سمعها العالم من الامريكيين، بالتزامن مع العمليات العسكرية الاربع التي نفذتها نقره في شمال سوريا منذ عام 2016، واحتلت مئات الكيلومترات من الأراضي السورية، وكانت ضحايا كل تلك العمليات، هم حلفاء امريكا من الاكراد وخاصة وحدات حماية الشعب الكردية.

هذه المرة ايضا سيكون الضحية هم الاكراد، الذين مازالوا يثقون بامريكا، رغم انها خذلتهم وخدعتهم اربع مرات، وتركتهم فريسة للجيش التركي ومرتزقته، واللافت ان كل الخذلان والخيانة الامريكية للاكراد، لم تدفع قادتهم الى اعادة النظر في حساباتهم الخاطئة، والتخلي عن هذه العلاقة الشاذة مع المحتل الامريكي، والعودة الى حضن الوطن، وهو الحضن الوحيد الذي يمكن ان يشعروا فيه بالامن والامان، فلا تجرؤ لا تركيا ولا امريكا من التعرض لهم او استغلالهم.

ان القصف الذي نفذته تركيا اليوم على مناطق في عين العرب ومنبج، قد يكون بداية للهجوم التركي الذي اعلن اردوغان عن اهدافه اليوم، وعلى قادة الاكراد، الذين غررت بهم امريكا، ان يتخذوا قرارا مصيريا، يحول دون تعرضهم للابادة، ويمنع تركيا من احتلال الاراضي السورية، فامريكا اطلقت يد اردوغان، فالاكراد لم يعد لهم مكان في حسابات امريكا، التي ينحصر اهتمامها الان في توحيد الناتو لمواجهة روسيا في اوكرانيا.