روسيا والوكالة اليهودية.. لماذا إنفجر الخلاف؟

روسيا والوكالة اليهودية.. لماذا إنفجر الخلاف؟
الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٣:٣٦ بتوقيت غرينتش

فجأة وبعد 33 عاما من عملها واسع النطاق، طُلِب من "الوكالة اليهودية" وقف نشاطاتها في روسيا. قرار يحمل في طياته الكثير من الخلفيات والكثير من التبعات التي لا تتعلق فقط بالعلاقة بين موسكو والكيان الإسرائيلي.

العالم - كشكول

كانت العلاقة بين الطرفين غير مستقرة تماما، لاسيما في العقد الأخير. لكنها لم تصل إلى مرحلة المواجهة العلنية والمباشرة بينهما. وقد يتساءل الكثيرون عن أسباب خروج هذا التوتر إلى العلن.
مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بدأت الحملة الأميركية للترويج بأن هذه العملية هي عمل عدواني وحرب ضد الإنسانية والأسباب معروفة ومرتبطة بالمواجهة بين موسكو وواشنطن. دخلت حكومة الكيان الإسرائيلي على الخط بموقف صريح ومباشر من يئير لبيد رئيس حكومته، -والذي كان وزيرا للخارجية حينها-. لبيد إعتبر أن العملية العسكرية الروسية حربا ضد المدنيين ومروعة. هذا الموقف لم يعجب الروس الذين كانوا يراهنون ربما على نحو مليوني يهودي من أصل روسي يقيمون في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويمثلهم زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.

بعد هذه التصريحات، تقول التقارير إن السفير الروسي لدى الكيان الإسرائيلي "أناتولي فيكتوروف" أوصل للإسرائيليين عدم إرتياح موسكو لفكرة تولي لبيد رئاسة الحكومة بعد إنتهاء مدة نفتالي بينيت.
يضاف إلى ذلك، التقارير التي كشفت عن تسليح إسرائيلي للقوات الأوكرانية، ما يعني إنخراطا إسرائيليا مباشرا وصريحا في المواجهة بين روسيا والغرب، وهو ما أغضب الروس، وراكم من عوامل موقفهم حيال الوكالة اليهودية

في الطرف الآخر، كان من ضمن مهام الوكالة منع وصول التعاون العسكري بين روسيا وإيران إلى مستويات قد تقلق الإسرائيلي. لكن التقارب المتسارع الذي شهدته العلاقة بين موسكو وطهران، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا وتزايد عوامل الإلتقاء بينهما، ومنها توجه الروس إلى تعزيز تحالفاتهم مع الدول التي جمعتها علاقات قوية فيها طوال العقود الماضية وأبرزها إيران، كل هذا غير من نظرة روسيا تجاه العلاقة مع منظمات الكيان الإسرائيلي داخل أراضيها.

أما سوريا، فيبدو أن الدور الإسرائيلي أصبح معطلا لمقاربة الروس هناك. خاصة بعد ما أنتجته القمة الثلاثية (الإيرانية الروسية التركية) في طهران بالنسبة للترتيبات المتعلقة بالشمال السوري. وهنا يلاحَظُ تغير النبرة الروسية حيال الإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، لاسيما من قبل وزير الخارجية سيرغي لافروف.

هذه العوامل، كان طبيعيا أن تؤدي إلى خطوة مثل وقف عمل الوكالة اليهودية في روسيا. وقد يكون لهذه الخطوة دلائل ورسائل باتجاه الكيان الإسرائيلي، أبرزها أن الإصطفافات والتحالفات في العالم والمنطقة بدأت تتغير، ونظرة سريعة على قمتين في الأسابيع الماضية هما قمة جدة بين الولايات المتحدة ودول عربية، وقمة طهران، تكشف للإسرائيلي أن وقف عمل الوكالة اليهودية قد يكون فاتحة لسياسة وتعاطٍ مختلف من قبل روسيا مع الكيان الإسرائيلي

حسین الموسوی