بايدن.. ضيف ثقيل الظل

بايدن.. ضيف ثقيل الظل
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

بلغة متعالية تنضح استعلاء وغرورا، حدد الرئيس الامريكي جو بايدن، هدفا كبيرا لزيارته الى المنطقة، وهو جعل أمريكا "قوية وآمنة"، عبر الضغط على السعودية والامارات لزيادة إنتاجهما النفطي، و دمج "إسرائيل" مع دول المنطقة من خلال بناء تحالف عسكري يضمها الى جانب الدول العربية لمواجهة ايران.

العالم كشكول

لم يتفق المحللون السياسيون في تقييم نتائج زيارة رئيس امريكي الى المنطقة، كما اتفقوا على نتائج زيارة بايدن، فأغلب هؤلاء المحللين وصفوا الزيارة بالفاشلة بينما طائرة بايدن لم تصل الى امريكا بعد.

يبدو ان سياسة توتير الاجواء وخلق الازمات وتجييش الجيوش وبناء التحالفات العسكرية، التي اعتمدتها أمريكا، لإستنزاف ثروات دول المنطقة، من أجل مصلحتها ومصلحة "اسرائيل"، لم تحقق كما في الماضي، ما كانت تتوقعه امريكا، فقد كان صوت العقل لدى مضيفي بايدن،هو الاقوى رغم كل التهويل والضجيج الامريكي الاسرائيلي.

كان واضحا لاغلب دول المنطقة ان آخر ما كان يفكر فيه بايدن، هو أمن واستقرار المنطقة، وانه لم يقصد من إستخدام عبارت "الامن" و "الاستقرار"، إلا أمن وإستقرار "إسرائيل"، وهو "أمن" و "إستقرار" لن يتحقق إلا على خراب أمن وإستقرار دول المنطقة.

عندما تضغط أمريكا لانشاء حلف "عربي اسرائيلي"، او لربط منظومات الدفاع الجوي لدول المنطقة، مع منظومة الدفاع الجوي لكيان محتل غاصب ارهابي، يعتدي كل يوم على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، ويهدد ايران ليل نهار، إلا يعتبر هذا إشراك دول المنطقة بجرائم "اسرائيل، وتدفيعها ثمن هذه الجرائم؟ إلا تعمل امريكا من خلال هذه السياسة الى تحويل العرب الى دروع بشرية لـ"إسرائيل"؟.

يبدو ان اغلب الدول التي شاركت في قمة جدة، أدركت في الوقت المناسب، ان من الخطأ، والخطأ القاتل، ان تستعدي دون اي مبرر بلدا جارا مسلما مثل ايران، تربطها به علاقات تاريخية ودينية واجتماعية وسياسية واقتصادية، من اجل عيون "إسرائيل"، ومن أجل ضيف كان ثقيل الظل بشكل غريب.