'هوكشتاين' يعود بعرض جديد إلى لبنان.. والمقاومة تستقبله

'هوكشتاين' يعود بعرض جديد إلى لبنان.. والمقاومة تستقبله
الإثنين ٠١ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٩:٢٠ بتوقيت غرينتش

على إثر رسالة الطائرات المسيرة التي بعثت بها المقاومة فوق البحر بداية الشهر الماضي، هرع المفاوض الأمريكي عاموس هوكشتاين في مسألة ترسيم الحدود البحرية إلى بيروت مجددًا، بعد زيارة سابقة كان طبعها الاستخفاف باللبنانيين وبحقوقهم.

العالم_لبنان

وقبيل وصول الموفد الأمريكي كانت المقاومة بإعلامها الحربي بالمرصاد، وحضّرت للضيف الأمريكي الثقيل فيديو لمنصة استخراج النفط والسفن التابعة لها في حقل كاريش، ممهورة بالاستعجال وأن اللعب الوقت غير مفيد للعدو.

هوكشتاين الذي التقى فور وصوله أمس وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، سيجتمع اليوم مع الرؤساء الثلاثة، الذين سيجتمعون في بعبدا عند الساعة 11.00 صباحًا للوقوف على موقف واحد من الترسيم.

وبحسب الأجواء المعلنة فقد لوحظ انخفاض في النبرة العالية للعدو الصهيوني، وهو ما سيترجم على الأرض بعرض جديد من قبل الزائر الأمريكي، على أن الأمور تبقى بخواتيمها، وتبقى المقاومة بالمرصاد لتبني على الشيء مقتضاه، حسب النتائج النهائية للتفاوض.

و كتبت صحيفة الاخبار اليوم الاثنين جدية يجب التوقف عندها. هذا ما لخّصه مسؤول بارز اطلع على جولة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين أمس، والتي اختتمت ليلاً بتلبيته دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عشاء حرص الأخير على أن يحضره نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بصفته ممثلاً للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بصفته ممثلاً لثنائي أمل وحزب الله. وقد نوقش ملف الترسيم خلال اللقاء، وطلب هوكشتين أن يكون اجتماعه غداً في قصر بعبدا مع الرؤساء الثلاثة معاً. وفي هذا الإطار جاءت دعوة الرئيس ميشال عون الرئيسين نبيه بري وميقاتي، ليلاً، إلى لقاء في قصر بعبدا بعد احتفال عيد الجيش، على أن يعقدوا لقاء تشاورياً قبل وصول الوسيط الذي سيعرض الاقتراح الجديد الذي يحمله من "إسرائيل".

وعشية الاجتماع، كانت الأجواء مليئة بالعناصر الجديدة، وأبرزها شريط فيديو وزعه الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية تضمن معلومات وصوراً من كاميرا حرارية متطورة لموقع كاريش والسفن العاملة حوله بالإضافة إلى معلومات عن السفن نفسها وعن إحداثيات تموضعها بالقرب من الحقل، مع تمرير صور لجزء من أسلحة صواريخ بر – بحر التي سبق للمقاومة أن كشفت عن حيازتها لها. وقد أثار الشريط حفيظة الجانب الإسرائيلي وأشعر هوكشتين بالقلق، فدعا إلى عدم القيام بخطوات تهدد المفاوضات التي تبقى السبيل الوحيد للوصول إلى اتفاق.

وإلى التسريبات المحدودة عن عرض إسرائيلي يقوم على فكرة التنازل للبنان عن كامل حقل قانا، لكن ضمن إطار اتفاق لا ينعكس سلباً على الحملة الانتخابية لفريق الحكومة الحالية في "إسرائيل"، فإن الوسيط الأميركي بعث إلى لبنان برسائل عبر دول أوروبية قبل وصوله، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى «التصرف بمسؤولية»، وأنه لن يعود مجدداً إذا لم يكن هناك ما يشير إلى استعداد لبنان لاتفاق قبل أيلول المقبل. فيما سمع الأوروبيون والأميركيون كلاماً أكثر وضوحاً حول جدية المقاومة في خيار الذهاب إلى حرب ما لم يتم تحقيق مطالب لبنان، مع الإشارة إلى أن فرنسا أبلغت حزب الله والتيار الوطني الحر والرؤساء الثلاثة بأن شركة توتال ستكون جاهزة لبدء العمل عند توقيع الاتفاق، وأنها تفاهمت على ذلك مع الجانب الأميركي.

و كتبت صحيفة البناء وصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أمس إلى بيروت وسيلتقي اليوم برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حاملاً معه الأجوبة التي تبلغها من حكومة كيان الاحتلال على العرض اللبناني الذي تبلغه هوكشتاين في زيارته الأخيرة بعد تهديدات المقاومة باستهداف المنصات الإسرائيلية في ساحل فلسطين المحتلة ما لم يحصل لبنان على حقوقه بالترسيم والاستخراج، وفقاً لمعادلة، اذا لم يحصل لبنان على النفط والغاز من البحر المتوسط فإن أحداً لن يحصل على النفط والغاز من المتوسط. وحفلت وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية بتحليلات ومقالات وتسريبات تركزت كلها على الحديث عن مقترحات جديدة وجدية، تزوّد بها الوسيط الأميركي من قيادة الكيان، بينما تحدّث بعضها عن مضمون المقترحات، مشيراً الى صيغ استثمار مشترك يرفضها لبنان ويعتبرها نوعاً من أنواع التطبيع، ويشير بعضها الآخر الى مقايضة بين حقل قانا واقتطاع أجزاء من البلوك 8 والبلوك 10 من الحقول اللبنانية، بينما أشارت مصادر الرؤساء الثلاثة الى استحالة قبول أي تنازل عن الحد الأدنى الذي تضمنه العرض اللبنانيّ الذي تبلغه هوكشتاين، وقالت مصادر متابعة للملف إن إمكانية تحقيق إجماع حول أي بديل آخر مستحيلة، حتى لو أراد البعض مسايرة الوسيط الأميركيّ بالاستعداد لمناقشة بدائل.

وحسب الجمهورية يُنتظر ان تنصّب الاهتمامات والانظار اليوم على اللقاء الرئاسي الثلاثي في القصر الجمهوري، بعد انتهاء الاحتفال بعيد الجيش في الفياضية، والذي يبحث في الموقف من ترسيم الحدود البحرية في ضوء الردّ الاسرائيلي الذي حمله أمس الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين، حيث يُتوقع انضمامه إلى هذا اللقاء، فيما سيكون ما يحمله في دائرة الرصد والاهتمام، ليبني على الشيء مقتضاه من اليوم حتى مطلع ايلول، حيث تنتهي المهلة المحدّدة للوصول إلى اتفاق على الترسيم من عدمه، كذلك حيث تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، سواء تمّ تشكيل حكومة جديدة قبل هذه المهلة ام خلالها، خصوصاً انّ اللقاء الرئاسي قد يتطرّق إلى هذا الملف اليوم.

وعلمت الجمهورية، انّ اقتراحاً طُرح على هوكشتاين ليلاً، يقضي بانضمامه إلى اللقاء الرئاسي في بعبدا، طالما انّ موعد لقائه مع رئيس الجمهورية محدّد عند الثانية عشرة ظهراً، وقد رحّب هوكشتاين بالفكرة ، وانّ انضمامه إلى هذا اللقاء لن يكون مفاجئاً.

توقعت المصادر، ان يؤدي هذا اللقاء في جانب منه إلى ترطيب الأجواء وتبادل الملاحظات والعتاب بين عون وميقاتي في حضور بري، قبل ان يتناولوا البحث في المساعي الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة والعقبات التي تعترضها. والأهم، انّ هذا اللقاء سيُعقد قبل جولة هوكشتاين على الرؤساء الثلاثة، وسيشكّل مناسبة لتنسيق الموقف من الطرح الذي يحمله الوسيط الاميركي من الجانب الاسرائيلي، بعد ان تسلّموا تقريراً مفصّلاً حول ما حملته إليهم التقارير التفصيلية التي نقلها إليهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي التقاه هوكشتاين فور وصوله.

وكان هوكشتاين وصل إلى بيروت ظهر امس من طريق اثينا، وعلى الفور زار اللواء إبراهيم

وقالت اوساط واسعة الاطلاع ، انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ إلى بعض من التقاهم امس في بيروت، انّه يحمل طرحاً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية، يختلف عمّا سبقه، مشيراً إلى انّ من المفروض ان يضعنا الطرح المعدل على السكة الصحيحة، وان يحقق تقدّماً نحو الحل.