شاهد.. المغرب يعاني من أسوأ جفاف منذ 40 عاماً

الأحد ١٤ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

مخزون السدود المغربية بات لا يتعدي سبعة وعشرين بالمئة من طاقتها. لکنّ الجفاف الحالي الذي يضرب البلاد يُعد الأسوأ منذ قرابة أربعين عاماً وطالت الكارثة هذا العام حتى ضفاف نهر أم الربيع بمنطقة الشاوية.

العالم - المغرب

جفاف قوي يعدّ الأسوأ منذ قرابة أربعين عاما يضرب المغرب وخاصة المنطقة التاريخية والعرقية والجغرافية من البلاد والتي تعرف بالشاوية متسبباً بتراجع محصول الحبوب وانخفاضه بـنسبة بلغت سبعة وستين بالمئة مقارنة مع العام الماضي.

المزارعون في قرية أولاد سي مسعود تخلوا عن حرث حقولهم هذا العام بسبب الجفاف، أما سكانها وأطفالها فيتوجهون كل يوم للسواقي العمومية أو لدى أحد الجيران للتزود بالماء في مشهد وصف بالمبكي.

وقال محمد السباعي وهو مزارع سابق:"تدهور الوضع بسبب الجفاف في السنوات الماضية ولم نعد قادرين على ري أراضينا. نقص المياه يجعلنا نعاني ورؤية القرويين يندفعون إلى النوافير العامة في الصباح أو إلى أحد الجيران للحصول على المياه يجعلك تبكي".

مخزون سدّ المسيرة المجاور لم يعد يتجاوز الخمسة بالمئة فقط من طاقته الاستيعابية من المياه علما أنه ثاني أكبر سد في المغرب ويزوّد مدنا عدة بماء الشرب بينها العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء حيث يعيش قرابة ثلاثة ملايين شخص. وبات قعر السد أشبه ببركة تحيط بها تربة تخترقها شقوق على كيلومترات عدة، وبعض القواقع المائية الصغيرة. وبينما كان شح الأمطار يؤثر عادة على المناطق الجافة في جنوب وشرق المملكة على الخصوص، طالت الكارثة هذا العام حتى ضفاف نهر أم الربيع غير البعيد عن القرية.

وقال أحد سكان قرية أولاد سي مسعود:"وضع المياه هنا كارثي بدأت الآبار تجف، وانخفض منسوب المياه في السد واليوم عليك أن تسافر 12 كيلومتراً للحصول على المياه".

وتستهلك الزراعة في المغرب أكثر من ثمانين بالمئة من الموارد المائية ما يطرح تساؤلات حول السياسة الزراعية وتقنيات الري بالتنقيط المعتمدة فيها. وسجل البنك الدولي في تقرير له أن المغرب ضاعف ثلاث مرات المساحة المسقية بهذه التقنية وهو ما من شأنه أن يرفع الحجم الإجمالي للمياه التي يتسهلكها القطاع الزراعي بدل خفضه.