قراءة في مبادرة بوريل حول النووي الايراني.. الى ماذا يلمح؟

قراءة في مبادرة بوريل حول النووي الايراني.. الى ماذا يلمح؟
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

قدم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، مسودة تسوية كما يقول بشأن البرنامج النووي الايراني داعياً كل الاطراف المشاركة في محادثات فيينا لقبولها تجنباً لأزمة خطيرة كما سماها. ويتناول الحل الذي قدمه بوريل رفع الحظر المفروض عن إيران دفعة واحدة لإحياء الاتفاق النووي.

العالم- ما رأيكم

ويرى مراقبون، ان تحذير بوريل يأتي في اطار الدفع باتجاه الاتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني، وهذا ما يحرص عليه الاوروبيون ايضاً. واكدوا ان الاشكالية في مسودة بوريل انها لم تقدم شيئاً جديداً، بل تتضمن حثاً اوروبيّاً للايرانيين للقبول بما يريده الامريكي وهنا تكمن الاشكالية، فاما ان يوافق الايرانيون واما انهم سيتعرضون لمزيد من العقوبات.

وشدد المراقبون على ان موريل ركز على فكرتين، الاولى ضمانة جوبايدن بعدم الانسحاب الاحادي الامريكي بشخصه، ولكن هذا الامر لم يعد يجدي نفعاً مع المؤسسة الدستورية الامريكية، والثانية حث الشعب الايراني للضغط على حكومته من اجل القبول بهذا الاتفاق، معتبرين ان كلمة افضل الممكن، تعني بانه على الايراني ان يتناسى حقوقه ليحصل على صفقة جيدة.

من جانبهم، اعتبر مسؤولون ايرانيون، ان المقترح الاوروبي لا جديد فيه، وان من حق الجمهورية الاسلامية المشروع استخدام الطاقة النووية السلمية في المجالات العلمية.

واكدوا ان هناك ارادة امريكية مهيمنة على المقترح الاوروبي الذي قدمه بوريل، وعلى كل المفاوضات السابقة، وان امريكا لا تريد من ايران ان تتقدم الى الامام وتصبح كقوة صناعية وتقنوية في المنطقة.

واوضح هؤلاء المسؤولون، ان القيادة الايرانية جربت الولايات المتحدة في عدة مجالات، وحالياً لا يوجد اي ثقة للايرانيين بالنسبة للامريكيين، ولذا فان كافة مطالب ايران هي التركيز على ان الطاقة النووية تقنية حديثة في العالم، ومشروعية حقها في الاستفادة منها.

على خط آخر، اكد محللون بريطانيون، انه لم يتم الاطلاع على النص الرسمي لمبادرة بوريل، ولكن تم الاطلاع على آرائه وافكاره حسب ما نشرها في مقاله لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وقالوا: ما ورد في هذا المقال ان بوريل اجاب عن كل الاسئلة بشكل واضح التي كانت تعرقل الاتفاق النووي الايراني حسبما ما هو منشور اعلامياً، حيث قال بان الاتفاق يُعنى فقط بالمسائل المتعلقة بالمسألة النووية، وهذا يعتبر ان بوريل اسقط كل الكلام السابق الامريكي والاسرائيلي وبعض العرب الذين كانوا يحاولون ادخال مسائل اخرى مثل الصواريخ الباليستية ودور ايران الاقليمي وحلفائها وما الى ذلك، ولذلك سعت مبادرة بوريل حصر الامر بالاتفاق النووي وحسب، دون اي شيء آخر.

والنقطة الثانية التي اشار اليها بوريل في مقاله الصحافي واثارت استغراباً، بان المطلوب هو رفع جميع انواع الحظر عن الجمهورية الاسلامية، ما وضع علامة استفهام كبيرة، باعتبار ان هناك خلافات حول رفع بعض العقوبات عن ايران وبعض الاستثناءات التي تقول امريكا بانه لا علاقة لها بالاتفاق النووي، وهذا يدل على ان بوريل بيّن بان العقوبات كانت من خارج الاتفاق ويجب رفعها.

ولفتوا الى ان هناك خطوة متقدمة في مبادرة بوريل، وهي ما كانت تطالب به ايران وهو ضمانات لعدم الانسحاب الامريكي مرة اخرى من الاتفاق النووي كما فعل ترامب في المرة السابقة، حيث قال بوريل ان هذا الكلام موثق من الرئيس بايدن ومن جهات امريكية لم يسمها.

واكد هؤلاء المحللون البريطانيون، يمكن فهم بالاعتماد على نص بوريل الصحافي الوارد، ان هناك محاولة اوروبية جادة لتحريك عجلة الاتفاق النووي، لكن يجب ان تترجم على ارض الواقع.

ما رأيكم..

ما هو مقترح بوريل بشأن البرنامج النووي والدعوة لقبوله تحسبًا لأزمة خطيرة كما يقول؟

هل يتضمن حله الوسط بتقديره العناصر الخاصة بالحظر، والضمانات والجدول الإقتصادية؟

كيف ستتعامل طهران معه وهي تملك أفكارها الخاصة لإنجاح المفاوضات؟