كلرو يكشف للعالم تفاصيل ما تم مناقشته في المفاوضات النووية

الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي في إيران عباس كلرو أنه وخلال المفاوضات النووية لوحظت الخطوط الحمراء في الحفاظ على قدرة إيران النووية. مؤكداً أن هناك ثلاث قضايا رئيسية وأساسية تمت متابعتها من قبل الفريق الإيراني المفاوض.

وفي لقاء خاص مع قناة العالم الإخبارية شرح كلرونص الاتفاق النووي ومراحل تطبيقه، إذ بين أن ثلاث قضايا رئيسية وأساسية كانت مطروحة بالنسبة لإيرانفی المباحثات.. الأول موضوع قائمة العقوبات، والثاني موضوع العقوبات على حرس الثورة الإسلامية، والثالث قضية اتفاق الضمانات.

وإليكم نص لقاء قناة العالم الإخبارية مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي في إيران عباس كلرو(Abbas Golrou):

العالم: في بداية الحديث كان هنالك اجتماع للبرلمان الايراني عن المسؤولين المعنيين في المحادثات النووية لالغاء الحظر ما هي أهم المواضيع التي تم التطرق اليها في الجلسة البرلمانية؟

كلرو: مجلس الشورى الإسلامي يتابع نتائج المفاوضات النووية في إطار مهمته الرقابية وعلى أساس الدستور، لذلك تقريباً بعد الانتهاء من النص والتفاوض عليه، كان من الطبيعي أن يحضر المفاوضون وكذلك المسؤولون الداعمون في مجلس الشورى الإسلامي حتى يتم إطلاع ممثلي الشعب على آخر تطورات المفاوضات النووية.

جدير بالذكر أنه تم عقد 12 جلسة استماع داخل لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان بحضور وزير الخارجية والمفاوضين وسكرتير مجلس الأمن القومي ومسؤولي منظمة الطاقة الذرية.

خلال الأشهر العديدة التي جرت المفاوضات فيها، كان على لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للبرلمان مراقبة المفاوضات عن كثب ومراعاة مصالح الشعب والبلاد، ولذلك تمت المصادقة على قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات وصيانة حقوق الشعب الإيران، وفي هذا الصدد عقد اجتماع الأسبوع الماضي في قاعة البرلمان بحضور السادة شمخاني وأميرعبداللهيان وباقري وإسلامي، حيث تم إبلاغ النواب بالجو العام والتفصيلي للمفاوضات.

لوحظت جميع الخطوط الحمراء في المفاوضات

العالم: بالنسبة لمسودة رد إيران على المقترحات الأوروبية، كيف تقيمون رد إيران، هل تضمنت كل الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

كلرو: من وجهة نظر مجلس الشورى الإسلامي، لوحظت الخطوط الحمراء في المفاوضات في الحفاظ على القدرة النووية. في هذه المفاوضات، كانت هناك ثلاث قضايا رئيسية وأساسية بالنسبة لنا تمت متابعتها. الأول موضوع قائمة العقوبات، الثاني موضوع العقوبات على حرس الثورة الإسلامية، حيث يجب تبيين أن ما تصنفه الولايات المتحدة بالقائمة الإرهابية باطل في رأينا وبرأي القانون الدولي. ثالثاً هي قضية اتفاق الضمانات والتي أثارتها الوكالة، حيث أكدت الجمهورية الإسلامية أن موضوع الضمانات يجب أن يكون جزءاً من الاتفاقية، لكن الجانب الآخر لم يقبل ذلك؛ لكن مع استمرار المباحثات وافق الجانب الآخر على أن تخطو كل من وكالة الطاقة الذرية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية مساراً بحيث يتمكن الأمين العام للوكالة في المستقبل حتى الاجتماع القادم لمجلس المحافظين من تقديم تقرير، وعكست الجمهورية الإسلامية آرائها بهذا الجانب إلى الطرف الآخر. كما أثاروا قضية "سنتكوم"، أي أن تشطب الجمهورية الإسلامية سنتكوم من قائمتها بالإرهاب، لكن هذا أمراً خاصاً بالبرلمان ولذلك لم يقبل الفريق الإيراني المفاوض هذا الموضوع. حيث كانت إيران أعدت قائمة بعد اغتيال الشهيد سليماني تشمل عقوبات خاصة بـ60 مسؤولاً أميركياً، حيث طالب الأميركان شطب هؤلاء من القائمة، لكن بعد أخذ و رد طويل، تم الاتفاق على إبقاء هذه القضية خارج إطار الاتفاق النووي.

العالم: وكانت مزاعم الوكالة نفس تلك النقاط المطروحة؟

كلرو: لقد طرحوا نفس المواقف الثلاثة. فيما أثناء زيارة غروسي إلى طهران كانوا يقولون إن هذه القضية قد تم حلها، ولكن بعد زيارة غروسي إلى إسرائيل، تم الضغط عليه، وصدر قرار ضد إيران في مجلس المحافظين، حيث ردت الجمهورية الإسلامية بالمثل على هذا القرار، وأزالت 27 من الكاميرات خارج إطار اتفاق الضمانات، وكان هذا مؤلما للوكالة وصناع القرار فيها.

نص الاتفاق النووي ومراحل تطبيقه

العالم: كيف كانت مراحل تحرير النص الاتفاق؟

كلرو: الاتفاق النووي بشكل عام، أي ما تم الاتفاق عليه كنص، له 4 مراحل، الأولى هي مرحلة التلخيص أو الاستنتاج.. في هذه المرحلة، عندما تم الانتهاء من الاتفاق وتقبله جميع الأطراف في فيينا، أي وزراء خارجية 4+1 بالإضافة إلى الجمهورية الإسلامية وقعوا عليه وأعلنوا ذلك. في هذه المرحلة، كمرحلة تلخيص تم إلغاء بعض من الأوامر التنفيذية للرئيس الأميركي السابق، والتي تضمنت خمسة أوامر تنفيذية، ثلاثة أوامر تنفيذية تم إلغاؤها، وبعد إلغاء هذه الأوامر التنفيذية الثلاثة تمت إزالة 17 مصرفاً في جمهورية إيران الإسلامية من العقوبات.

والمرحلة الثانية بعد انتهاء مرحلة الاستنتاج تستغرق 60 يوماً، ويتم في هذه المرحلة تنفيذ إجراءات أولية وإجراءات من أجل التحقق، وكذلك يتم فيها بيع النفط والتحقق من عودة مداخل بيع النفط. و وفقا لهذه المرحلة، ستدرس جمهورية الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية هذه القضايا ضمن سياقاتها الداخلية والقانونية.

المرحلة الثالثة هي مرحلة إعادة التنفيذ، وفي هذه المرحلة يتم رفع الحظر، وفي المرحلة الرابعة تدخل الولايات المتحدة الأميركية خطة العمل الشاملة المشتركة أي الاتفاق النووي، وهذه المرحلة الرابعة هي مرحلة إتمام الاتفاقية، حيث تدخل خطة العمل الشامل المشتركة حيز التنفيذ رسميا.

في مرحلة إعادة التنفيذ، أي المرحلة الثالثة، يتم رفع العقوبات؛ أي في المرحلة الثالثة، تتم مناقشة موضوع التحقق إلى جانب إلغاء العقوبات.

العالم : فيما يتعلق بموضوع الضمانات ما هي الضمانات التي حصلت عليها إيران بخصوص إلغاء إجراءات الحظر المفروضة على إيران وفيما يتعلق بعودة الشركات الأجنبية للاستثمار في إيران وفيما يتعلق بعدم انسحاب الولايات المتحدة مرة أخرى من الاتفاق النووي ما هي الضمانات الحقيقية؟

كلرو: لا توجد أي ضمانات على الساحة الدولية، خاصة في عالم تسعى فيه القوى السياسية إلى تأمين أقصى مصالحها على أساس نظرية الواقعية، التي تعلب فيه القوة القوة القصوى والهيمنة الدور الأساس، في هذا العالم لا توجد أي ضمانات تؤخذ من الولايات المتحدة الأميركية الخارجة عن الإطار الدولي.. وقد رأينا أن توقيع جون كيري لم يستطع أن يكون ضمانا.

بطبيعة الحال؛ كذلك لا يمكن أن تكون تصريحات الوفد المفاوض الحالي والرئيس الحالي الأميركيين ضمانا.. وقد أعلن وشدد على ذلك الوفد الإيراني المفاوض أنه لا توجد أي ضمانة بنسبة مئة بالمئة في المجال السياسي، ولكن الأمر الحائز للأهمية هو أنه في العالم الواقعي يتم إجراء المفاوضات من أجل تأمين المصالح، لذلك هذه الاستراتيجية المستخدمة هي من أجل تأمين مصالح الدول.

وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتوقيع الاتفاق النووي، ناقشت مسألة بيع النفط، وعودة عائدات النفط، وتطبيع العلاقات المصرفية، وفي حال تحققت هذه الأمور، فستتأمن المصالح الوطنية، أما في طبيعة الحال ما طرحه الجانب الآخر وقبلت به الجمهورية الإسلامية لا يمكن ضمانه مئة بالمئة.. هنا تم بحث تصريحات جو بايدن في قمة مجموعة السبع، حيث كتبت النقاط التي جاءت في بيانه كنص وأدرج في وثيقة الاتفاقية، وأكدت الدول الموقعة على هذا النص اعتباره كمرجع و وثيقة في الاتفاق.

تعرف الجمهورية الإسلامية أن هناك احتمال بأن ينسحب الأميركان من الاتفاق النووي كما فعلوا في مرحلة حكم ترامب وذلك بعد عامين عقب انتهاء ولاية بايدن، لأي سبب كفوز أحد من المتشددين الديمقراطيين أو أحد من الجمهوريين الرافضين للاتفاق النووي وبالتالي التملص من الاتفاق.

النقطة المهمة والاستراتيجية الموجودة بين السطور هي أن خروج أمیرکا من الاتفاق النووي لم يكن في صالح الأميركيين ولا حتى الإسرائيليين الذين ضغطوا على ترامب في عهد نتنياهو، وإنما كان في ضررهم، وإذا كان تخصيب اليورانيوم في إيران قبل خروج أميركا من الاتفاق النووي يبلغ 3.67% "وفقا للاتفاق"، فإنه مع خروج أميركا من الاتفاق النووي أصبح 20٪ وحتى 60٪ استنادا على الخطة التي صادق عليها البرلمان الإيراني وبهمة ومتابعة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية أن تقوم بتقييم ودراسة موضوع إمكانيات وقدرات الجمهورية الاسلامية الايرانية وصلت إلى مستوى بحيث يمكنها ان تتراجع بسرعة عن التزاماتها النووية في حال حدوث أي انتهاك واضح من قبل أي من أعضاء الاتفاق، إذا كان رفع ايران لدرجة التخصيب قد استغرق سنة في السابق فإنه ايران اليوم في حال خرج الامريكان ثانية من الاتفاق فإنها سترفعه في الحال، وهذه الانباء ليست ببشرى سارة للأمريكيين والإسرائيليين، لذا فمن الحكمة ان تتم مراعاة مصالح الجميع.

العالم: فيما يتعلق بتبادل السجناء بين ايران والولايات المتحدة هل كان ذلك من ضمن المحادثات النووية أم كان موضوعا منفصلا تماما عن الاتفاق النووي؟

كلرو: كان من بين المواضیع التي ناقشتها هذه المرحلة من المفاوضات الأوروبي بإصرار من الجانب الأميركي، والتي تم طرحها بالطبع من خلال الوسيط الأوروبي، مناقشة أو وضع قضايا خارجة عن "خطة العمل الشاملة المشتركة" على جدول الأعمال، بما في ذلك قضية الصواريخ، وكذلك القضايا الإقليمية.. وهو ما لم يقبله فريق التفاوض الإيراني لأن أحد إنجازات الجمهورية الإسلامية هو موضوعنا الصاروخي، ومن الإنجازات الأخرى هو إلغاء حظر السلاح الذي تم إلغاؤه لفترة من الزمن وفق خطة العمل الشاملة المشتركة، حيث تم التأكيد على إلغاء حظر الأسلحة، وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازاً، وموضوع النقاش حول الأسلحة وقضية الصواريخ الإيرانية والقضايا الإقليمية كانت قضايا خارجة عن الاتفاق النووي، وبالتالي لم تتم مناقشتها خلال المفاوضات بأي شكل من الأشكال.

في الدورات السابقة، كان من المقرر أن تتم عملية لتبادل السجناء بمجرد تحرير الموارد المالية المجمدة للجمهورية الاسلامية الإيرانية، لكن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها.. وبالتالي تمت مناقشة هذا الموضوع خلال هذه الدورة من المفاوضات.

لا يمكن للمفاوضات أن تستمر إلى الأبد

العالم: إن رفضت الولايات المتحدة الأميركية مطالب إيران في ردها على المقترحات الأوروبية كيف سيكون مصير المحادثات النووية؟

كلرو: طريق الدبلوماسية لايمكن أن يبقى مغلقا بالمطلق، ودرب السياسة والتفاوض مفتوح دائماً، ومن المسلم به أن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة الأميركية، لقد مر أسبوع على إعلان الجمهورية الإسلامية ملاحظاتها ونقاطها ومطالبها، حيث أن مطالب إيران ليست بشروط تعجيزية أو مستحيلة التحقق، وهذا ما أقر به الأوروبيون أنفسهم، كما أشار المنسق الأوروبي بوريل إلى أن مطالب إيران ليست مطالب صعبة، لذا ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية أن تقدم ردا، وبالطبع طريق التفاوض مفتوح لجميع الأطراف، لكن التأكيد من جانبنا هو على تأمين مصالح الأمة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يمكن للمفاوضات أن تستمر إلى الأبد.