أول مقابلة للمتحدث باسم الخارجية الايرانية الجديد مع قناة العالم

الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٣:٥٩ بتوقيت غرينتش

أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية في لقاء خاص مع قناة العالم ان الكيان الصهيوني يعيش مرحلة متزلزلة وغير ثابتة وان امريكا لم تعد تتمتع بقدرتها السابقة وان دول المنطقة رفضت ان تدخل في حلف ضد ايران.

العالممن طهران

من جهة أخرى اشار كنعاني الى ان ما حصل خلال جولات المحادثات الخمس مع الرياض كان ايجابيا وان ايران مستعدة ان تقابل كل خطوة عملية ايجابية من قبل السعودية اتجاه ايران بخطوات ايجابية أكثر، مؤكدا ان المحادثين في بغداد كانوا على مستوى اتخاذ القرارات.

وعن الاوضاع في سوريا أكد كنعاني معارضة بلاده لاي عمل عسكري في سوريا منوها الى انه لن يكون مساعدا وسيعقد الامور، وتوقع ان تخرج قمة طهران الثلاثية اليوم بنتائج طيبة.

وعن المحادثات النووية أكد كنعاني ان امريكا ليست جدية في المحادثات وان جميع مطالب ايران هي ضمن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 لكن امريكا تطرح نقاطا انحرافية كما شدد على ان الكيان الاسرائيلي لايجرؤ على القيام بأي عمل عسكري ضد ايران.

وإليكم النص الكامل للمقابلة التي أجرتها قناة العالم مع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية؛ ناصر كنعاني في برنامج " من طهران":

العالم: بحسب آخر التطورات نتحدث عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى المنطقة وتحديدا الى الأراضي المحتلة ، إيران كيف تنظر الى هذه الزيارة؟

كنعاني: فيما يخص هذه الزيارة ، خلقت امريكا والكيان الصهيوني أجواء إعلامية ودعاية لقبل بدء هذه الزيارة، مفادها ان الحكومة الأمريكية حددت هدفا وهو تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران، وبالطبع فان الكيان الصهيوني. أكد على هذا الغرض من الزيارة أكثر من أي جهة أخرى وروج لها في وسائل الإعلام.

نعتقد أن هذه الرحلة وقبل ان تكون مجرد رحلة لبلورة إجماع إقليمي ضد الجمهورية الإسلامية، كانت بسبب الحاجة الماسة التي أرادت الحكومة الأمريكية والنظام الصهيوني القيام بها لأسباب داخلية ودولية، وأعتقد أن مصالحهم كانت المرجحة اولا . يعني أن الحكومة الأمريكية لديها احتياجات انتخابية داخلية، وحكومة السيد بايدن لا تتمتع بشعبية جيدة ومقبولة لاجراء وانجاح انتخابات الكونجرس المقررة قريبا بسبب الظروف الداخلية، والكيان الصهيوني يعاني من ظروف داخلية هشة وغير مستقرة ، وتغيير الحكومات في الكيان الصهيوني ادى إلى وضع جديد وغير مسبوق داخل هذا الكيان، وازداد الاستياء الداخلي داخل الكيان ، والتنافس الداخلي بين أحزاب الكيان الصهيوني ارتفع بشكل كبير.

أعتقد أن هذه الزيارة وقبل ان يكون هدفها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم الدعاية، كانت لإعادة بناء صورة أمريكا في المنطقة وإصلاح الوضع الداخلي للكيان الصهيوني، بعبارة اخرى كانت مناورة سياسية أرادت أمريكا والكيان الصهيوني الحصول عليها، لتحسين موقعهما الإقليمي ومحاولة خلق تقارب سياسي جديد بين الكيان الصهيوني والأطراف الإقليمية.

انا أعتقد أن الحكومة الأمريكية لم تنجح في كلا الهدفين المذكورين ، بالإضافة إلى حقيقة أن الكيان الصهيوني أساسً لا يمكن أن يكون شريكا موثوقا به للدول العربية والإسلامية في المنطقة ، لذلك فإن تحليل غالبية الخبراء والمراقبين السياسيين الإقليميين والدوليين هو أن زيارة بايدن لم تكن ناجحة وفشلت في تحقيق الأهداف المحددة سلفا لهذا البلد وللكيان الصهيوني.



العالم: أشرتم الى الاضطرابات الداخلية بداخل الكيان الاسرائيلي لكن بالنسبة للدول العربية كانت هنالك قمة جدة للأمن والتنمية حيث شارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن ودول مجلس التعاون اضافة الى العراق ومصر والاردن ، هل نجحت هذه القمة في حصول إجماع والتوصل الى رؤية مشتركة خاصة قبل زيارة الرئيس الاميركي كان الحديث يدور حول مشروع ناتو عربي على سبيل المثال؟

كنعاني: إذا كانت الحكومة الأمريكية طرفا أساسيا لبلورة إطار إقليمي لارساء السلام والاستقرار في المنطقة أو لتشكيل تحالف إقليمي ، فانا أعتقد أن هذا النجاح لن يتحقق للحكومة الأمريكية في الوضع الحالي ، والسبب واضح ، ان مصداقية وصلاحية الحكومة الأمريكية لتشكيل تحالفات ومنظمات إقليمية موضع تساؤل شديد. ، والحقيقة هي أن الحكومة الامريكية فقدت سلطتها السابقة.

دول المنطقة تدرك جيدا أن الحكومة الامريكية ليست قادرة على الدفاع عن المصالح والمنافع الأساسية لحلفائها الإقليميين ، وهذا ليس بالأمر الجديد ، فقد رأينا على مدار السنوات الماضية ، حتى على عهد الحكومة الامريكية السابقة ، أن دول المنطقة تحركت نحو ايجاد نوع من التوازن في علاقاتها الخارجية ، بما في ذلك إقامة علاقة متوازنة مع الصين وروسيا ، وحاولت بعض الدول حتى تحسين علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الايرانية ؛ زهذا نابع من حقيقة ان دول المنطقة باتت تدرك أن الحكومة الأمريكية لم تعد لديها القدرة على حماية المصالح الأساسية لحلفائها ، وهذا ينطبق حتى على موضوع الكيان الصهيوني، الحكومة التي تواجه تحديات وأزمات داخلية كبيرة داخل أمريكا وتواجه مشاكل اساسية في العلاقات الخارجية مع منافسين دوليين ، بطبيعة الحال ، لا تستطيع حتى دعم حليفها الاستراتيجي في المنطقة أي الكيان الصهيوني ، لذلك ، نشهد عدم استقرار وتأرجح ملموس وخطير حتى في العلاقات بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.

لذلك ، في ظل الوضع الراهن ، أعتقد أن الحكومات العربية والإسلامية في المنطقة غير مستعدة للدخول في إطار تحالف تلعب فيه الولايات المتحدة دور المظلة المساندة والداعمة.

اتصور أن نتائج الزيارة أظهرت ذلك بشكل جيد ، المواقف التي اتخذها بعض القادة العرب المشاركين في هذه القمة تكشف بوضوح أن حكومات المنطقة غير مستعدة للدخول في تحالفات سياسية وعسكرية وأمنية هدفها ضمان المصالح الامريكية ، و مواجهة دولة مثل الجمهورية الإسلامية على اساس هذا الاطار.

لذلك ، مباشرة وبعد الزيارة شهدنا توجيه بعض دول المنطقة ، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأردن وحتى الإمارات العربية المتحدة ، رسائل إيجابية الى الجمهورية الإسلامية الايرانية . وهذا يشير إلى بلورة فهم اقرب الى الواقع على صعيد المنطقة حيال ماهية التطورات الدولية والوضع الإقليمي والدولي لأمريكا.



العالم: في هذا الاطار تحدثتم عن عزم بعض الدول العربية تحسين علاقاتها مع إيران فقبل يومين من قمة جدة، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الامارات لا تريد التصادم مع إيران وتعتزم إعادة سفيرها الى إيران وأيضا خلال قمة جدة في البيان الختامي أكد وزير الخارجية السعودية بأن بلاده تريد علاقات طبيعية مع إيران وكذلك سمعنا حديثا عن السلطات الاردنية فما الذي حدث هل هناك تطورات خلف الستار؟

كنعاني: في الواقع أن أوضاع النظام الدولي آخذة في التغير، ميزان القوى على الصعيد الدولي قد اختل ، نحن نشهد بلورة توازن جديد بين القوى الدولية الفعالة ، فالحكومة الأمريكية فقدت سلطتها وصلابتها السابقة لخلق علاقات اقليمية ودولية.

بطبيعة الحال ، تعتقد دول المنطقة أن توقعاتها السابقة للاستفادة من الدعم الفعال الامريكي لضمان أمنها لا يمكن تلبيتها ، بطبيعة الحال ، ولذلك فان الدول التي تتفهم الوضع الحالي تتحرك لتعديل علاقاتها الخارجية بطريقة تضمن لها مصالحها ، وأعتقد أن الرسالة التي تلقيناها من مواقف الدول العربية الاقليمية بعد هذه القمة تنبع من هذا الفهم الذي يفرض عليها أن تتجه نحو وضع إقليمي افضل يضمن مصالح الدول.

بطبيعة الحال، جمهورية إيران الإسلامية ترحب بجدية بتكوين هذا التصور للوضع الإقليمي الجديد وأكدت مرارا وتكرارا أن أفضل الظروف في المنطقة هي ان تقوم بلدان المنطقة بضمان مصالحها وتامين امنها المشترك في إطار التعاون الإقليمي الخاص بها ، بعيدا عن التدخل الأجنبي ، هذه هي الرسالة التي نقلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية كرارا ، بشكل رسمي وغير رسمي ، إلى جيرانها الإقليميين والدول العربية والإسلامية ، وهي بطبيعة الحال ترحب بوجود هذا الفهم الجديد. نحن نؤكد أن الأوضاع الجديدة التي تشهدها العلاقات الدولية والتطورات الإقليمية تتطلب منّا تفعيل آليات إقليمية جديدة ، وان نقوم بتفعيل الطاقات الكامنة الموجودة المغفول عنها في الماضي، وصولا الى تامين المصالح الامنية وتعزيز الاستقرار في إطار الحوارات الإقليمية والتعاون متعدد الأطراف المشترك والمضي قدما نحو التنمية الاقتصادية والرفاهية العامة انطلاقا من الاستقرار.

العالم: في هذا الاطار هنالك جولات محادثات بين ايران والسعودية بوساطة عراقية الى أين وصلت هذه المحادثات والى أي مستوى تقام تلك المحادثات في الاراضي العراقية؟

كنعاني: لحسن الحظ ، بسبب التفاهم المشترك الذي تبلور في كل من طهران والرياض ، اتفق الجانبان على إجراء محادثات ثنائية ، انطلاقا من دور بناء للغاية لعبته الحكومة العراقية الشقيقة والصديقة كدولة مضيفة. عقدت خمس جولات من المحادثات المشتركة بين إيران والسعودية في بغداد ، وكانت نتائج هذه المحادثات إيجابية ، أي أنها خلقت الحافز والإدراك بأننا بحاجة لمواصلة هذا الطريق لخلق تفاهم مشترك واتخاذ خطوة تنفيذية نحو استئناف العلاقات بين البلدين ، وهذا فهم مشترك ولحسن الحظ يوجد هذا الدافع والإرادة السياسية في العاصمتين. وتواصل الحكومة العراقية لعب دورها البناء والإيجابي ، فالمشاورات الأخيرة التي أجرتها الحكومة العراقية مع الحكومة السعودية والمحادثات الجارية بين السلطات العراقية وسلطات الجمهورية الإسلامية خلقت بيئة مناسبة بناء عليها وفي المستقبل القريب ، ستعقد الجولة التالية من المحادثات ، بطبيعة الحال ترحب الحكومة الايرانية باستمرار المحادثات وتأمل أن تؤدي إلى نتائج ملموسة وعملية على صعيد تحسين العلاقات بين البلدين، و ستتخذ الجمهورية الإسلامية الايرانية خطوات اكثر حيال على أي خطوة عملية تتخذها الحكومة السعودية لتحسين العلاقات.

العالم: هل حدد موعد لاحق للجولة القادمة لإجراء المحادثات؟

کنعاني: في اطار المشاورات المشتركة التي يتم إجراؤها من خلال الأشقاء العراقيين ، تم الاتفاق بشكل عام على أننا سنعقدها في المستقبل القريب ، لكننا لم نصل بعد إلى موعد محدد.

العالم: على اي مستوى تشارك ايران في هذه المحادثات؟

کنعاني: مستوى المفاوضات كان على مستوى حيث يكونون هم صناع القرار ويمكنهم تمثيل البلدين بشكل كامل ولديهم السلطة لنقل المواقف والآراء بدقة وجدية وبناء على نتائج المفاوضات بين البلدين ، يمكنهم الوصول الى استنتاجات في العاصمتين ، لذلك فهو مستوى ممتاز ومناسب للغاية سيقودنا إلى النتائج المرجوة.

العالم: ايران تشهد قمة ثلاثية تجمع الرؤساء الايراني والروسي والتركي ايضا، ماهي القضايا التي ستركز عليها هذه القمة في طهران؟

كنعاني: لحسن الحظ لدى البلدان الثلاثة مواقف مشتركة بأنه يجب حل المشاكل في سوريا عبر الآليبات الدبلوماسية وايضا البلدان الثلاثة يؤكدون على وحدة الاراضي السورية، هذه الرؤى المشتركة تساعد البلدان على ايجاد حل.

نحن نشهد اليوم تطورا دبلوماسيا بالغ الأهمية في طهران ، حيث نعقد اجتماعين ؛ الاجتماع الثنائي بين إيران والحكومة التركية (اجتماع المفوضية العليا المشتركة للبلدين ، والذي سيناقش بطبيعة الحال القضايا الثنائية في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والفنية والسياسية ، وبناء على هذه المناقشات سيتم التوقيع على وثائق مختلفة من قبل كبار مسؤولي البلدين).

بعد ذلك، سيعقد اجتماع ثلاثي لرؤساء الدول الثلاث ، الجمهورية الإسلامية ، الجمهورية التركية ، وجمهورية الاتحاد الروسي. الاجتماع الثلاثي سيعقد في ​​إطار مسار عملية أستانا ، الآلية الدبلوماسية متعددة الأطراف التي لعبت دورا جادا وناشطا واكثرها اهمية على صعيد ارساء السلام وإيجاد حل سياسي للقضية السورية. لحسن الحظ ، فإن الدول الثلاث لديها وجهة نظر مشتركة وإيجابية للتطورات في سوريا وتعتقد أن المشاكل السياسية الداخلية لهذا البلد يجب أن تحل عبر الآلية السياسية. وجهة النظر المشتركة هذه ستساعدنا على رؤية نتائج فعالة وجيدة في الاجتماع الثلاثي لقادة الدول الثلاث في طهران اليوم ، لتسريع عملية المصالحة السياسية الداخلية في سوريا ورؤية تمهيد الظروف للاجئي هذا البلد للعودة إلى وان تكتسب العملية السياسية في هذا البلد مزيدا من السرعة والزخم.

الحل العسكري لن يساعد في حل الأزمة بسوريا بل سيعقدها

العالم: تركيا تطالب باقامة منطقة عازلة وتقول أن لديها مخاوف أمنية من قوات سوريا الديمقراطية وايران تقول أنها تتفهم القلق التركي ولكنها ترفض هذه المنطقة العازلة أو التدخل العسكري كونه ينتهك السيادة السورية ما هي الحلول المتوقعة لعدم وصول الأمور الى حالة حرب مجددا على الحدود التركية السورية؟

كنعاني: كان هذا مصدر قلق كبير خلال الأشهر الماضية ؛ كانت الحكومة السورية تطرخ مخاوف أمنية ، كما ان الأوضاع الداخلية في سوريا خاصة في تلك المناطق كانت حساسة . إن موقف الجمهورية الإسلامية الايرانية واضح تماما. الخيار العسكري لن يساعد فحسب بل سيؤدي إلى وضع أكثر تعقيدا. الجهود الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية كانت مفيدة للغاية حتى الآن.

تم اجراء مفاوضات وثيقة ومستمرة مع السلطات السورية وحوارات إيجابية مع كبار المسؤولين في الحكومة التركية. بشكل عام ، كانت نتيجة المفاوضات واعدة ونعتقد أن اجتماع اليوم في طهران يمكن أن يساعد أيضا في هذا الحل السياسي، وتأكيد إيران أن الاتفاقات السابقة والاتفاقيات الناتجة عن عملية أستانا يمكن أن تساعد في حل هذه الخلافات وتهدئة مخاوف البلدين ، تركيا وسوريا في إطار الحوارات السياسية والمفاوضات الأمنية والمفاوضات الحدودية الثنائية وإيجاد حل سلمي وغير عسكري لهذه المخاوف ، نحن نعتقد أن هذه الارضية متوفرة وأن اجتماع طهران يمكن أن يساعد في تحقيق هذا الحل السياسي.

العالم: فيما يتعلق بقمة طهران والتي تبحث عن حلول للازمة السورية وهي نوع من التعاون الاقليمي بين ايران وروسيا وتركيا هل يمكن أن تكون هذه القمة كمنافسة لقمة جدة التي كانت بهدف التعاون؟

كنعاني: إن جمهورية إيران الإسلامية لا تبحث عن استقطاب داخل المنطقة ، أي أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لا تريد إقامة تحالفات إقليمية ضد دول أخرى وجيرانها الإقليميين. هذا خيار استراتيجي ، وبناء على هذا الاختيار نشهد توسع علاقات إيران الشاملة وتعاونها مع دول المنطقة. أصبحت طهران بجدية مركزا للدبلوماسية الإقليمية في الأشهر الماضية. زيارات متتالية لوفود سياسية رفيعة المستوى على مختلف المستويات ، وكذلك مشاركة فخامة الرئيس في عدد كبير من الاجتماعات الإقليمية والزيارات المختلفة على مستوى وزراء خارجية جمهورية إيران الإسلامية ونظرائهم الإقليميين. الحكومة الثالثة عشرة تؤكد بشكل جدي ومبدئي على سياسة الجوار وتوسيع العلاقات مع الجيران ، هذا خيار استراتيجي، وبناء على هذا الاختيار نشهد توسع علاقات إيران الشاملة وتعاونها مع دول المنطقة. لقد تحولت طهران الى مركز للدبلوماسية الإقليمية خلال الاشهر الماضية. زيارات متتالية لوفود سياسية رفيعة المستوى على مختلف المستويات ، وكذلك مشاركة فخامة الرئيس في عدد كبير من اللقاءات الإقليمية والزيارات المختلفة على مستوى وزراء خارجية جمهورية إيران الإسلامية ونظرائهم الإقليميين.

تتماشى هذه السياسة مع سياسة الجيرة وتأكيد إيران على توسيع العلاقات مع جيرانها وكذلك الاهتمام بالشرق. روسيا وتركيا دولتان مهمتان للغاية في المنطقة وجارتان لجمهورية إيران الإسلامية وتولي إيران اهتماما جادًا لتوسيع العلاقات مع هذين البلدين في المجال الثنائي وفي القضايا الإقليمية.

ان توجهات إيران وروسيا وحتى تركيا على صعيد معارضة الأحادية الأمريكية عامل مهم للغاية في خلق التقارب ، لكن هذا التقارب ليس ضد او في مواجهة أي تيار او الدول الإقليمية.

إن الجمهورية الإسلامية الايرانية، تفتح احضانها لجميع البلدان والجيران الإقليميين وتعتقد أنه يمكننا متابعة نفس المستوى من التعاون مع كل دولة إقليمية وان يمكن تفعيل القدرات المحتملة وتوفير أساس للتعاون بنشاط. فلنذهب أبعد من ذلك.

ايران لم تترك طاولة المفاوضات وتؤكد ان الدبلوماسية هي الطريق الصحيح

العالم: الملف الآخر هو الموضوع النووي حيث أن ايران أجرت محادثات في فيينا ومنذ اسابيع في الدوحة فهل هناك تحديد موعد للجولة المقبلة للمحادثات النووية؟

كنعاني: فيما يتعلق بالمفاوضات ، تُبذل جهود لخلق وجهات نظر أوثق من أجل عقد الجولة المقبلة من المفاوضات من خلال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ، وعقدت مناقشات إيجابية ، وكان آخرها بين السيد حسين أميرعبد اللهيان وزير الخارجية والسيد بوريل تم الليلة الماضية ، هناك دافع جاد من السيد بوريل للمساعدة في تقريب وجهات نظر الجانبين وعقد اجتماع في المستقبل القريب. لم تتغير وجهة نظر الجمهورية الإسلامية بشأن عملية المحادثات عن ما سبق ، فإيران لم تترك طاولة المفاوضات وتعتقد أن الحل السياسي لا يزال أفضل طريقة لحل القضية. إن وجهات نظر الجمهورية الإسلامية واضحة وتعتقد أن المصالح المحددة في إطار الاتفاق النووي للجانب الإيراني يجب أن تتوفر بنسبة 100٪ ، ويمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية تأمين مصالحها الاقتصادية في إطار الاتفاق النووي. لم يظهر الجانب الأمريكي التعاون والجدية اللازمين في هذا المجال ، ونعتقد أنه إذا تصرفت الحكومة الأمريكية بحسن نية في هذا المجال وأظهرت جديتها العملية للتوصل إلى اتفاق ، فسيتم تحديد وقت المفاوضات في المستقبل القريب والمفاوضات ستؤدي إلى نتيجة عملية.

العالم: تفضلتم بأن مطالب إيران واضحة والولايات المتحدة غير مستعدة لتنفيذ هذه المطالب ما هي النقاط العالقة بين ايران والولايات المتحدة هل مثلا موضوع اخراج حرس الثورة الاسلامية من ما تسمى بقائمة الارهاب هل الحظر الاقتصادي ما النقاط التي تمنع كافة الاطراف للتوقيع على الاتفاق النووي؟

كنعاني: جميع مطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأتي في إطار الاتفاق النووي، وليس لإيران مطالب تتجاوز التوقعات والحقوق الطبيعية المحددة في الاتفاق النووي. النقاط التي تثيرها الحكومة الأمريكية هي نقاط انحرافية ، بعبارة اخرى أن الحكومة الأمريكية بحاجة ماسة إلى العودة للاتفاق النووي، لكنها للأسف غير مستعدة لدفع التكلفة الضرورية لتأمين رأيها والعودة للاتفاق. النقاط التي تثيرها الحكومة الأمريكية هي نوع من الإسقاط والقضايا المنحرفة لخلق مناخ من الضغط النفسي على الجمهورية الإسلامية الايرانية .

ان الجمهورية الإسلامية الايرانية تعتقد أن جميع توقعاتها تتحق في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة في عام 2015. فإذا قدمت الحكومة الأمريكية ضمانا عمليا وجادا يقضي بتحقيق توقعات إيران ، فسيكون هذا التفاهم في متناول اليد .

العالم: ماهي المطالب الايرانية المحقة الموجودة في اطار الاتفاق النووي ولكن ترفض الولايات المتحدة أن تستجيب لها؟

كنعاني: الموضوع واضح جدا الاتفاق النووي حدد حقوق وواجبات الأطراف. والجمهورية الإسلامية الايرانية ، وكما أكدت ذلك مرارا أطراف الاتفاق النووي وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، اوفت بتعهداتها في اطار الاتفاق النووي ، والحكومة الامريكية لم تف تقريبا بأي من التزاماتها وللاسف فان الحكومات الأوروبية اوفت بالحد الأدنى من التزاماتها. نحن نعتقد أن أساس الاتفاقية هو التزام خطة العمل الشاملة المشتركة ، وإذا كانت هذه الالتزامات مضمونة بجدية وتم تنفيذها من قبل الحكومة الأمريكية والشركاء الأوروبيون ، فلن تكون هناك عقبة امام العودة للاتفاق وتنفيذه .

العالم: خلال الايام الاخيرة هنالك مسؤولون في الكيان الاسرائيلي ومنهم رئيس أركان جيش الكيان تحدث عن الموضوع النووي وزعم بان ايران لا تريد العودة للاتفاق النووي وهدد بأن الكيان الاسرائيلي يستعد لهجوم عسكري ضد ايران ما ردكم وموقف الجمهورية الاسلامية في ايران.

كنعاني: موقف الجمهورية الإسلامية من الكيان الصهيوني واضح. الكيان الصهيوني كيان غير شرعي ، يمتلك ترسانة نووية وكيانا ليس عضوا في اتفاقية الضمانات النووية أو معاهدة المراقبة ، ولا يحق له التعليق على القضية النووية للجمهورية الإسلامية. المواقف المهددة لهذا الكيان هي مجرد حرب نفسية ، ونعتقد أن الكيان الصهيوني ليس لديه القوة والشجاعة للعمل ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية. لن تتردد إيران في الرد على أي تهديدات وعمليات من قبل الكيان الصهيوني وسيكون ردها مدويا وحازما.

فيما يتعلق بعملية الاتفاق النووي ، التزمت الجمهورية الإسلامية بهذه العملية وطالما أن الأطراف المتفاوضة تلتزم بطاولة المفاوضات ، فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية ستلتزم بها أيضا. أؤكد أن المسار الحالي لن يفيد الأطراف المتفاوضة ، بما في ذلك الحكومة الامريكية .

لن ترهن إيران علاقاتها الخارجية، خاصة علاقاتها الاقتصادية الخارجية بالاتفاق النووي ، من كانوا يظنون أن بإمكانهم عزل إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي وتكثيف العقوبات الأحادية وممارسة الضغط السياسي والنفسي على إيران، اخطأوا في حساباتهم ، وقد شاهدوا نتيجة هذا التقدير الخاطئ بشكل عملاني .

الديناميكية الدبلوماسية التي نشهدها في العلاقات الخارجية والإقليمية للجمهورية الإسلامية خير مثال على سوء تقديرهم . لقد شهدت علاقات إيران الخارجية تطورا جيدا ، وازدهرت علاقاتها الاقتصادية والتجارية ، والطرف الذي تعرض للعزلة في هذه العملية هو الحكومة الأمريكية.

إذا أرادت الحكومة الامريكية العودة إلى عملية الاتفاق، فيجب عليها دفع تكاليف هذه الاتفاقية وتضمن الحقوق المشروعة للجمهورية الإسلامية.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...