"إسرائيل" تهدد روسيا بسبب الوكالة اليهودية.. هل يتعظ عرب التطبيع؟

الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٥:٢٧ بتوقيت غرينتش

بعد ان تقدمت وزارة العدل الروسية بطلب إلى المحكمة لوقف أنشطة الوكالة اليهودية المختصة باستجلاب المهاجرين اليهود إلى الكيان الإسرائيلي، لعدم احترامها القوانين الروسية، "أصدر رئيس الوزراء في الكيان الإسرائيلي يائير لابيد، تعليماته لموظفي وزارة الخارجية بإعداد حزمة إجراءات في حال قررت روسيا إغلاق الوكالة اليهودية".

العالم كشكول

وحذر لابيد في بيان له امس الأحد بأن حل الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا سيشكل "حدثا خطيرا" يمكن أن يؤثر على العلاقات بين البلدين، داعيا موسكو للسماح للوكالة بمواصلة عملها.

لسنا هنا في وارد تناول الاسباب التي دعت روسيا الى وقف عمل الوكالة اليهودية فوق اراضيها، وفق وجهة نظر الكيان الإسرائيلي، فالقرار بالنسبة لنا هو شأن داخلي روسي وقرار سيادي للحكومة الروسية، ولكن الذي يستوقف المتابع في هذه القضية هو؛ كيف يتحدى، بل يهدد، شخص مثل لابيد، وكيان مثل الكيان الإسرائيلي، دولة مثل روسيا؟، وكيف يحذر لابيد روسيا بـ"حزمة من الاجراءات" في حال قررت فعلا وقف عمل الوكالة؟، الا يعتبر هذا تدخلا في شأن روسيا الداخلية؟، ألا يعتبر انتقاصا من السيادة الروسية؟.

من الواضح ان قوة "إسرائيل" تكمن بالصهيونية العالمية، التي تغلغلت في الدول والمجتمعات، وانتشرت كالسرطان، وبات من الصعب إجتثاثها، حتى لو كان البلد الذي يحاول إجتثاثها بحجم روسيا.

اذا كان الكيان الإسرائيلي يتعامل بهذه الوقاحة والصلف، مع دولة مثل روسيا، ليست بصدد قطع علاقاتها مع هذا الكيان، بل وقف عمل وكالة يهودية تعمل في اراضيها، تُرى كيف سيتعامل هذا الكيان مع دول مثل البحرين والامارات والمغرب، في حال قررت هذه الدول يوما اتخاذ قرار يرى فيه الكيان الإسرائيلي تعارضا مع مصالحه؟، ان قرار التخلص من السرطان الإسرائيلي سيكون باهظا جدا، بعد ان بات الصهاينة يستوطنون مثل هذه الدول بالالاف ويتغلغلون في مفاصلها، عبر الاتفاقيات العسكرية والامنية والاقتصادية والسياسية وحتى الدينية، ويبنون احياء يهودية كاملة في عواصم ومدن هذه الدول.