اجتماع جدة .. بين صلف الهدف الامريكي وخجل تبريرات عرب التطبيع

اجتماع جدة .. بين صلف الهدف الامريكي وخجل تبريرات عرب التطبيع
السبت ١٦ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

قال قائل تعليقا على إجتماع جدة الذي انفض الان:" عرب لم تجمعهم لا اخوتهم ولا دينهم ولا عروبتهم ولا ثقافتهم ولا تاريخهم ولا جغرافيتهم ولا فشلهم ولا خيبتهم.. ولكن جمعهم بايدن في السعودية".

العالم كشكول

قدم كل زعيم عربي من زعماء الانظمة العربية الذين أجتمع بهم الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم في مدينة جدة السعودية، هدفا ما لتبرير مشاركته في الاجتماع، إلا ان جميع تلك الاهداف تناقضت بالكامل مع الهدف الذي قدمته امريكا من وراء هذا الاجتماع وهو، "دمج إسرائيل ضمن محور جديد ضد إيران".

لم يضيع بايدن، كباقي الزعماء العرب وقت الاجتماع، في التطرق لقضايا فرعية وثانوية للتغطية على هدف المؤتمر الحقيقي، فقد دخل فورا في صلب الموضوع، عندما اكد امام زعماء دول مجلس تعاون الخليج الفارسي والعراق والأردن ومصر :" سنعزز الدفاعات الجوية والإنذار المبكر لمواجهة التهديدات الجوية، ولن نسمح لإيران أبدا بالحصول على سلاح نووي، ولن نترك فراغا في المنطقة لصالح روسيا والصين وإيران".

يبدو ان بايدن سمع ما يطربه من الزعماء العرب الذين جاؤوا الى جدة لتحقيق ما يصبو اليه، إلا انه كان اكثر طربا لسماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو يعلن ان السعودية ستزيد قدرتها الانتاجية الى 13 مليون برميل يوميا.

لا هدف من زيارة بايدن للمنطقة واجتماعه بالزعماء العرب التسعة، إلا نفط السعودية، وأمن "إسرائيل"، حتى ضحى بأمن الدول العربية، وتوريط العرب في حروب ضد الدول التي تعتبرها امريكا معادية وتحاول ان تبقى امريكا "قوية وآمنة".

كان الامر سيكون مؤلما جدا لو اُسدل الستار على المشهد العربي وهو بهذا البؤس والذلة، الا ان الصوت الاسلامي والعربي الاصيل القادم من يمن الشموخ والكرمة والعزة والكبرياء، جعل جذوة الامل مشتعلة في قلوب ابناء الامة، وذلك عندما خاطب محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، المشاركين في اجتماع جدة قائلا:" قرروا ماشئتم فقرارنا بأيدينا وانتم تعلمون ذلك"، وبذلك أثبت الشعب اليمني ان هناك من العرب من لا يعير ادني اهتمام لا بامريكا ولا ببايدن، ولا يتوسل اللقاء بالامريكيين، ويرفض إستدعاءه كلما طلبت امريكا ذلك.

كلام الحوثي جاء تعليقا على محاولات بايدن الظهور بمظهر الحريص على السلام في اليمن عبر تأكيده على تمديد الهدنة في اليمن، فالشعب اليمني لم يعد يرضى بغير سلام حقيقي في اليمن، ووقف شامل للعدوان والحصار، ولا يعنيه متاجرة بايدن وابتزازه للسعودية، لدفعها للانخرط في المشروع الأمريكي الذي يهدف إلى إقامة نظام إقليمي يتربع على هرمه الكيان الاسرائيلي، فهذا أمر يخص القيادة السعودية.