غزة.. بين نفاق الغربيين وعار المطبعين

غزة.. بين نفاق الغربيين وعار المطبعين
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٣:٢٦ بتوقيت غرينتش

"إسرائيل" تتفنن في قتل اطفال ونساء غزة، وتتفاخر بنوعية السلاح الذي تقتلهم فيه، كما انها لا تخفي او تتستر على جرائمها الفظيعة ضدهم، فهذه الجرائم تُنقل الى العالم بالصوت والصورة، دون ان تجرأ منظمة دولية، مهما علا شأنها، ان توجه مجرد لوم لها على جرائمها، فهي تتعامل وكأنها كيان فوق القانون ولا يحق لإي جهة محاسبتها.

العالم كشكول

اليوم نرى الكيان الاسرائيلي يرتكب الفظائع في غزة والضفة الغربية، فقط لمجرد ان الحكومة في هذا الكيان تمر بأزمة، وتحاول ان تغطي على ضعفها وعجزها، من خلال قتل الفلسطينيين المحاصرين، لاظهار قوتها، بهدف كسب اصوات الصهاينة.

اللافت ان العدوان الذي تعرضت له غزة مؤخرا، والذي اسفر عن استشهاد اكثر من 40 فلسطينيا بينهم 10 اطفال، وعمليات الاغتيال الجبانة التي استهدفت قادة ميدانيين في حركة الجهاد الاسلامي، بررته الادارة الامريكية على انه دفاعا عن النفس.

الامر الذي يحز في النفس هو نفاق الغرب، ازاء ما يجري في غزة من مآسي، فهذا الغرب الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها بحجة ان حيوانا ما في غابات الامازون مهدد بالانقراض، نراه يغمض عينيه حتى لا يرى اشلاء اطفال غزة التي مزقتها صواريخ وقنابل "إسرائيل"، ويسد اذنيه حتى لا يسمع صراخ الامهات الثكلى.

من المؤكد ان الكيان الإسرائيلي ما كان بمقدوره ان يرتكب هذه المجازر لولا النظام العالمى الذى اسسه الغرب بعد الحرب العالمية الثانية، والذى سمح لكيان غاصب محتل ان يرتكب ما ارتكب بحق الشعب الفلسطيني على مدى 70 عاما دون ان تطاله يد العدالة.

البعض يستغرب موقف الغرب من المجازر التي ترتكبها "اسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني الاعزل، ولكن هذا الاستغراب لا محل له اذا ما عرفنا ان امريكا "زعيمة العالم الحر"، تأسست على دماء 20 مليون انسان من سكنة امريكا الاصليين، وان اوروبا "المتحضرة" كانت مسؤولة عن مقتل عشرات الملايين من البشر في الحربين العالميتين، كما ان "حضارة" الغرب تم بناءها على سرقة ثروات الشعوب الاخرى، فهل بعد هذا يمكن ان نستغرب موقفهم من قتل اطفال غزة، او احتلال الصهاينة لارض فلسطين؟.

لكن المستغرب حقا هو موقف بعض الانظمة العربية، وخاصة التطبيعية من العدوان الاسرائيلي على غزة، ومن القضية الفلسطينية، ومن القضايا العربية المصيرية الاخرى، فهي مواقف مخزية لا تمت للعروبة والاسلام بصلة، فهذ الانظمة وبدلا من ان تقدم العون للشعب الفلسطيني، نراها مشغولة بالتآمر على الدول العربية التي تقاوم المحتل الاسرائيلي، عبر تصدير الجماعات التكفيرية اليها، مثل "داعش" وشقيقاتها، لضرب امنها واستقرارها، في خدمة مجانية لـ"اسرائيل" والسيد الامريكي.