ماذا بعد الاضراب الذي شلّ تونس بالكامل؟

ماذا بعد الاضراب الذي شلّ تونس بالكامل؟
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

شلّ الاضراب العام الذي اعلنه الاتحاد العام للشغل في تونس، العمل في مؤسسات ومفاصل الدولة، والذي جاء تحت سقف الاحتجاج على سياسة الحكومة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية كما قال، فيما تابع القضاة اضرابهم الذي دخل اسبوعه الثاني احتجاجاً على قرارات الرئيس سعيد بعزل 57 قاضياً.

العالم- ما رأيكم

يرى متابعون، ان هناك مشاكل كبيرة وصراعات سياسية حتى داخل هيكلية الاتحاد العام للشغل الذي اعلن الاضراب، وان هناك الكثير من الاطراف حتى داخل الاتحاد لم تؤيد توقيت الاضراب.

وقالوا: ان الاتحاد العام للشغل كان جزءاً كبيراً من الازمة منذ بدايتها قبل اكثر من عشر سنوات بعدما دخل الاتحاد في اللعبة السياسية واصبح جزءاً منها، وكان له دور كبير في المشهد السياسي ولعب على كل الاوراق مع كل الاطراف المؤيدة او المعارضة له حتى مع حركة النهضة التونسية.

واوضح هؤلاء المراقبون ، ان الاتحاد دخل في جدال واسع مع الرئيس التونسي قيس سعيّد، مشيرين الى ان الامين العام للاتحاد قبل يوم من اعلان الاضراب خرج وقال انه يرفض الحوار مع الحكومة وانضم الى جوقة المعارضين لقرارات الرئيس سعيد الاصلاحية التي اعلنها.

فيما يرى خبراء بالشأن التونسي، ان ما تشهده الساحة التونسية هو صراع ارادات، بعدما حكمت تونس منذ عام 2011 ثلاث جهات، الاولى الدولة العميقة والثانية حزب النهضة والثالثة هي الاتحاد العام التونسي للشغل.

وعدّوا ان هذه الجهات الثلاث هي شريكة في العشرية التي مضت، يسميها البعض بالسوداء او الغير ناجحة، معتبرين ان الاتحاد العام التونسي للشغل هو ركيزة اساسية للاستقرار بالحد الادنى على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، ولكن ايضاً بات يمارس دوراً سياسياً، بمعنى انه خرج عن صبغته النقابية، لافتين بان هناك تداخلا في التصور الجديد لدى امينه العام ومكتبه التنفيذي بين الدور النقابي والدور السياسي.

واوضح هؤلاء الخبراء، ان نور الدين الطبوبي مرة يرى اميناً عاماً للاتحاد التونسي للشغل ويدافع عن الشغالين وعن اجورهم وعن الحقوق الاجتماعية، ومرة يرى طرفا سياسيا وكأنه نقابته حزب سياسي، ونبهوا بان توقيت اختيار الطبوبي للاعلان عن الاضراب العام جاء بعد لقائه بالسفير الامريكي والسفير الالماني والفرنسي في ظل ضعف تعاني منه الدولة وتصارع مراكز القوة داخل تونس.

ووصف الخبراء، الاضراب العام بانه لديه صبغة سياسية واضحة وهدفه مصارعة قرارات ومشروع الرئيس قيس سعيد الذي يسعى لبناء جمهورية جديدة ودستور جديد ينتظره الجميع.

ما رأيكم..

كيف يبدو المشهد التونسي مع بدء اضراب الاتحاد العام للشغل؟

هل يبقى الاضراب وتداعياته تحت سقف المطالب الاقتصادية والاجتماعية؟

الى اين يتجه اضراب القضاة المحتجين على قرارات قيس سعيّد؟

وهل تستفيد المعارضة من الاحتجاجات لمزيد من الضغوط على الرئيس؟