كيف ترسم المقاومة سيناريو الرد على اعتداء الاحتلال على حقوق لبنان البحرية؟

الجمعة ١٠ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٧:٤٦ بتوقيت غرينتش

أكد الكاتب والبحث السياسي محمد مرتضى أن التأخير في استخراج النفط والغاز الكفيلان بإنقاذ لبنان اقتصاديا قد يهدد الوضع برمته في لبنان، لافتاً إلى أنه ما لم تؤدي الاتصالات إلى وقف الاستخراج الإسرائيلي في حقل كاريش سوف يكون هناك موقفا للمقاومة.

وفي حديث لقناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" أشار محمد مرتضى إلى أن: ما يلفت النظر بكلام سماحة السيد نصرالله هي المقاربة التي يقدمها في البداية من أجل أن يصل إلى النقطة الحساسة، ففي موضوع حساس كهذا لابد أن يمهد لتشخيص الموقف الواقعي، من خلال التوصيف في البداية وتحديد المخاطر كما سماها، وبعد ذلك ينتقل إلى الموقف الأساس.
وأكد قائلاً: نحن اليوم أمام موقف حساس في لبنان، والمخاطر التي تحدث عنها سماحة السيد واضحة، لبنان في وضع لا يحسد عليه اقتصاديا، ويبدو أن المنفس الوحيد لإنقاذه هي تلك الثروة النفطية والغازية، وفي نفس الوقت نجد أن هناك عدوا إسرائيليا يترك الحقول "الخالصة" له ويعطى الأولوية للحقول المتنازع عليها.
ونوه إلى أن: هناك مناقصات حصلت و رست هذه المناقصات على بعض الشركات، وهذه الشركات ينبغي لها أن تقوم بالحفر والاستخراج، ولكنها تقاعست، والآن شركة توتال تقدمت إلى لبنان بتأخير تنفيذ العقد حتى عام 2025.. هذا التأخير غير مبرر.. إذاً حقول لبنان ممنوع العمل عليها.
وشدد محمد مرتضى على أن لبنان أمام مخاطر مزدوجة، وأضاف: ربما هناك مخاطر لم يشر إليها السيد بشكل مباشر وإن تحدث عنها بأن لبنان ليس مرتاحا اقتصاديا وأن هناك منفذ، لكن هناك نقطة ربما لم يشر إليها سماحة السيد أن التأخير في استخراج النفط والغاز الذان هما كفيلان بإنقاذ لبنان اقتصاديا قد يهدد الوضع الاقتصادي برمته في لبنان.
وأوضح: نحن نعرف الأوضاع وما لم نجد حلولاً فنحن ذاهبون إلى الانهيار الاقتصادي التام، وهذا تهديد للأمن الاجتماعي في لبنان يمكن أن يؤدي إلى تفكيك اجتماعي لكل لبنان، وهذه ضمن الاستهدافات الأميركية، والتي لربما تمثل بعض عناصر الضغط.
وأشار إلى أن السيد نصرالله قد لمح إلى نقطة أساسية وهي أن موضوع الترسيم هو عند الدولة اللبنانية، مضيفا: أعتقد أن هذه المعادلة ربما ستلعب دورا فيما بعد، كل لبنان يقول اليوم إن حقل كاريش "متنازع عليه" على الأقل، هذا ترسيم وهذا موقف لبناني، طالما أنه متنازع عليه باعتراف كل المسؤولين في لبنان.
وأكد: ما لم تؤدي الاتصالات إلى وقف الاستخراج الإسرائيلي في ذلك الحقل سوف يكون هناك موقفا للمقاومة، و وفق نفس المنطق، طالما أن المقاومة تقول نحن لا نتدخل في الترسيم وهذه مسؤولية دولة لبنان.. فإذا قالت هذه هي الحدود نحن نلتزم بها.
من جانبه أكد المختص بالشؤون الإسرائيلية مازن الجعبري أن موقف أمين عام حزب الله لبنان السيدحسن نصرالله قد وضع حدوداً لكل التكهنات التي كان يعتمد عليها الاحتلال خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بمسألة الغاز في المتوسط، لافتاً إلى أن الكيان يحاول أن يستغل الأزمة الغازية العالمية ضمن استراتيجية أساسية لدولة الاحتلال خلال الأعوام الماضية.
وأشار مازن الجعبري إلى أن الاحتلال كان يراقب ويتابع ما يصدر عن المقاومة اللبنانية وهو يأخذ هذا الكلام على محمل الجد، لافتاً إلى أن هناك تصريح لوزير الحرب الإسرائيلي أن الكيان لن يقدم على استخراج النفط من حقل كاريش إلا بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية أو دولة لبنان.
وأضاف: لكن أعتقد أن موقف السيدحسن نصرالله كان واضحاً، وهو موقف وضع حدوداً لكل التكهنات التي كانت تعتمد عليها إسرائيل خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بهذه المسألة.
ورأى الجعبري: أعتقد أن المقاومة سوف تعمل على منع إسرائيل من استخراج النفط وأيضا العمل في هذه الحقول، وهي مياه اقتصادية وإقليمية للبنان، وهذا العدو هو عدو محتل.. ومن تجربة الفلسطينيين أنتم تعلمون أنهم يستخرجون منذ سنوات الغاز من السواحل الفلسطينية ويقومون ببيعها إلى بعض الدول العربية والعالم.
وخلص الجعبري إلى أن إسرائيل لا تعرف إلا لغة المقاومة والقوة، مضيفاً: لذلك أعتقد أن هذا الخطاب قد وضع المسالة في سياقها السياسي والوطني في مواجهة هذا العدو.
وشدد على أن الموقف الذي دعا إليه السيدحسن نصرالله بأن تكون هناك وحدة وتوافق ما بين الموقف الرسمي والمقاومة والتي تقف دفاعا عن لبنان وعن موقف لبنان الرسمي، هو ركيزة مهمة في مواجهة هذا العدو.
وحذر من أن: إسرائيل معروف عنها أنها تتحايل وتعتمد على الوقت، وهي أيضاً تدرس وتستغل الظروف في المنطقة الإقليمية وهذه تجربتنا معها كفلسطينيين، وأنتم تعرفون أطماعها.
وأشار إلى أنه وخلال هذا العام قد صدر عن الكيان الإسرائيلي تخطيطها الاستراتيجي للأعوام القادمة وهي دعت في تخطيطها الاستراتيجي إلى إقامة تحالف ما بين الدول التي تنتج الغاز، حيث أن هناك حالياً أزمة غاز في العالم، ويريد الكيان أن يعتمد على استخراج الغاز وبيعه لدول العالم في ظل هذة الأزمة، وهي إحدى الاستراتيجيات الأساسية لدولة الاحتلال خلال الأعوام الماضية.
وخلص الجعبري إلى القول: برأيي أن إسرائيل سوف تراقب ما يجري من ردود أفعال، ولكنها لن تتوقف.. من الممكن أن تجمد خطواتها، ولكن بدون مواجهة مع هذا العدو فإن إسرائيل سوف لن توقف اعتداء تها لا على فلسطين ولا على لبنان ولا على الشعوب العربية في المنطقة.