كيف يبدو المشهد العراقي مع اعتصام التيار الصدري امام القضاء والانسحاب منه؟

الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢ - ١١:٥١ بتوقيت غرينتش

اعتبر الباحث السياسي حسن حردان، ان الاعتصام امام مجلس القضاء الاعلى في العاصمة العراقية بغداد، لاجباره على اتخاذ قرار بحل البرلمان تلبية لمطالب السيد مقتدى الصدر، هو ترجمة للمأزق الذي وصل اليه اعتصام التيار الصدري امام البرلمان.

وقال حردان في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان اعتصام التيار الصدري امام البرلمان مازال يراوح مكانه ولم يتمكن من تحقيق ما يصبو اليه بعد اسابيع على الاعتصام في ظل رفض دعوات الحوار لحل المشكلة عبر التفاهم والحوار مع الاطراف الاخرى وسلوك الآليات التي نص عليها الدستور.

واوضح حردان، ان الاعتصام امام مجلس القضاء الاعلى وضع التيار الصدري امام مأزق حقيقي بعدما لاقى معارضة واسعة من كل اطياف المجتمع العراقي، لانه يأخذ العراق الى المجهول ويؤدي به الى الفوضى، خاصة وان مجلس القضاء علّق اعماله واعلن الاضراب، لذلك اضطر السيد الصدر الى انهاء الاعتصام والابقاء على رمزية الاعتصام ببعض الخيام والشعار الذي رفعه، مشيراً الى ان ما جرى مؤخراً عكس المأزق الذي وصل اليه اعتصام السيد الصدر.

من جانبه، اعتبر القيادي في تيار الحكمة محمد الكناني، الاعتصام امام المجلس القضاء الاعلى بانه امر بالغ الخطورة والاهمية، بعدما رفضت الاحزاب والشعب العراقي بأكمله تهديد حقوقه في الدولة العراقية.

وقال الكناني: ان الذي يضمن حقوق المجتمع العراقي هي السلطة القضائية بعدما هجرت السلطة التنفيذية من قبل متظاهرين امام مبنى البرلمان، مشيراً الى ان الجميع ادرك خطورة الموقف وترقبوا صدور أمر القبض بحق قياديين من التيار الصدري، ولم يتفاجيء بها احد، كون السلطة القضائية ان لم تعالج الازمة فان البلد يذهب الى مزلق خطير جداً، باعتبار ان القضاء يمثل الهيبة الكبرى للبلد، وعندما يسقط القضاء تذهب هيبة البلد.

بدوره، رأى الباحث السياسي جليل هاشم بكاء، ان ما حصل من اعتصام امام مجلس القضاء الاعلى في بغداد، يعبر عن آخر ما وصلت اليه الازمة السياسية والرؤى والحلول في العراق.

وقال هاشم بكاء: ان استهداف السلطة القضائية يعتبر استهدافاً لثوابت الدولة والشعب العراقي، لان القضاء يقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف المتنافسة او المتجاذبة والحياد مع الشعب.

واوضح هاشم بكاء، ان ما حصل مؤخراً قد يكون بادرة وفرصة لحلحلة الامور اذا تركت الامور للعقلاء، لان الفوضى بدأت تعم داخل التيارات والاحزاب نفسها، وهذا ما ينعكس من فوضى وانفلات في الشارع العراقي.