الصدر من الدعوة للتظاهرات الملیونية إلى مقاضاة السلطات الثلاث

الصدر من الدعوة للتظاهرات الملیونية إلى مقاضاة السلطات الثلاث
الأحد ١٤ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش

الخبر وِعرابه

العالم - الخبر وِعرابه
الخبر:
في آخر التطورات أعلنت وسائل الإعلام العراقية اليوم، رفع التيار الصدري دعوى قضائية ضد رؤساء السلطات العراقية الثلاث.
إعرابه:
- بعد إنذار مقتدى الصدر الجهاز القضائي العراقي مدة أسبوع بحل برلمان هذا البلد، وبعد أن لم يتلق الصدر رداً إيجابياً من مجلس القضاء الأعلى العراقي، دعا زعيم التيار الصدري السبت أنصاره إلى تظاهرة مليونية تجمع المتظاهرين من جميع أنحاء العراق في بغداد، عله يتمكن من خلال ذلك بأن يدفع الجهاز القضائي العراقي للتجاوب مع الإنذار الذي أصدره.
- رغم أن تغريدة وزير الصدر لم تحدد موعد التظاهرة، إلا أن جدية الصدريين في تنظيمها أمر واضح. فبعد هذه التغريدة أثيرت بعض الأسئلة الأساسية المتعلقة بهذه الدعوة في الفضاء العراقي من جهة ولدى المهتمين والخبراء في الشأن العراقي من جهة أخرى: السؤال الأول هل ستؤثر هذه الدعوة على استسلام الطرف الآخر (الإطار التنسيقي) وكذلك استسلام السلطة القضائية العراقية فيما يتعلق بحل مجلس النواب؟ ثانيًا، إذا جرت هذه المظاهرات، فهل سيعود المتظاهرون حقاً إلى منازلهم ويخلو بعدها بغداد وساحة التحرير؟ ثالثًا، وبافتراض عدم مغادرة هؤلاء ساحة الاعتصام هل من الممكن استبعاد حدوث صدام بين طرفي النزاع؟ و.. .
- واليوم الأحد أخرج التيار الصدري رداً آخر من جعبته حيث تحدثت مصادر إعلامية عراقية عن عزم التيار رفع دعوى قضائية ضد رؤساء السلطات الثلاثة، كما وطلبوا من الرئيس العراقي إعلان موعد الانتخابات.. هذا في حين أن جهاز القضاء العراقي نص اليوم وبوضوح على أنه و وفق دستور البلاد لا يملك سلطة حل مجلس النواب. على أن معنى هذا التأكيد هو أن الصدر ليس لديه نية للتنازل عن موقفه من حل البرلمان، وهو يحاول تنفيذ فكرته المنشودة باللجوء إلى النظام القانوني الحالي في العراق، مع استخدام التواجد الشعبي في الشوارع.. بمعنى آخر أن الصدر شعر بخيبة أمل من ساحة مجلس القضاء الأعلى في تحقيق رغبته، حيث بات يسعى لتحقيق حل مجلس النواب هذه المرة في ساحة الرئاسة.
- في الوقت نفسه، ممثلا للإطار التنسيقي يقود هادي العامري، مع الحلبوسي ممثل السنة العراقيين والقادة الكرد العراقيين، سلسلة لقاءات من أجل تشجيع الأطراف المعنية بالخروج من الأزمة الحالية إلى حوار وطني يلم الجميع حول طاولة المفاوضات تحت ظل القانون العراقي. علينا أن ننتظر لنرى مدى فعالية جهود العامري ضد مواقف الصدر المتجددة باستمرار، لكن المؤكد أن كل من له علاقة بالموضوع، باستثناء الصدر (حتى هذه اللحظة)، ما زال يفضل ويؤكد على عقد حوار وطني للخروج من هذا الانسداد القانوني.
- يمكن تلخيص واقع العراق هذه الأيام بمصطلح "الانسداد السياسي".. والذي رغم أنه قد بدأ قبل قرابة 10 أشهر لكنه وصل إلى ذروته في الأسبوعين أو الثلاثة الماضية، وبالطبع لا يلوح أي مستقبل واضح في أفقه حاليا.