ما الذي يمنع عودة أمريكا للإتفاق النووي؟

ما الذي يمنع عودة أمريكا للإتفاق النووي؟
الأربعاء ٠٨ يونيو ٢٠٢٢ - ١٠:٣١ بتوقيت غرينتش

في وقاحة لا تجدها الا لدى الغرب و"إسرائيل"، حمل ممثل امريكا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم امس الثلاثاء، إيران مسؤولية عدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي، قائلا: ان "ما نحتاجه هو شريك لديه إرادة في إيران. وتحديدا، فإن على إيران إسقاط مطالب رفع العقوبات التي تتجاوز بوضوح خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي مطالب تمنعنا الآن من التوصل إلى اتفاق".

العالم كشكول

هذه الوقاحة المقززة، تنطلق من اعتقاد غربي مفاده ان الراي العام العالمي هو ذلك الذي يصوغه الاخطبوط الاعلامي الغربي كيف يشاء، وان بامكان هذا الاعلام ان يتكفل بغسل ادمغة الشعوب، ويجعلها تنسى حتى تاريخها، ويجعل من الحق باطلا ومن الباطل حقا، وإلا ما كانت امريكا تتعامل بهذه الاستخفاف مع العالم، عندما تتهم ايران بانها ليس لديها "ارادة" لاحياء الاتفاق النووي، بينما العالم اجمع يعلم دون استثناء، من هو الطرف الذي انسحب من الاتفاق، واعاد فرض العقوبات على ايران، رغم الحاح حلفائه الاوروبيين، ومن هو الطرف الذي تمسك بالاتفاق حتى بعد انسحاب امريكا منه، وعدم التزام الاوروبيين به.

تقول امريكا ان ايران تطالب برفع العقوبات عنها بما يتجاوز الاتفاق النووي، ولكن، أليس من حق ايران ان تطالب برفع العقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بالتزامن مع انسحابه من الاتفاق النووي، من اجل تعقيد عودة اي ادارة امريكية مقبلة الى الاتفاق النوي، بمعنى ان هذا الحظر هو في صميم الاتفاق النووي. كما ان ايران لديها تجربة مُرّة مع امريكا ونكوثها للعهود والمواثيق، فليس هناك من عاقل يمكن ان يدخل في اي اتفاق مع امريكا دون ان يربطها بمواثيق وعهود يمكن ان تحول دون انتهاكها بسهولة لهذه المواثيق والعهود، فليس هناك من ارادة في امريكا للعودة الى الاتفاق، فالعالم راى بأم عينه كيف يوقع رئيس امريكي على اتفاق دولي مدعوم بقرار من مجلس الامن، بينما يخرج منه رئيس اخر وبكل سهولة ودون سبب، الا تلبية لرغبة "اسرائيل" واللوبيات الصهيونية، واليوم لا يملك الرئيس الحالي جو بايدن اي ارادة للعودة الى الاتفاق النووي، حتى ان اعضاء من حزبه انضموا الى الحزب الجمهوري، من اجل رفض عودته الى الاتفاق النووي، بينما يهدد اعضاء الحزب الجمهوري بانهم سينسحبون من الاتفاق ان عاد اليه بايدن، في حال فوزهم بالانتخابات الرئاسية عام 2024.

ايران باتت تدرك جيدا انه لا عودة للاتفاق النووي دون وجود طرف امريكي لديه الارادة على احترام توقيعه على الاتفاق، ولديه الارادة على تنفيذ ما وقع عليه، وتبقى هذه العودة بعيدة، ما دامت الارادة الامريكية تتقاذفها مصالح "اسرائيل" واللوبيات الصهيونية، والغلاة من اليمين الصهيوني المتطرف في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.