الاحتلال يحلم بالقضاء على كتيبة جنين

الاحتلال يحلم بالقضاء على كتيبة جنين
الأحد ١٩ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٣:٤٣ بتوقيت غرينتش

بعد أن قضت كتيبة جنين مضاجع الاحتلال وأربكت كافة حسابات أجهزته الأمنية من خلال الاشتباك الدائم معه في شمال الضفة المحتلة ولاسيما مدينتي جنين ونابلس باتت أعين رؤساء أجهزة أمن الاحتلال على هذه الكتيبة.

العالم - فلسطين

وسعى جيش الاحتلال واستخباراته خلال الفترة الأخيرة لتصفية كتيبة جنين التي بدأت تمتد إلى كافة أرجاء الضفة الغربية المحتلة كنابلس وطولكرم والخليل، من خلال عمليات اغتيال المقاومين، أو اعتقالهم.

إلا أن مهمة الاحتلال ستكون صعبة ولن يستطيع القضاء على كتيبة جنين لأن مقاومي جنين بات لديهم خبرة كبيرة في مواجهة الاحتلال، كما يرى الكثير من المحللين.

المحلل السياسي عدنان الصباح أكد أن سبب قرار الاحتلال تصفية كتيبة جنين والتخلص منها، هو أنها في مواجهة يومية متواصلة مع قوات الاحتلال، وإيقاعها الخسائر في صفوف جيش الاحتلال.

ورأى الصباح خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، أن كتيبة جنين مرغت أنف جيش الاحتلال في تراب مخيم جنين، موضحاً أن قرار جيش الاحتلال التخلص من كتيبة جنين غير ممكن وغير واقعي وهو يعلم ذلك جيداً.

وشدد على أن المقاومة اليوم لديها تجربة وتاريخ طويل في المقاومة والاشتباك اليومي المتواصل مع العدو، مبيناً أن الشباب المقاوم في الضفة بات لديهم حنكة في العمل ضد العدو، وخير دليل على ذلك الضباط الذين خسرهم جيش الاحتلال في جنين مؤخراً، مُشيراً إلى أن الاحتلال لا زال يتذكر الشهداء طوالبة وأبو جندل وغيرهم ممن أثخنوا في جيشه.

وقال الصباح :"لم نعتد على جيش الاحتلال التصريح بقرار كقرار نيته تصفية والتخلص من كتيبة جنين، موضحاً أنه فعل ذلك لأنه لا يستطيع تنفيذ هذا القرار، فهو فقط يصدر قرارات".

وعن خشية الاحتلال من انتقال نموذج جنين لكافة مناطق الضفة، اعتقد أن هذا الأمر هو أهم الأمور التي تؤرق جيش الاحتلال وهو انتقال نموذج كتيبة جنين لكافة أنحاء الضفة، مبيناً عد استبعاده قيام الاحتلال بأعمال تصفية لمجاهدي كتيبة جنين.

وأوضح الصباح أن على المقاومة أن تدرك أنها أمام عدو مجرم وإرهابي قد يقدم على فعل أي شيء، محذراً جميع المقاومين في كتيبة جنين من الحذر من تهديدات الاحتلال وأن يتصرفوا بحنكة ويحموا أنفسهم جيدة لأن حياة المقاومين مهمة للشعب الفلسطيني لأنهم هم يمثلون حياة الشعب.

ورأى أن وجود المقاومة في الضفة وكتيبة جنين هي افراز طبيعي لوجود الاحتلال، موضحاً أن هذه المقاومة ستبقى طالما بقي الاحتلال على أرض فلسطين.

وتوقع الصباح أن يقوم جيش الاحتلال بارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني وبحق أبطال المقاومة في الضفة، لافتًا أن الاحتلال لن يكل ولا يمل إلا بضرب هذه المقاومة وإضعافها والتخلص من أبطالها وتهديدهم يوميا وبكل الطرق.

وبين أن المقاومة في شمال الضفة وفي كتيبة جنين مهمتها التخلص من الاحتلال الاسرائيلي، وبالمقابل مهمة الاحتلال منع وإحباط ما تقوم به المقاومة، موضحاً أن كتيبة جنين جزء من هذا الشعب العظيم الذي لن يقبل بوجود الاحتلال على أرضه.

واعتقد الصباح أن الاحتلال يريد أن يسجل نقاط على صعيده الداخلي، وهو يريد أن يقدم حكومته بأن لديها مشروع وحكومة قوية وجيش قوي وقد فشل نتيناهو في معركة "سيف القدس"،مبيناً أن بينت لا يريد أن يخرج بهزيمة كما خرج نتنياهو .

وبدوره رأى الكاتب والمحلل حسن عبدو، أن جيش الاحتلال لا يستهدف فقط جنين وكتيبتها بل يمارس القتل والاعدامات الميدانية للشبان على الحواجز في كافة مناطق الضفة المحتلة.

كما رأى عبدو خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن جيش الاحتلال ذاهب باتجاه موجة تصعيد ضد الشعب الفلسطيني في ظل الاعتداءات في جنين وغزة.

وأوضح أن كتيبة جنين ليست حالة كلاسيكية ممكن تفكيكها بالمعنى العسكري، وإنما هي تعبير أطلقه الأمين العام القائد النخالة على المجموعات المسلحة المقاتلة في كتيبة جنين، وهي تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة وخرجت من بيئة مقاومة.

واعتقد عبدو أن الاحتلال ذاهب باتجاه موجة تصعيد، موضحاً أن كتيبة جنين اليوم باتت قادرة على انجاب مقاتلين، وأن زعم الاحتلال بأنه يقضي على الكتيبة أقوال مبالغ فيها وهو لا يستطيع القضاء على هذه الحالة الثورية.

وبين أن تركيبة كتيبة جنين تقوم على حالة ثورية عسكرية، ولا تقوم على قوة عسكرية منظمة، وهي اليوم تنتشر في كافة مناطق الضفة الغربية ومرشحة للازدياد وهذا ما يخشى منه الاحتلال، لذلك يقوم باغتيال المقاومين كما حصل أمس مع الشبان الثلاثة في مدينة جنين.

ولفت عبدو إلى أن تصريحات جيش الاحتلال بالقضاء على كتيبة جنين تأتي لإرضاء اليمين المتطرف في كيان الاحتلال ؛ نظراً لوجود حكومة هشة وقد تسقط في أي وقت، مبيناً أن جيش الاحتلال يحاول زيادة مستوى العنف ضد الشعب الفلسطيني.

وكانت قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس السبت: "إن عملية اغتيال المقاومين الثلاثة في جنين ستدفع الجهاد الإسلامي الذي أعلن في وقت سابق عن قراره بعدم السكوت عما يجري بالضفة إلى الرد على أحداث ليلة أمس".

وذكرت الإذاعة، أن الجيش والاستخبارات اتخذوا قرارا واضحا بتصفية "كتيبة جنين" التي تشكل رأس حربة الأحداث العنيفة في نابلس وجنين والضفة عموما ما سيجعل المنطقة أكثر هدوءا ، على حد زعمهم ، بالرغم من المخاطر التي تشكلها العمليات المستمرة التي ينفذها الجيش على حياة الجنود.

وقالت مصادر أمنية اسرائيلية للإذاعة العبرية العامة: "إن جيش الاحتلال لن يسمح بانتقال نموذج جنين إلى مدن اخرى بالضفة وأن ما بات يعرف باسم "جمهورية الجهاد الاسلامي" في شمال الضفة يجب أن تنتهي مهما كلف الأمر من صدامات أو حتى توتر مع غزة.

ويشار إلى أن قوات الاحتلال اغتالت بالأمس 3 من عناصر كتيبة جنين في مخيم جنين مما أدى لارتفاع عدد الشهداء منذ بداية العام لـ 26 شهيداً منذ بداية العام، مما تبعها إطلاق صاروخ من غزة صوب عسقلان، ليرجح الاحتلال إطلاق الصاروخ من قطاع غزة رداً على اغتيال عناصر من كتيبة جنين .

فلسطين اليوم