'القرارت الدولية' المعادية لإيران.. ودور 'إسرائيل' الذي بات علنياً

'القرارت الدولية' المعادية لإيران.. ودور 'إسرائيل' الذي بات علنياً
الأربعاء ٠٨ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

"إن إسرائيل غيرت استراتيجيتها إزاء ايران، ورفعت مستوى الاستعداد حيالها.. العام الماضي كان عام تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء ايران. رفعنا مستوى الاستعداد. ونحن نعمل في كل زمان ومكان، ومستمرون في ذلك"، هذ الكلام هو لرئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت.

العالم كشكول

يبدو ان كلام بينيت، الذي كان يلمح فيه الى دور كيانه في جريمة اغتيال احد عناصر حرس الثورة الاسلامية في طهران والتي حملت فيه ايران "إسرائيل" مسؤولية الجريمة، أثار إستياء المؤسستين الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال، كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي نقلت عن مصدر "أمني رفيع" في لجنة العلاقات الخارجية والأمن في الكنيست قوله، أن كلام بينيت هذا سيضاعف اصرار ايران على الانتقام.

كما نقلت الصحيفة عن مصادر أخرى قولها ان "من الأفضل التزام الصمت خلال هذه الفترة، بينما تُبذل جهود دبلوماسية مع الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

من بين كل ما نقلته الصحيفة عن المصادر الامنية والعسكرية بشأن تصريحات بينيت، نتوقف امام توصية المؤسستين الامنية والعسكرية للحكومة بالتزم الصمت خلال هذه الفترة التي "تُبذل جهود دبلوماسية مع الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية"!، فهذا الكلام هو اعتراف واضح وصريح من ان "إسرائيل" تقف وراء كل محاولات امريكا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، المعادية لايران، خاصة التقرير الاخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ومسودة القرارالذي قدمته امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا الى مجلس حكام الوكالة، المناهض لايران.

في السابق كان الكيان الاسرائيلي لا يعلن عن دوره في كل ما يجري في المنطقة والعالم، لاسيما الجرائم التي يرتكبها بحق الشعوب، وفي تاثيره على السياسة الامريكية ازاء المنطقة، وكذلك على المنظمات الدولية، ولكن يبدو ان هذه السياسة اصبحت من الماضي فالكيان الاسرائيلي بات يكشف عن جرائمه ويتبناها بكل صلف وغرور.

قبل ايام اعترف وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بأن رئيس الوزراء نفتالي بينيت "سلّم معلومات بشأن نشاط إيران النووي إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، اثناء زيارة الاخير الى"إسرائيل" يوم الجمعة الماضي.

اليوم تعلن امريكا صراحة ان وسيطها، عاموس هوكشتاين، في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"اسرائيل"، هو "اسرائيلي" من ابوين يهوديين امركيين مهاجرين، خدم في جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي ولعب دورا لمصلحة الكيان وكان مستشارا لرئيس وزراء الاحتلال السابق شيمون بيريز.

لا يحتاج المرء ان يكون ضليعا في السياسة وخفاياها، ليكتشف السر وراء إستهتار امريكا وصلف "اسرائيل"، فالسر ليس سوى عرب الردة، الذين نقلوا المحتل الاسرائيلي من خانة العدو المغتصب للارض والعرض والمقدسات، الى خانة ليس الصديق فحسب بل الحليف الاستراتيجي الذي يعقدون معه الاتفاقيات والمعاهدات الامنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، حتى باتوا يقيمون مجالس العزاء لقتلى "اسرائيل" و ينعتون قاتليهم بالارهابيين، ويحتفلون في ذكرى "تاسيس اسرائيل"، التي قامت على ارض فلسطين وتشريد شعبها.