معركة الاعلام اثبتت ان القدس محتلة 

معركة الاعلام اثبتت ان القدس محتلة 
الخميس ٠٢ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

احد المشاهد الابرز في الانتفاضة الفلسطينية الاولى التي نشبت مابين الاعوام ١٩٨٧ و ١٩٩١ كان رفع العلم الفلسطيني فوق الجامعات والمنازل والمحلات واسلاك الكهرباء وكم من الفلسطينيين قضى وهو يحاول رفع العلم الفلسطيني فوق اعمدة الكهرباء اما نتيجة صعقة كهربائية او رصاصة اسرائيلية من قناص اعتبر رفع العلم الفلسطيني يشكل خطرا وجوديا عليه وعلى كيانه.

العالم - قضية اليوم

ان معركة العلم هي معركة ليست حديثة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وانما هي تعود الى عقود طويلة مرت ، لكن الفارق الكبير بين العلم الذي رفع رغم الموت والقتل والحراب التي تلاحق صاحبه والرصاص الذي يهدد حياته وبين من يرفع العلم ويحرسه الاف الجنود المدججين بالسلاح ويحيطون به احاطة السوار بالمعصم، ما حدث في القدس الاحد الماضي لم يكن انتصارا للاحتلال بل هزيمة نكراء واذا اثبت شيئا اثبتت ان الطارىء سيبقى طارئا مهما صنع ومهما غير في الواقع لانه رفع علمه وهو يرتعد ويستقوي بالقوة القمعية التي تسانده ، ان المستوطنين الذين رفعوا علم الكيان الاسرائيلي في القدس ورقصوا في باحة باب العامود كانت ارجلهم ترتجف ولم تكن ترقص وكان صراخهم بالموت للعرب هو صراخ الخائف وليس المنتصر فما الداعي ان تحمل الاف الاعلام وتسير في الشوارع التي تلفظك لو كنت تدرك انك تملكها، لكن الشعور الدائم لدى السارق بان ضحاياه يوما ما سيستعيدون حقهم يجعله يعمل بكل ما اوتي من قوة ليزيف الواقع ويقلب الحقيقة املا في ان يظل للابد دون عقاب ، ليس مهما ان المستوطنين الاسرائيليين استطاعوا ان يمروا بمسيرة اعلامهم وسط حماية من الاف عناصر الشرطة الاسرائيلية واجهزة الامن لكن الاهم هي المشاهد التي رافقت هذه المسيرة والمقصود التصدي الاعزل من الفلسطينيين واستماتة الشبان لرفع العلم الفلسطيني في مواجهة الطارئين ، في كيان الاحتلال يدركون ان الزمن لا يعمل لصالحهم وان معاندته ضرب من الجنون فالهيبة العسكرية والردع الذي يرافقها يكسره اليوم شاب فلسطيني مؤمن بقضيته يمتشق سلاحا ويسير في شوارع تل ابيب فيطلق وابلا من الرصاص لصيب من يصيب حتى يصاب برصاصة من حماة من اصابهم ويرتقي الى العلياء بعد ان يصنع له ذكر بين العالمين الى ان تقوم الساعة ، الاحتلال في مسيرة الاعلام لم يصنع سوى شيئا واحدا اثبت انه سيظل احتلالا ولن تسقط عنه هذه الصفة حتى لو حاول ان يبرز غير ذلك والعاصمة التي اراد ان تكون موحدة توحدت لكن تحت العلم الذي رفرف فوق الرؤوس رغم انف الطارئين وتلقى التحية من رجال كان بعض منهم محاصرا في الاقصى والاخرين معتقلين لانهم ارادوا الدفاع عن حقهم المكفول منذ الاف السنين.

فارس الصرفندي