ثلاثاء الدراز الدامي - 2017

الجمعة ٠٣ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

في الـ23 من شهر مايو ايار من عام 2017 ارتكبت قوات النظام في البحرين مجزرة راح ضحيتها 5 شهداء وعدد كبير من الجرحى والمعتقلين بعدما هاجمت اعتصاما شعبيا سلميا في جوار منزل آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في الدراز غرب العاصمة البحرينية المنامة.

العالم - لن ننسى

يوم الثلاثاء في الـ23 من شهر مايو ايار من عام 2017 استشهد 5 معتصمين واصيب العشرات بعدما فتحت قوات النظام البحريني النار على المعتصمين السلميين حول منزل آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في الدراز غرب العاصمة البحرينية المنامة.

و ذكرت معلومات أن مستشفى السلمانية استقبل عددا من المصابين حالات بعضهم خطيرة، فيما فضّل الكثير من المتظاهرين العلاج في مساكن خاصة خوفا من اعتقالهم، وعرف من بين الشهداء الشهيد محمد كاظم فقط. ولم تفصح الداخلية عن أسماء الأربعة الآخرين وظروف قتلهم.

وكانت قوات خاصة قد هاجمت المعتصمين حول منزل الزعيم الديني الأعلى آية الله الشيخ عيسى قاسم صباح الثلاثاء، واستخدمت القوة المفرطة في مواجهة المحتجين على محاكمته وإسقاط جنسيته، وأفاد شهود عند بداية العملية إلى أن قوات النظام البحريني أطلقت النار والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه المعتصمين في محاولة لتفريقهم، بينما رد المتظاهرون بإلقاء قنابل مولوتوف.

استمرت الاحتجاجات الغاضبة في البحرين لليوم الثاني على التوالي، تنديدا بهجوم مميت شنته قوات النظام على المعتصمين في الدراز أسفر عن استشهاد 5 وإصابة العشرات بعضهم إصابته خطيرة.

وتظاهر الآلاف في مناطق متفرقة، ورفعوا شعارات مناوئة لملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة، الذي تحمّله المعارضة مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية، وسار المحتجون في ضواحي المنامة وفي مناطق إلى الغرب والجنوب من العاصمة.

وقالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في بيان لها أنّ النظام البحريني أقدم بتواطؤ وصمت دولي على ارتكاب جريمة بشعة وخطيئة تاريخية وتجاوز فاضح لكل الأعراف الدولية الحامية لمبادئ حقوق الإنسان في اقتحام ساحة الاعتصام بالدراز بجوار منزل أبرز مرجعية دينية في البحرين سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، واقتحام منزله، واعتقال قرابة 300 مواطن، وجرح العشرات، وسقوط شهداء، واستخدام القوة المفرطة في مواجهة المحتجين السلميين من الرجال والنساء والأطفال، فيما لا يزال مصير آية الله قاسم مجهولا حتى هذه اللحظة، رغم اعتراف السلطة بأنّه في منزله، إلا أنّه ليست هناك معلومات واضحة حول وضعه الصحي، بسبب منع التواصل معه.

وطالبت الوفاق بالكشف عن أسماء بقية المعتقلين والمفقودين، وتمكين ذويهم من معرفة مصيرهم، وتمكين عوائل الشهداء من ممارسة حقهم الإنساني في مواراة جثامينهم، لافتة إلى أنّه لا يمكن الاعتماد على رواية النظام في التحقق من ظروف مقتل الشهداء وما أعلنته من تفاصيل مضللة حول العملية الأمنية في الاقتحام الوحشي للدراز بحق المحتجين السلميين؛ لأنّ هذا بحاجة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية؛ خصوصا مع التجارب السابقة مع النظام الذي يلجئ لتلفيق الأكاذيب من أجل تبرير الانتهاكات والجرائم.

وأشادت الوفاق البحرينية بالملحمة الشعبية والجماهيرية في الدفاع عن القائد الوطني الكبير والرمز سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم؛ والتي عمقت حجم الهزيمة النفسية التي يعاني منها النظام، مؤكدة على ضرورة استمرار الصمود وتعزيز حالة الصبر الاستراتيجي والنزول للشوارع والتعبير عن حالة الاحتجاج وتوسعة الغضب الشعبي في مختلف مناطق البحرين.

وتابعت "إنّ المعركة اليوم هي معركة إرادات، مؤكدة على أنّ خيار الشعب البحريني في تحقيق التحول الجذري نحو الديمقراطية هو خيار صحيح وسينتصر مهما تعقدت الظروف، وأنّ السلطة تكرر أخطاءها الكارثية في الاعتداء على حق الشعب في سيادة نفسه عبر تكريس الواقع الفاشل للمعالجات الأمني، لافتة إلى أّنّ الشعب البحريني سينتزع حقوقه العادلة والمشروعة مهما كان حجم التضحيات.

وحمّلت الوفاق البحرينية كل من الإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة المسؤولية عن جريمة الاقتحام لساحة الفداء في الدراز، مشددة على أنّهم يتحملون المسؤولية عن تداعيات مثل هذه المغامرة السياسية، التي تشكل انعطافة كبيرة في البحرين، كما يتحملون المسؤولية حول سلامة سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، الذي يشكل الضمانة الوطنية للمسارات الثابتة للمعارضة.

وشددت الوفاق البحرينية على أنّه بعد المحاكمة الباطلة لآية الله قاسم ونتائجها فإنّ الشعب البحريني هو الذي أصدر الحكم تجاه هذا النظام المستبد في انتزاع الحقوق العادلة والمشروعة؛ لأنّ هذا الاستهداف هو تجاوز لما يزيد على 60‎%من الديمغرافية السياسية في البلاد، ويدق المسمار الأخير في نعش الاستبداد.

واختتمت الوفاق بأنّ التركيبة الحالية للحكم عصيّة على الإصلاح و العقلانية والتوازن؛ فقد تجاوز النظام كل الحدود في الاستفزاز والطائفية والعداء تجاه الأغلبية السياسية؛ فالنظام لا يريد الخير للبحرين وهذه تعكس طبيعته، وهي تأخذ البحرين للمنزلقات المدمرة، مؤكدة على أنّ النظام لن ينال بجريمة اليوم مافشل عن نيله طوال ست سنوات من عمر فشل الخيارات الأمنية.

وقال سيد أحمد الوادعي، مدير التحشيد في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD) ، “إن الموت المأساوي للمتظاهرين السلميين خلال الحملة الأمنية في الدراز وقع بعد اجتماع ترامب مع الملك السلطوي في البحرين في نهاية الأسبوع الماضي في الرياض.

وقال حسين عبد الله ، المدير التنفيذي لمنظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) : “إن الحكومة البحرينية، من خلال الهجوم العنيف على منزل أعلى مرجعية في البلاد، إنما تثير وتأجج التوترات الدينية عن قصد وتظهر عزمها على سحق أي شكل من أشكال المعارضة السلمية وأضاف عبدالله :” ومع مباركة إدارة ترامب الجديدة ، تقوم السلطات البحرينية بالقضاء بشكل وحشي على أي شكل من مظاهر المعارضة، وفي الواقع، جعل حرية التعبير والتجمع و والمعتقد من الجرائم . ومن المؤكد أن المجتمع الدولي سوف يدين بشدة هذا المسار المزعزع للاستقرار للغاية “.

كما وأعربت المنظمات التي أدانت الحملة الأمنية ، في بيانها أنها نشعر بقلق بالغ إزاء تزايد استخدام الحكومة البحرينية للقوة المفرطة والقاتلة لاستهداف الاحتجاجات السلمية وقمع المعارضة. وأدانت الهجوم الدموي على الدراز، فضلا عن المضايقة القضائية للشيخ عيسى قاسم، وحثت حكومة البحرين على أن تنهي فورا هجومها العنيف على المجتمع المدني البحريني.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...