قراءات في مقالات عن رمال المنطقة المتحركة

الأحد ٠٥ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٢:١٩ بتوقيت غرينتش

أكد الأكاديمي والباحث سياسي د. مهند الضاهر من دمشق ان سياسة أمريكا ومنذ اتفاق كامب ديفيد حتى اتفاق ابراهام وليس انتهاء باتفاق ابراهيم الغاية هي وضع اسرائيل في المنطقة وجعله وتحويله من عدو الى صديق.

العالمقلم رصاص

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج" قلم رصاص "، أشار الضاهر الى أن القول سابقا في بدايات الأزمة السورية ان ما يسمى الربيع العربي في المنطقة جعل الصراع من عربي اسرائيلي الى صراع سني شيعي ولا يمكن أن يكون هذا الكلام ما لم يكن هنالك تطبيق للسياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

ونوه الضاهر الى أن :"القصد من ذلك ابقاء حالة الحرب في هذه المنطقة لمصلحة التطبيع مع الكيان الصهيوني وان هذا الكلام كان غاية كل السياسات الأمريكية منذ عصر جيمي كارتر وحتى هذا الوقت وبالتالي الغاية أولا وأخيرا هو اقامة علاقات وجعل "اسرائيل" ودمج هذا الكيان الصهيوني في المحيط العربي لجعله صديقا من أن يكون عدوا".

ويسلط البرنامج الضوء على المقالة التي نشرها الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في موقع "ميدل ايست آي" البريطاني تحت عنوان"بايدن يتحول الى ترامب ويعبث بينما القدس تحترق" حيث قال:" تحول الرئيس الأمريكي تدريجياً إلى نسخة كربونية من ترامب عندما يتعلق الأمر بسياسة الشرق الأوسط، بهدوء ودون تذمر ، يبدو أن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط تؤدي ما يسميه ركاب الحركات البهلوانية منعطف فرملة اليد، يبتعد بايدن عن سياسته التي تحمل توقيعه ، والاتفاق النووي مع إيران ، ويميل نحو التطبيع السعودي مع "إسرائيل" ، والذي كان الجزء الأكبر من الأعمال غير المنجزة لاتفاقات أبراهام التي أبرمها الرئيس السابق دونالد ترامب.

ونوه الكاتب :"بعد أداء هذه الحيلة ، لن يمكن تمييز سياسة بايدن في الشرق الأوسط عن سياسة ترامب. قطر لن تكون تحت الحصار بعد الآن ، لكن إيران ستبقى تحت أقصى العقوبات ، وكل اهتمام الولايات المتحدة سينصب على تنامي صلات "إسرائيل" بالمنطقة".

ولفت الكاتب وكل هذه الأشياء تدفع بسرعة في اتجاه التطبيع السعودي مع إسرائيل"، الجوهرة التي لا تزال مفقودة في تاج "اتفاقات أبراهام"، وكما هو معروف الآن، وضع محمد بن سلمان، ولي العهد وملك السعودية المستقبلي، التطبيع مع "إسرائيل" هدفًا أساسيًّا في سياسته الخارجية. لكن الهدف الحقيقي من الزيارة هو الضغط من أجل التطبيع السعودي مع "إسرائيل" وان الجوهر الحقيقي لزيارة بايدن الى المنطقة هو الضغط من أجل التطبيع السعودي مع "اسرائيل" ويتطلع بايدن الى الاتجاه لتعزيز تحالف بين قوتين أقل استقرارا في الشرق الأوسط "اسرائيل " والمملكة العربية السعودية".

كما تطرق البرنامج الى ما نشرته صحيفة لمعهد واشنطن للكاتب ديفيد بولوك تحت عنوان"دول شرق المتوسط في حالة مد وجزر هل يتحول الأعداء الى أصدقاء؟" قائلا:" نحن الآن في خضم مرحلة انتقالية من المشهد الجيوسياسي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بعيداً عن الصراعات ونحو التعايش المشترك، إن لم نقل التعاون. يتمثل العامل الوحيد الأكثر أهمية وراء هذا التحول الإيجابي هو التغيير في موقف تركيا، مما يدل على نطاق واسع على انتصار السياسة المحلية على السياسة الخارجية. ولذلك، فإن أردوغان بحاجة ماسة إلى حبل نجاة اقتصادي قريباً، وفي وقت أقرب مما يمكن أن تصبح أي ثروات طاقة بحرية متاحة. ويبدو أن السعودية والإمارات مرشحتان واضحتان كمساهمتين ولكن مقابل ثمن، وهو: تصالح معنا، ومع مصر، وحتى مع "إسرائيل" فضلاً عن أصدقائهما الجدد في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتابع الكاتب قائلا:"شهد العام الماضي أيضاً الكثير من النقاشات حول إشراك لبنان. ومن البنود المطروحة هي مخطط لاستجرار الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى لبنان، من خلال مسار خط أنابيب بري ملتف للغاية يمر عبر الأردن وسوريا، على أن يكون مصدر الغاز من المياه المصرية والإسرائيلية. ويجري البحث بهذا المشروع المعقد بوساطة أمريكية ومن الأهداف غير المعلنة الأخرى هي تشجيع إحراز تقدّم على صعيد الحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان أو على الأقل استئناف المفاوضات بشأنها.

ووسلط البرنامج الضوء على ما قاله الكاتب :"تبقى الصورة الإجمالية المتغيّرة للعوامل الجيوسياسية لشرق المتوسط على المسار الأكثر استقراراً الذي تمّ رسمه للمرة الأولى منذ أكثر من عام. ومع ذلك، فإن ما يحدث ليس انتقالاً جذرياً نحو تعاون عملي دائم أو شامل. ومن المفارقات أن المساهمات الاقتصادية والفنية والبيئية الضرورية للتعاون أصبحت أكثر تقييداً، فقط عندما تمّ تذليل كافة العقبات السياسية".

وختم الكاتب:" نتيجةً لذلك، صحيح أن أسوأ سيناريوهات الصراعات الكبيرة التي سادت قبل سنوات قليلة لم تتبلور، إلا أن تلك القائمة على التعاون التحويلي لا تزال بعيدة المنال أيضاً".

التفاصيل في الفيديو المرفق ...