لبنان: شلل سياسي بسبب عطلة الاعياد

لبنان: شلل سياسي بسبب عطلة الاعياد
الإثنين ١١ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

تبدو البلاد وسط إجازة عطلة الأضحى كأنها امام إجازة سياسية لا افق لنهايتها بعد انقضاء العطلة الرسمية اذ ان المعطيات السياسية المتصلة بأزمة تشكيل الحكومة تزداد قتامة وجمودا في مشهد باتت فيه القطيعة السياسية ابرز معالم الشلل الذي يطبع هذه المرحلة الانتقالية الى نهاية العهد الحالي .

العالم_لبنان

ولم يعد خافيا ان استبعاد تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية العهد صار الاحتمال الأكثر ترجيحا لدى معظم القوى الداخلية الأمر الذي يدفع اكثر فاكثر في تكريس الشلل الذي يزحف على محور الجهود التي يفترض بذلها لايجاد تسوية تضمن تاليف حكومة جديدة .

ولكن التعنت الذي طبع اخر موجة من موجات الاتصالات والمشاورات السياسية قبل بدء عطلة الأضحى سرعان ما فعل فعله في ترك الملف الحكومي عرضة للشلل والازمة المستفحلة بين قصربعبدا والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وهي ازمة تقول أوساط معنية انها مرشحة في افضل الأحوال للتمدد بلا حلحلة ولو ان ما بعد عطلة الأضحى قد يشهد محاولة إضافية لكسر القطيعة وتخفيف التوتر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي في لقاء ثالث محتمل بينهما مخصص للبحث في التشكيلة الحكومية من دون ضمان أي تقدم او نتيجة إيجابية لهذا المسعى .

و كتبت صحيفة النهار اليوم الاثنين وفي ظل هذا الانسداد بات التوغل في مناخات واجواء الاستحقاق الرئاسي امرا بديهيا ما دام العد العكسي لبدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل صار عند مشارف شهر وعشرين يوما فقط من نهاية آب التي تشكل بداية المهلة الدستورية . وفي ظل هذه المعطيات الضاغطة توقف المراقبون امس عند الموقف الجديد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي حدد فيه تفصيليا مواصفات بكركي للرئيس المقبل وهي مواصفات يمكن قراءة دلالاتها البارزة بانها تطرح مواصفات لرئيس من خارج الصف السياسي التقليدي القائم بما يسلط الأضواء باهتمام ودقة عليها باعتبار ان من يحدد هذه المواصفات هو رأس الكنيسة المارونية التي يتبعها أي رئيس للجمهورية .

وقد تناول البطريرك الراعي في عظته امس في الديمان ما وصفه بالمراوغة واللامبالاة المستمرة في موضوع تشكيل الحكومة وقال: إن عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية، وتتمتع بالصفة التمثيلية وطنيا وسياسيا وميثاقيا لهو عمل تخريبي. فإن ترك البلاد بلا حكومة في نهاية عهد وعشية الاستحقاق الرئاسي، يؤدي حتما إلى إضعاف الصفة التمثيلية للشرعية اللبنانية كمرجعية وطنية للتفاوض مع المجتمع الدولي. فتبقى قوى الأمر الواقع تتحكم بالقرار الوطني وبمصير لبنان. من شأن ذلك أن يزيد انهيار الدولة وغضب الناس، كما من شأنه أن يجعل صراعات المنطقة وتسوياتها تتم على حساب لبنان كما جرت العادة في العقود الأخيرة.

في سياق متصل بالاستحقاق الرئاسي كان لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقف متشدد مجددا من توحيد المعارضة حول مرشح واحد لرئاسة الجمهورية ان المفترق الاساسي الذي سيحدد مصير لبنان للسنوات الست المقبلة هو انتخابات رئاسة الجمهورية التي بتنا على قاب قوسين منها، باعتبار ان المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس تبدأ في الأول من أيلول وشدد على ان الموضوع يتوقف عند مدى إمكانية توحيد المعارضة على اسم معين.

و في السياق كشف رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، الى أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي طلب موعداً من الرئيس ميشال عون والأخير رفض، مشيرا الى ان وزير السياحة وليد نصار حمل الى ميقاتي رسالة من عون مفادها إذا ما عندك شي جديد ما تجي لعندي.

وفي حديث تلفزيوني، لفت وهاب الى ان لا أحد قادر على تحمّل وزر تعطيل جلسة الإنتخابات الرئاسية سوى حزب الله الذي لا يريد التعطيل و14 آذار ما بيسترجو يعطلوها لذا أعتقد أن الجلسة ستجري في موعدها.

ورأى وهاب أنه إذا تم الإتفاق الخارجي فسيُنتخب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً وإن لم يتم فسليمان فرنجية هو الأكثر جدية أما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل "في الله بيعطيه غير أصوات الحزب.

ونفى وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار، أنه نقل رسالة من رئيس الجمهورية ميشال عون الى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، مضيفا :"التواصل بين عون وميقاتي قائم حسب علمي.

المصدر: النهار + النشرة + vdl