أمريكا تمارس أقصى ضغوطها ضد ایران.. لماذا؟

أمريكا تمارس أقصى ضغوطها ضد ایران.. لماذا؟
الخميس ١٦ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

على مدى سنتين من تسلم الديمقراطيين زمام الامور في الولايات المتحدة، وكلامهم عن رغبتهم العودة الى الاتفاق النووي الموقع بين ايران والدول العظمى عام 2015والذي خرج منه دونالد ترامب 2018، فإن واشنطن لم تتوقف لحظة عن ممارسة سياستها العدائية المسماة "الضغوط القصوى" ضد الشعب الايراني، بل وهي اليوم زادت من وتيرتها الى اقصى ما تستطيع، فهل تقترب الامور من إحياء الاتفاق النووي ام موته؟

العالم - كشكول

القرار الذي جاءت به أمريكا فجأة وصدر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد البرنامج النووي الايراني السلمي، وإجراءات الحظر الجديدة المكثفة ضد ايران والتي كان آخرها اليوم الخميس والذي شمل شركات ايرانية وصينينة وإماراتية، للحد من صادرات النفط والمنتجات البترولية والبتروكيماوية من ايران، فإنها تدخل ضمن السياسة العدائية واللاقانونية الامريكية ذاتها ضد الشعب الايراني منذ 40 عاما والتي شددها ترامب وتابعها بايدن، أي الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء.

وبالتالي فإن حكام أمريكا عندما يتكلمون عن حقوق الانسان ليسوا إلا فرقة من الكذبة والمنافقين والقتلة وما يهمهم هو الحصول على تنازلات ايرانية على طاولة المفاوضات التي تتوسط فيها أوروبا، وما هذه الضغوط المتوالية والتي تشمل ايران ومحور المقاومة بالكامل، ليست إلا لحماية الكيان الاسرائيلي وإرضائه.

زيارة بايدن القريبة الى تل ابيب للقاء قادة الاحتلال وافتتاح آفاق جديدة من اتفاقات التطبيع المؤسفة والمعيبة لبعض حكام العرب مع الكيان الاسرائيلي والتي قد تشمل هذه المرة، وفق تصريحات امريكية، المملكة السعودية ولو بخطوات تطبيعية جزئية، وتشكيل ما يسمى بحلف عربي – اسرائيلي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وترافق هذا مع تصعيد الحظر الامريكي ليس إلا إرضاءا للاحتلال الاسرائيلي الذي يضع "فيتو" داخل أروقة الحكم في امريكا ضد "إحياء الاتفاق النووي"، وبالتالي فإن الأمريكي يدفع نحو تشديد الحظر ضد ايران، بالتآمر مع الاوروبيين، اولا لإرضاء الكيان الاسرائيلي وتطمينه في حال تم إحياء الاتفاق النووي فعليا، وثانيا الحصول على تنازلات سياسية ايرانية على الرغم من أن الامريكي يعلم ان ايران التي صمدت 40 عاما من غير المحتمل ان تتنازل عن خطوطها الحمراء، وهو ما يؤكده القادة الايرانيون وبشكل قاطع.

مهما ضغطت امريكا فإنها لن تكسر عزيمة ايران والشعب الايراني، فسلاح العقوبات فشل ولم يقترب حتى من تحقيق هدفه، واما الحديث الامريكي عن إعلان بايدن عن تشكيل "ناتو عربي اسرائيلي" ضد ايران خلال زيارته القادمة للمنطقة، فلن يكون هذا سوى مجرد تطمينات للكيان الاسرائيلي بأن العداء لايران سيستمر، فالكل يعلم ان اي حرب ضد ايران ستكون مدمرة لكل المنطقة وسيكون الكيان الاسرائيلي اول من سيسقط فيها وإلى الابد، واما احياء الاتفاق النووي فهو مرتبط بقرار سياسي امريكي والاستعراض الامريكي (سواء بالعقوبات او التهديد) لن يقدم ولن يؤخر.