كنعاني: واشنطن تماطل في الرد على مقترحاتنا وهي المسؤولة عن الوضع الحالي 

الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني"، إن ردنا على المقترح الأوروبي فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي كان في وقته وبشكل جدي، لافتا إلى أننا لم نحصل على الرد الأمريكي حتى الآن، معتبرا أنه يمكن الانتقال للمرحلة المقبلة من المفاوضات إذا تصرفت واشنطن بمسؤولية واتخذت قراراها.

العالم - ايران

وقال كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين ردا على سؤال حول مفاوضات فيينا: إن المواضيع المتبقية في المفاوضات قليلة لكنها مهمة ويجب الاتفاق بشأنها، مؤكدا أننا متمسكون بثوابتنا ولن نتراجع عن حقوقنا القانونية فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي وطالما رحبنا بمسار المفاوضات وأكدنا رغبتنا في إحياء الاتفاق دون أن نحيد عن خطوطنا الحمراء.

وأضاف أننا نريد اتفاقا يرضي الشعب الإيراني ويحفظ مصالحها العليا، قائلا: إذا كانت طهران تحتاج التوصل لاتفاق فإن الأوروبيين والولايات المتحدة بحاجة إليه أكثر.

وأضاف متحدث الخارجية: أننا لم نحصل على الرد الأمريكي حتى الآن وردنا على المقترح الأوروبي كان في وقته وبشكل جدي، معتبرا أنه يمكن الانتقال للمرحلة المقبلة من المفاوضات إذا تصرفت واشنطن بمسؤولية واتخذت قرارها.

وأکد أن التسويف الأميركي والصمت الأوروبي وضغوط المتطرفين جعلت المفاوضات استنزافية لكنها لن تدفعنا للتراجع عن خطوطنا الحمراء ولن نقبل بالمفاوضات الاستنزافية، مؤکدا أننا لن نرهن اقتصاد البلاد بالمفاوضات النووية والمماطلة الأميركية.

ولفت متحدث الخارجية إلى أن واشنطن تماطل في الرد على مقترحاتنا وهي المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات، مضيفا: لقد كان لإيران مشاركة جادة وبناءة وفاعلة في جولات المفاوضات الماضية والأخيرة، وردت في الوقت المناسب علی مقترح الجانب الأوروبي الذي يقوم بدور الوسيط في المفاوضات، معتبرا أن هذا الاقتراح كان مبتكراً وأظهر المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق، لكن واشنطن تماطل في الرد على مقترحاتنا وهي المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني له دور مخرب في المفاوضات النووية ولا نتوقع منه غير ذلك وعلى واشنطن أن تقرر بناء على مصالحها.

وأكد: لقد أحرزنا تقدمًا جيدًا نسبيًا حتى اليوم بشأن المفاوضات لكن يجب الاتفاق على جميع القضايا المتعلقة بالتفاوض وإلى أن يتم التوصل إلى اتفاق ، لا يمكننا أن نقول إننا توصلنا إلى اتفاق ونحكم مسبقًا على المرحلة التالية أو نرحب بالمرحلة التالية.

وجدد متحدث الخارجية استعداد إيران لإتمام صفقة لتبادل السجناء مع واشنطن خارج إطار المفاوضات النووية، قائلا: لن ترهن قضية السجناء ومصيرهم بمفاوضات فيينا.

وأوضح أننا ناقشنا تبادل السجناء خارج إطار الاتفاق النووي وبشكل غير مباشر مع الجانب الأمريكي، ونعتقد أنه كان من الممكن تنفيذ التبادل، لافتا إلى أن وجهات نظرنا واضحة في هذا الصدد لكن للأسف ما شهدناه من الجانب الآخر هو التقاعس.

وصرح أن المواطنين الإيرانيين اعتقلوا بذرائع كاذبة وتهم باطلة، واصفا اعتقالهم بأنه غير قانوني وغير إنساني وهو مؤشر على أن الولايات المتحدة الأمريکية لا تولي اهتماما للمبادئ الإنسانية والأخلاقية.

وحول السياسات الخارجية للحكومة الإيرانية قال كنعاني: إن هذه السياسات تركت آثارا إيجابية وملحوظة حتى الآن وشهدنا ظروفا جيدة ومطمئنة وان النتائج التي حصلنا عليها من دبلوماسيتنا كانت جيدة.

وأكد أن تحسن العلاقات الإيرانية مع دول الجوار دليل على نجاح دبلوماسية الحكومة.

ووصف الأجواء في المنطقة بأنها إيجابية، قائلا سنخطو خطوات إيجابية في المستقبل وإن العلاقات بين إيران ودول المنطقة تسير نحو الأفضل.

وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية قال كنعاني: إن حوارنا مع السعودية يبحث الملفات الثنائية ولا علاقة له بمحادثات الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن المحادثات مع الرياض كانت جيدة واتخذنا خطوات مهمة وهناك إرادة سياسية لإعادة العلاقات.

وأكد أن التعاون بين طهران والرياض يصب في صالح تثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط.

وحول مستجدات الأوضاع في الشمال السوري قال كنعاني: لحسن الحظ، نشهد أن العديد من الحكومات الإقليمية وغير الإقليمية تتحلی بالرؤية الواقعية حول التطورات في سوريا وما حدث في السنوات التسع الماضية كان نتيجة السياسات الخاطئة لعدد كبير من الدول وسلوكها غير العقلانية وتدخلها في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة.

وصرح أنه في ظل مقاومة الشعب السوري والقوات المسلحة وعزم الحكومة السورية، نشهد أوضاعا جديدة في هذا البلد، مضيفا أن الشعب السوري يرى الآن كيف قضت حكومته على المجموعات الإرهابية وكيف تمكنت من الحفاظ على سيادة البلاد واستتباب الأمن في المناطق الحساسة.

وقال: نأمل أن نشهد إعادة ترميم للعلاقات بين أنقرة ودمشق بما يخدم مصلحة الشعبين والاستقرار في المنطقة، معتبرا أنه من الأفضل لتركيا تصحيح نظرتها فيما يتعلق بالقضية السورية.

وردا على سؤال حول دبلوماسية المياه اعتبر كنعاني قضية المياه من أهم القضايا والأولويات بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وللعديد من دول المنطقة، مضيفا: لدينا تعاون ثنائي مع دول المنطقة على أساس المعاهدات الثنائية والاتفاقيات القانونية بين الدول في هذا المجال.. إيران تجري مباحثات مع دول المنطقة في مجال القضايا البيئية، بما في ذلك ظاهرة الغبار والقضايا المتعلقة بإدارة مستجمعات المياه والغابات والموارد المائية المشتركة في المنطقة.

واعتبر أن عقد مؤتمر وزراء البيئة لدى الدول الإقليمية في 12 تموز/ يوليو بالعاصمة طهران مثال واضح على اهتمام إيران لقضية المياه والظواهر البيئية.

وحول الجولة الأفريقية التي سيقوم بها وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان أوضح كنعاني: إن توسيع العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الأفريقية كان على الدوام من أولوياتنا، مشيرا إلى أن وزير الخارجية سيزور مالي وتنزانيا وزنجبار.

وقال: إن زيارته إلی جمهورية مالي تأتي تلبية لدعوة رسمية من نظيره في هذا البلد، معلنا أن وفدا سياسيا واقتصاديا سيرافقه إضافة إلى عدد من رجال الأعمال ومن المقرر أن يلتقي المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في البلد.

وأعلن عن عقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة للتعاون الشامل مع مالي، وعقد المنتدى الاقتصادي للبلدين لبحث ودراسة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بينهما.

وخلال زيارته لتانزانيا سيلتقي أمير عبداللهيان المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في هذا البلد وسيفتتح مؤتمرا اقتصاديا وتجاريا بين البلدين.

وحول التطورات الجارية في العراق أكد كنعاني أن علاقاتنا مع الحكومة العراقية بناءة وقائمة على المصالح المشتركة، مضيفا أن إيران تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع التيارات السياسية العراقية ونحن دائما نتصرف بمسؤولية لمساعدة أشقائنا العراقيين حتى يتمكنوا من توفير ظروف أفضل لشعبهم ونستمرّ بالوقوف إلی جانبهم ولا يوجد انقطاع في حوارنا وتواصلنا مع الإخوة العراقيين.