وفي كلمة له خلال الذكرى الخامسة لانتصار المقاومة على العدوان الاسرائيلي ضد لبنان، وبمشاركة حشد جماهيري كبير في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت،اكد السيد نصر الله جهوزية المقاومة لرد اي عدوان اسرائيلي جديد.
كما اكد الامين العام لحزب الله في مهرجان الكرامة والانتصار، على ان الثبات والثقة والامل والايمان والصمود من اهم العوامل التي ادت الى الانتصار على كيان الاحتلال الاسرائيلي.
وقال السيد نصر الله ان صمود المقاومين في حرب تموز شكل معجزة حقيقية وادى الى اهتزاز الثقة بجيش الكيان الاسرائيلي حيث تركت اثارا خطيرة على مستوى الكيان الاسرائيلي ومستقبله.
ووجه السيد نصر الله الشكر لله تعالى على نصره وتأييده ولطفه وعطفه والشكر الى ارواح الشهداء من شهداء الجيش وكل فصائل المقاومة وعائلاتهم والجرحى وعائلاتهم.
واكد ان كل الذين كانوا في الميدان في حرب تموز ثبتوا في الميدان وعجرفة العدو تحولت امام صمود المقاومين الى ارباك وضعف على كل المستويات وهو ما انعكس على الاداء العسكري والشعبي وتركت الحرب آثارا على مستوى مستقبل الكيان الصهيوني. ولفت سماحته الى ان هذه الحرب كما يقر العدو تركت آثارا خطيرة على مستوى الكيان الغاصب على كل المستويات.
واشار الى ان اهم نتيجة استراتيجية لحرب تموز هي اهتزاز الثقة بين الشعب وجيش الاحتلال ، بالمقابل ارتفاع عامل الثقة واليقين بخيار المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق والعالم العربي والاسلامي .
ولفت السيد نصرالله الى ان العدو يعمل في الموضوع الاعلامي والسياسي للتخفيف من نتائج حرب تموز 2006 بهدف إستعادة ثقة شعب الاحتلال بجيشه، وعلى المستوى العسكري تحاول اسرائيل استعادة هيبتها من خلال المناورات غير المسبوقة التي يقيمها جيش العدو لسد الثغرات الي ظهرت خلال حرب تموز 2006.
واشار السيد نصر الله الى ان من العوامل التي يعتمد عليها الاسرائيليون لاستعادة الثقة، الجهد العسكري والاستنهاضي والمناورات وتطوير الاسلحة والعمل على ايجاد حل عسكري لتساقط الصواريخ على ما بعد بعد بعد حيفا، اضافة الى بدء مناورات غير مسبوقة، لكن هل هذا الامر استطاع ان يؤدي النتيجة المطلوبة للاسرائيليين؟ في استطلاعات الرأي عندهم يقرون ان هناك مشكلات لم يتم حلها.
ولفت السيد نصر الله الى ان العدو يعتبر ان هناك انجازين في حرب تموز : ادخاله (السيد نصرالله) الى الملاجأ والهدوء على الحدود كما يقول بيريز. واضاف سماحته ان ادخال فلان الى الملجأ لم يكن هدفا من اهداف الحرب ولم يقل احد من المسؤولين ان احد اهداف الحرب منع هذا الشخص من السير في الشارع، كما ان هذا الهدف لا يستحق شن حرب تؤدي اى نتائج خطيرة. واشار الى ان اي من اهداف الحرب لم يتحقق والاسرائيليون يقولون ذلك. واكد ان الهدوء فرضته المقاومة بانتصارها.
من جانب اخر تطرق السيد نصر الله الى ملف النفط والغاز معتبرا انه موضوع بحاجة لاهتمام شعبي ومواكبة شعبية ووطنية. واكد اننا بشكل جدي امام فرصة حقيقية وتاريخية لا سابقة لها ان يصبح لبنان بلدا غنيا، وان لبنان في مياهه الاقليمية ثروة هائلة من النفط والغاز تقدر بمئات مليارات الدولارات.
وقال اذا احسن اللبنانيون التصرف وتعاطوا بمسؤولية وطنية وبعيدا عن المناكفات و"الصبيانيات" نحن امام فرصة ان نسد كل ديوننا ونحسن ونطور اقتصادنا ونطور المستوى المعيشي وان يصبح لبنان دولة قوية مقتدرة".
واضاف: مفترض بداية 2012 ان يبدا الامر بشكل جاد اي المناقصات واكمال الشركات للدراسات ثم بدء التنقيب.
وتابع ان العدو رسم الحدود لوحده وضمنها منطقة مساحتها 850 كلم مربع فيها ما قيمته مليارات الدولارات من الثورة النفطية ولبنان يقول انها له. واكد ان ترسيم الحدود البحرية مسؤولية الدولة ولا نتدخل كمقاومة في هذا الموضوع، عندما ترسم الدولة او تعتبر منطقة ما من المياه الاقليمية لبنانية ستتصرف المقاومة على ان هذه المنطقة مياه اقليمية لبنانية.
واكد اننا نثق كامل الثقة بالحكومة الحالية انها لن تفرط باي حق من حقوق لبنان في مياهه الاقليمية وثروته النفطية ايا تكن الضغوط. ودعا الحكومة الى الاسراع بالخطوات التنفيذية في هذا الموضوع، معتبرا ان الوقت مهم جدا وهذا يتوقف على ان تتعاطى الحكومة مع هذا الامر كأولوية وطنية مقدمة على اي اولوية اخرى.?
وتوجه السيد نصر الله لكل الشركات التي تريد التنقيب مؤكدا "ان لبنان قادر على حماية هذه الشركات وهذه المنشآت لأن من يمكن ان يعتدي على هذه المنشآت لديه منشآت نفط وغاز".
واعلن في هذا الاطار معادلة جديدة لحماية المنشآت النفطية التي سيقيمها لبنان قائلا ان "من يمس منشات النفط والغاز في المياه الاقلمية اللبنانية ستُمس منشآته وهو يعلم ان لبنان قادر على ذلك".
وقال ان "منطقة الـ850 كلم مريع طالما ان الدولة تعتبرها لبنانية فهي عند المقاومة لبنانية وفي ادبياتنا ليس هناك ما يسمى منطقة متنازع عليها بل هناك منطقة معتدى عليها". واكد ان "لبنان لديه فرصته الدبلوماسية ان يستعيدها بترسيم الحدود لكن نحذر اسرائيل من ان يمد يده الى هذه المنطقة وان يقوم بأي عمل يؤدي الى سرقة ثروات لبنان من مياه لبنانية".
واضاف "ندعو الدولة الى بذل كل جهد دبلوماسي وسياسي وقانوني لاستعادة هذه المساحة وبسط سلطة الدولة عليها، ولبنان مدعو -وهو قادر- الى الاستناد الى جميع عناصر القوة فيه من اجل الحفاظ على حقوقه الطبيعية واستعادتها ومن اهم عناصر القوة فيه معادلة الجيش والشعب والمقاومة".
واكد الامين العام لحزب الله في لبنان ان "كل تهديد وعجرفة اسرائيلية جزء من حرب نفسية تشن على مجتمعاتنا وجزء من حملة لاستعادة الثقة لكن لبنان بعد حرب تموز دخل مرحلة مختلفة تماما".
وفي الختام بارك السيد نصر الله للبنانيين والمسلمين حلول شهر رمضان سائلا الله تعالى "ان يوفقنا جميعا لصيامه وقيامه وحفظ حرمته واداء حقه وان يجعله شهرا للانابة والتوبة وتجديد القوة واستعادة العزة".?