وقال الزهار في حوار خاص لقناة الأقصى الفضائية ضمن برنامج نسيم الأقصى الذي بثته صباح السبت: " مفهوم المصالحة قد تم بالتوقيع عليها في القاهرة ، أما تطبيقها على أرض الواقع هو الذي يتعثر وهذا التطبيق يتم بناءا على مجموعة من الأوهام التي اقتنعت بها فتح وعباس بشكل خاص جزءا من الشعب الفلسطيني ... هذه الأوهام السياسية كان آخرها ما يسمى باستحقاقات سبتمبر ... أنا لا أعرف من الذي أعطاهم حق حتى يطلبوا حق استحقاق سبتمبر ... ذهاب فتح إلى الأمم المتحدة هي مجرد قفزة في الهواء وأمام عباس واحدة من اثنتين إما أن يحصل على عضوية في الأمم المتحدة وهذا الأمر سيصطدم بالفيتو الأميركي والأمر الثاني هو أن يذهب عباس إلى الجمعية العمومية ليحصل على دولة غير عضو في الأمم المتحدة أو دولة مراقبة".
واضاف :"لو افترضنا نجاح فتح في تحقيق ذلك كله دون أي معارضة فكيف سيتم تطبيق الدولة التي تسعى إليها فتح على أرض الواقع والتي تحتاج إلى أرض وشعب فهل سيكون الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وهو شعب هذه الدولة ، وماذا عن باقي الشعب الفلسطيني ؟ هل سيفقد هذا الجزء الكبير من الشعب الفلسطيني عضويته في هذه الدولة أم سيتم حشر كل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وذلك على فرضية أنه تم تطبيق الدولة على أرض الواقع " .
وتابع الزهار : " هنا أسأل سؤال واعلم أنه لا يوجد له إجابة ؟ ما هي حدود هذه الدولة وما هي خطورة تحديد حدود هذه الدولة الرسمية المعترف بها دوليا ؟ هل هي حدود العام 67 وماذا عن باقي فلسطين التاريخية ؟ لن تكون أرضا للشعب الفلسطيني ؟ ... هذه القضايا الخطيرة لا يتم مناقشتها على المستوى الوطني ولكن يتم مناقشتها على مستوى فصيل حركة فتح وبرنامجها الانتخابي ... أخطر ما في هذا الموضوع أن الكيان الصهيوني لم يحدد حتى هذه اللحظة حدود كيانه وأي شبر يحتله الكيان من أرض فلسطين يبقى تحت الاحتلال حتى لو اعترف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية ... ما هي حدود الكيان الصهيوني التي يعترف بها المجتمع الدولي هل هي حدود العام 47 التي ضاعت فيها 50 % من فلسطين التاريخية أم هي حدود العام 56 التي احتلت فيها سيناء أم هي حدود العام 67 التي أضافت الجولان إلى الكيان الصهيوني أم هي حدود العام 73 التي انسحب خلاله الكيان من سيناء أم قد تكون حدود العام 82 وإلخ ...".
وقال :" ان الكيان الصهيوني لا حدود له وبالتالي فإن فتح تتحدث عن وهم الدولة والمعروف أن عناصر الدولة الرئيسية هي سلطة وشعب وأرض وليس من هذه الأشياء ملامح واضحة في مشروع فتح الذي تقدمه للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ... برنامج حماس واضح ... حدود الدولة الفلسطينية هي كل فلسطين التاريخية والشعب هو كل الشعب الفلسطيني والسلطة هي التي يختارها الشعب الفلسطيني وليست السلطة التي يختارها العدو " .
وحول التدخلات الاجنبية خاصة الاميركية قال الزهار : " هناك تدخلات أميركية مباشرة ضد المصالحة فأميركا قالت لعباس لا بد من تعطيل المجلس التشريعي وأنت ( يقصد عباس ) من يشكل حكومة الوفاق الوطني وان يكون برنامجها هو برنامجك السياسي وليس برنامج توافق وطني كما تم التوقيع عليه في اتفاق المصالحة في القاهرة ، بالإضافة إلى تعطيل ما يسمى بالقيادة الفلسطينية المؤقتة وبالتالي كل ما اتفق عليه في القاهرة تحت اسم التوافق الوطني تعطله الشروط الأميركية المفروضة على حركة فتح وبالتالي فإن عباس يعطل المصالحة حتى يصل إلى ما يسمى باستحقاقات سبتمبر ليدرك أنها استحقاقات فاشلة وعندها يرجع للشعب الفلسطيني ويطبق اتفاق المصالحة أو أن يخترع عباس استحقاقات أخرى يعطل بها المصالحة " .
وحول الاستيطان والمفاوضات قال محمود الزهار : " الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية وحركة فتح يمارسون خداعا على الشعب الفلسطيني في مسالة الاستيطان ، فعندما تطالب فتح الكيان الصهيوني بإيقاف الاستيطان مقابل استمرار المفاوضات ، الكيان يوقف العمليات الاستيطانية ، ولكنه يوقفها إعلاميا وليس على أرض الواقع ، حيث تستمر العمليات الاستيطانية على قدم وساق بالتوازي مع سير المفاوضات لنكتشف أن برنامج المفاوضات كان زمن أبو عمرا وزمن أبو مازن مصاحبا للاستيطان فالمفاوضات متواصلة والاستيطان لم يتوقف ".