"الناتو"يفتقر الى تعزيز ردعه في مواجهة روسيا

الأحد ١٠ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٢:٢٦ بتوقيت غرينتش

أكد الكاتب والباحث السياسي رياض عيد،انه بما لايدع مجالا للشك أن الحلف الأطلسي هو أداة أمريكية وأن تشبيه الناتو على أنه "بغل"تشبيه ناجح جدا حيث قرر أن يتحمل كل الضغوط الأمريكية متسائلا فيما هل تستطيع أوروبا والتي تعتبر الناتو أحد الأدوات التي ستدافع عن نفسها بوجه الهجمة الروسية أن تتحمل هروب أمريكا في المنطقة.

العالم قلم رصاص

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج" قلم رصاص"، أشار عيد الى أن تشبيه غاري شميث الباحث في الدراسات الاستراتيجية في معهد أمريكان انتربرايز كان تشبيها محقا حيث أن الناتو بعد الحرب في أوكرانيا قد بات بالنسبة للاوروبيين أكثر من ضرورة كون ان أوروبا تعيش عقد خوف من روسيا تاريخيا وزكّاها الناتو والولايات المتحدة الأمريكية وساهمت في تأجيج نزعة الخوف عند الأوروبيين بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا نتيجة دفع الاوروبيين لروسيا بأن تدخل أوكرانيا كونهم ارادوا ضمها لحلف شمال الأطلسي فهل يستطيع الشعب الأوروبي التحمل وبالتالي مما لا شك فيه ان الناتو يحاول أن يلعب أدوارا كبيرة.

ولفت عيد الى أن الناتو رغم محاولته لعب الأدوار الكبيرة بوجه روسيا فهو حذر جدا من الصدام مع روسيا لانه هذا الصدام سيؤدي وفق تقرير الناتو وكبار الاستراتجيين الاوروبيين والامريكيين في أنه سيدفع أوروبا والعالم الى حرب كونية جديدة ستكون حكما حربا نووية وبالتالي نتسائل هل تستطيع الشعوب في أوروبا أن تتحمل وزر تلك الحرب نتيجة العقوبات الاقتصادية التي انجزتها أوروبا ضد روسيا وكأنهم يطلقون النار على اقدامهم بدلا من أن يطلقونها على أقدام الروس.

ويتناول برنامج "قلم رصاص "ما كتبه غاري شميث الباحث في الدراسات الاستراتيجية في معهد أمريكان انتربرايز تحت عنوان:"بوادر واعدة من قمة "الناتو": قبل بضع سنوات فقط وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الناتو بأنه ميت عقليا وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الناتو عفا عليه الزمن اليوم أصبح التحالف أكثر أهمية من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة في قمة الناتو التي عقدت في مدريد، اخيرا اصدر الحلف مفهوما استراتيجيا جديدا.

واضاف سميث:" لا يزال حلف الناتو يفتقر الى ما يحتاج اليه لتعزيز ردعه تجاه روسيا فهو لايزال يفتقر الى الدعم اللوجستي على مستوى التحالف والنقل الجوي والحرب الالكترونية والدفاعات الجوية ومخزونات الذخيرة وحتى الطرق والجسور القادرة على التحرك والتعامل مع عدد كبير من القوات من غرب ووسط أوروبا الى الشرق".

وقال أن :"المشكلة الأكثر الحاحا التي تواجه الناتو في السنوات المقبلة هي أنه في حين ان الجيش الأمريكي لايزال الجيش البارز في العالم فإنه لم يعد هو المسيطر بشكل حاسم".

كما ألقى البرنامج الضوء على ما كتبته الباحثة الأمريكية كاثلين جيه ماكينيس في مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية مقالا تحت عنوان:" لماذا لا تزال الولايات المتحدة بحاجة إلى الناتو؟"، حيث قالت:" السؤال الذي سيطرح نفسه هو: لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى الحلف؟ وتكمن الإجابة في الطريقة التي عمل بها الحلف من أجل التقدم المتزامن للمصالح الأمريكية والأوروبية.

وقالت الباحثة:" وعلى الرغم من أن الضمان الأمنى الأمريكى لحلفائها في «الناتو»، كان يقع في قلب الإطار السياسى-العسكرى للحلف، كما أنفقت الولايات المتحدة مبالغ كبيرة على الحفاظ على القدرات الدفاعية نتيجة لذلك، فإن هذه الصفقة لم تكن ذات اتجاه واحد، إذ منحت هذه العلاقات التعاهدية الولايات المتحدة موقع القيادة الاستراتيجية، ونتيجة للدور المركزى لأمريكا في العلاقات عبر الأطلسى والعلاقات الدولية التي عززها الحلف، فقد تمتع الأمريكيون بازدهار اقتصادى وحرية هائلين.

ولفتت الباحثة الى أنه:"على الرغم من أنه كثيرًا ما يتم التشكيك في مدى موثوقية الولايات المتحدة كشريك أمنى ردًا على الأحداث اليومية، فإنه من الل وبالتالى، فإن اللغز الاستراتيجي للولايات المتحدة، ولحلفائها في الناتو، يتمثل في كيفية الحفاظ على نظام التحالف الذي يعمل بمثابة حجر الأساس لعدد لا يحصى من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأعضائها في مواجهة الخصوم العدوانيين، ولكن يجب على الولايات المتحدة الدفاع عن حلفائها القدامى والجدد على حد سواء، وإلا فإنها تخاطر بفقدان منصب قيادى ومزايا أصبحت تمثل جانبًا أساسيًا من الرخاء الأمريكى، حيث بات أمن حلفاء الناتو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمصالح الأمريكية".

التفاصيل في الفيديو المرفق ...