مأساة مليلية ..منظمة إسبانية تدين استخدام المغرب وإسبانيا 'الممنهج للقوة'

مأساة مليلية ..منظمة إسبانية تدين استخدام المغرب وإسبانيا 'الممنهج للقوة'
الجمعة ٢٢ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

تقول المنظمة الإسبانية، المدافعة عن حقوق المهاجرين إن الاتفاق بين إسبانيا والمغرب تسبب في "ضرر رهيب" وأن العنف ضد المهاجرين "تصاعد منذ إعادة العلاقات مع الرباط".

العالم - المغرب

قتل ما يصل إلى 40 مهاجرا، في محاولة القفز الأخيرة فوق سياج مليلية في 24 حزيران/ يونيو الماضي، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن منظمة “كاميناندو فرونتيراس”، غير الحكومية.

فيما بلغ العدد الرسمي للضحايا 23 قتيلًا، رغم أن "الجمعية المغربية لحقوق الانسان" المنظمة غير الحكومية قدرت عدد القتلى بـ27.

وتقول المنظمة الإسبانية:"في الأشهر الستة الماضية، كان الاتفاق بين إسبانيا والمغرب يعني "القمع" مقابل الاعتراف بـ"المصالح الإقليمية" (في إشارة إلى الصحراء الغربية) وكذلك الاقتصادية."ذهبت إلى الحدود عدة مرات لكنهم لم يفعلوا شيئًا بهذا العنف أبدًا، كانت المرة الأخيرة صعبة للغاية، كانت كارثة، وكان الأمر كما لو كانوا قد جهزوا كل شيء، وجعلونا نمضي قدمًا، وعندما تقدمنا​​، جاءوا من الخلف… لقد كنا محاصرين تمامًا"، يقول شاهد من بين الذين استمعت لهم المنظمة لإعداد تقريرها.

ووفقًا لبيانات "كاميناندو فرونتيراس"؛ فقدَ “978 شخصًا حياتهم في الأشهر الستة الأولى من العام على طرق الوصول إلى إسبانيا، 41 منهم قاصرون".

وتقول المنظمة في التقرير،أن شهر كانون الثاني/ يناير "كان الأكثر دموية بـ306 حالة وفاة واختفاء"، تلاه حزيران/ يونيو بـ”290 وفاةً"، مشيرًا إلى أن الطريق الذي "يتركز فيه أكبر عدد من الضحايا هو جزر الكناري، بـ800 في المجموع".

"منطقة حرب"

يشير التقرير الذي نشرته المنظمة غير الحكومية، والذي يحلل النصف الأول من عام 2022، إلى أنه قبل مأساة 24 حزيران/ يونيو، تحديدًا منذ أيار/ مايو الماضي، "أصبحت الغابات المغربية بالقرب من مليلية منطقة حرب".

واستنكرت المنظمة أن الهجمات العسكرية تتكرر مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، باستخدام استراتيجيات أكثر عدوانية، واستخدام المزيد من الآليات العسكرية التي زادت من الأضرار التي لحقت بالمهاجرين خلال الغارات.

وبحسب الشهادات التي جمعتها المنظمة غير الحكومية، استمرت تدخلات قوات الأمن لساعات، وظهرت فجرًا في المخيمات التي يعيش فيها المهاجرون.

وكانت النتيجة التي خلفتها "غابة محترق، ومنطقة مدمرة بالكامل” وفق التقرير، الذي يؤكد أن المهاجرين “فقدوا أموالهم القليلة، بالإضافة إلى معاناتهم من تدهور صحتهم الجسدية والعقلية".

"فقدنا كل شيء، حتى الملابس والأحذية وتكرر الأمر نفسه طوال الوقت"، يقول شاهد على ما جرى للمنظمة.

بعد شهرين من هذا الوضع، لم يعد هناك شيء نخسره لأنهم سرقوا منا كل شيء حتى صحتنا؛ لكننا لم نفقد الأمل أبدًا في الخروج من هذا الوضع لأنه بالنسبة لنا ليس من الممكن العودة”، كما يوضح أحد الضحايا الآخرين الذين تمت مقابلتهم.

أيام قبل المأساة

أصبح الوضع"غير مستقر على نحو متزايد" بين نهاية أيار/ مايو وبداية حزيران/ يونيو، وفقًا لـ"كاميناندو فرونتيراس"؛ ففي يوم الاثنين الذي سبق الجمعة الأسود؛ “حاصر حوالي 500 جندي مغربي مخيم اللاجئين وقاموا بإطلاق النار عليه، مما خلف عشرات الجرحى، وبعد ذلك، في يوم الخميس اندلع حريق في الغابة خلال غارة أخرى".

وبحسب المنظمة "في ذلك اليوم كانت هناك رسالة واضحة للغاية؛ أمامهم 24 ساعة لإخلاء المكان وإلا ستزداد أعمال العنف في الغارة القادمة".

وهكذا،"قرر حوالي 1800 شخص مقيم في تلك الغابات في الرابع والعشرين من الشهر الماضي التوجه نحو سياج مليلية".

ويقول التقرير"هذه المرة لم تكن لديهم سلالم لتسلق السياج"، مضيفًا أن "الجيش بدأ مرة أخرى غارة أخرى عند الفجر وكان يطاردهم".

"لم يكن الكل يحملون العصي، والبعض مثلي، فقط استعملوا أرجلهم ليركضوا بها، لكنني فهمت بعد هذا الوقت، أنه ربما يمكن للعصا أن تنقذ حياتك. وأعتقد أننا كنا على علم بأنهم سيقتلوننا، وشعرنا أنهم سيتجاوزون هذا الحد خلال الأسبوع، وأننا لم نعد آمنين في أي مكان… إما أن تموت أو تعيش؛ لأنه لم يكن هناك مخرج آخر"، يقول أحد الشهود.

وبعد وصول المجموعة الأولى إلى السياج، "أقام الجنود سياجًا من الخلف وتم تطويق من لم يتمكنوا من الوصول إلى مليلية"، بحسب التقرير.

وتقول المنظمة غير الحكومية، التي أدانت عدم تقديم أي شكل من أشكال المساعدة المنسقة بين إسبانيا والمغرب للأشخاص الذين كانوا على الحدود “يعانون من آثار الحصار والتدافع".

وبحسب وصفها، "مرت القوات المغربية فوق الجثث الساقطة على الأرض بأحذيتها، ومن لم يعد بإمكانه التحرك تم جره وتركه في الشمس دون تقييم للاصابات، إذا تحركوا يتعرضون للضرب حتى يتوقفوا عن الحركة".

جثث وجرحى في نفس سيارة الإسعاف

بعد محاولة القفز فوق سياج مليلية، الذي وصفته المنظمة أنه "أزمة إنسانية"؛ يعاني 80 بالمئة من الأشخاص الذين عولجوا، من إصابات "متفاوتة الخطورة والمستوى" وكان سبب معظمها الضرب والعنف، مثل الكسور في الساقين والذراعين والرأس.

واستنكرت المنظمة عدم تقديم المساعدة الطبية من الطرفين للجرحى مما أدى إلى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية.

"لقد ضربتني القوات المساعدة المغربية بالعصي، ووصفوني بالأسود القذر، وداسوا علي بأحذيتهم حتى أن عظامي كانت تنكسر”، يقول مهاجر سوداني.

"لقد رأيت جثث القتلى، كان هناك حوالي 30"، حسب إفادته التي تضمنها التقرير.

"لقد استدعوا سيارة الإسعاف لنقلنا، وهناك وضعوا الجثث في نفس السيارة. وصلنا إلى المستشفى وتركونا جميعًا على الأرض، قتلى وجرحى”، يؤكد هذا المهاجر.

ويضيف "أمضى صديقي أربعة أيام في غيبوبة، ثم استيقظ، كان مصابًا برصاصة في رأسه، لقد أصابه الجيش، وقد رأيته بأم عيني… أنا على قيد الحياة، لقد أراد لي الله أن أعيش، لكنني فقدت خمسة من أصدقائي، رأيتهم يموتون أمام عيني".

"كاميناندو فرونتيراس"، المنظمة الإسبانية غير الحكومية، المشهورة بدفاعها عن المهاجرين، أدانت"استخدام المغرب وإسبانيا الممنهج للقوة" عند سياجي مليلية، حيث “تم قمع المهاجرين بآليات عسكرية"؛ مثل استخدام "الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية".

رأي اليوم