وفي حديث لموقع "الانتقاد" الإلكتروني بعد يومين على مؤتمره الصحفي وقبيل مغادرته مطار بيروت عائدا الى بلاده،? لفت المحقق الجنائي يورغن كولبل الى أن "المحكمة الخاصة بلبنان لم تنشأ إلا لإقامة شرق أوسط جديد، وهو ما لم تتمكن الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل من تحقيقه حتى الآن".
وأضاف: "هذه المحكمة مسيسة بامتياز، وما يريده هؤلاء هو إقامة شرق أوسط جديد"، مؤكدا أن "المحكمة ليست إلا أداة لتحقيق (عدالة الاستعمار)، واصفاً إياها بأنها "منظمة إجرامية".
وفيما أشار كولبل الى أن مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار هو "الأكثر تسييسا للتحقيق"، أكد أن كل ما قاله حول تسييس المحكمة يستند الى أدلة ذات مصداقية سيكشف عنها في مؤتمر صحافي يعقده لاحقا.
أما فيما يتعلق بوجود أشخاص من الـ "موساد" الإسرائيلي في مسرح جريمة اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري، فقد أكد كولبل أن الأدلة الدامغة بهذا الشأن، والتي حصل عليها خلال التحقيق، ستنشر في كتاب يصدره في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الحالي.
وحول ما كشفه مؤخرا بشأن تواجد إمرأة يهودية أميركية تعمل بمجال الاتصالات في مسرح جريمة اغتيال الحريري وقت الانفجار، وإشارته الى أنها تعمل حاليا في الكيان الاسرائيلي وأنها شوهدت مع قادة إسرائيليين، لفت يورغن كولبل في حديثه الى أنه حصل على أدلة ومعلومات تؤكد دور المرأة في اغتيال الحريري خلال تحقيقه مع أحد الضباط الأميركيين الذي كان موجودا في العراق وأفغانستان (وهو ممن عمل في مجال العمليات الأمنية والعسكرية السرية)، كما حصل على أدلة أخرى سيقوم بنشرها في الكتاب الذي سيصدره لاحقا.
وكشف المحقق الإلماني يورغن كولبل لموقع "الانتقاد" أنه ينوي نشر كتاب مشترك مع المحامية مي الخنسا يتناول فيه أدلة حول جريمة اغتيال الحريري تعرض للمرة الأولى، بالإضافة الى دراسة قانونية تتحدث عن مساوئ وثغرات التحقيق والمحكمة الدولية، وذلك في شهر أيلول المقبل، أي بعد شهر رمضان المبارك.
وفي الختام، كرر المحقق كولبل إدانته لأداء بلمار، قائلا إنه لم يتعاطَ بشكل سليم أو لائق ووفقا لأصول التحقيق الجنائي، كما أكد أن هناك ثغرات في التحقيق سيتم الكشف عنها لاحقا.
يذكر أن الكاتب الألماني يورغن كاين كولبل هو باحث في علم الجنايات في جامعة هوميولت في برلين، وكان قد أصدر كتابا عام 2006، بعنوان "اغتيال الحريري... الأدلة المخفية" تحدث فيه عن عدة فرضيات بشأن اغتيال الرئيس الحريري، وكشف لأول مرة عن دلائل تشير الى تورط الـ "موساد" الإسرائيلي والاستخبارات المركزية الأميركية في الجريمة".