العالم ـ كشكول
نقض التعهد الأول..
التعهد: حين سئل بايدن عن السعودية خلال حملته الإنتخابية عام 2019، قال إنه سيجعلها تدفع الثمن ومنبوذة لأنها لا تمتلك الكثير من القيم الأخلاقية.
الواقع: في العام 2022 وصل الرئيس الأميركي إلى مدينة جدة وكان ولي العهد محمد بن سلمان هو من استقبله في مشهد كسر القاعدة التي تسلح بها بايدن للفوز بالرئاسة، ومنح ولي العهد أول نقطة في مسار كسب شرعية لدى واشنطن.
التعهد: قبل زيارته بأسابيع أكد بايدن أنه لن يلتقي ولي العهد السعودي، وأنه قادم إلى جدة للقاء قادة دول عربية وأن إبن سلمان سيكون جزءا من اللقاء لا أكثر.
الواقع: بعد لقائه الملك سلمان بن عبد العزيز، عقد بايدن لقاء ثنائيا مع ولي العهد بحضور مسؤولين من البلدين. اللقاء بحث أمن الطاقة وقضية زيادة إنتاج النفط.
نقض التعهد الثاني..
التعهد: حين قال الرئيس الأميركي إنه سيجعل السعودية منبوذة، كان ذلك على خلفية قتل الصحفي جمال خاشقجي. حينها قال بايدن إنه مقتنع بأن الجريمة حصلت بأمر من ولي العهد.
الواقع: في مؤتمر صحفي بعد لقاء الرجلين قال بايدن إنه أثار القضية مع ولي العهد وإن الأخير أخبره ألا علاقة له بالجريمة. (هو الكلام نفسه الذي قاله الرئيس السابق دونالد ترامب لتبرير دفاعه عن إبن سلمان)
ليس صعبا رؤية حجم الخداع وازدواجية المعايير التي تتعاطى بها الولايات المتحدة مع القضايا الخارجية. وربما لم يجد بايدن مفرا من الإعتراف بأن مصالح الأمن القومي الأميركي هي من دفعته لزيارة السعودية، وبالتالي لا مكان للحديث عن مبادئ وحقوق إنسان وخاشقجي وغيره. فالأهم هو تأمين مصالح واشنطن..بأي ثمن.
لم يخدع جو بايدن العالم فقط، فهو خدع الأميركيين قبل أي أحد في العالم. خدعهم حين تبنى مواقف وسياسة، وطرح أجندة تناقض تماما أجندة سلفه ترامب. لكن خلال 3 أعوام منذ توعده الشهير تجاه السعودية حتى اليوم، لم يخرج بايدن قيد أنملة عن سياسة ترامب. وربما أبلغ ما يوضح هذه الحقيقة النصيحة التي وجهتها الصحفية "إيما أشفورد" في مجلة "فورين بوليسي" لجو بايدن: "قم بتبني سياسة دونالد ترامب في المنطقة وإدّعِ بأنها سياسة جديدة مختلفة".