ماكرون: التفاوض مع إيران أفضل من عدم وجود اتفاق

ماكرون: التفاوض مع إيران أفضل من عدم وجود اتفاق
الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٨:١٨ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون الذي يزور الجزائر في تصريحات صحفية اليوم الجمعة إن الكرة في ملعب إيران لإحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية، وإن العرض المطروح على الطاولة، حتى لو لم يحل جميع الخلافات، أفضل من عدم وجود عرض على الإطلاق.

العالم - أوروبا

وزعم ماكرون "حرصنا على ضمان تحقيق التوازن في اتفاق جدي… الكرة الآن في ملعب إيران"، في اشارة منه الى الرد الاميركي الذي نقل الى ايران وانتظار الرد الايراني المقابل.

وقال ماكرون "أعتقد أن هذا الاتفاق، إذا أبرم بالشروط المعروضة اليوم، مفيد وأفضل من عدم وجود اتفاق".

ورغم هذا الكلام عاد ماكرون الى المعزوفة الغربية القديمة قائلا "أن الاتفاق لن يحل كل شيء وأن هناك حاجة لمزيد من التواصل مع طهران لمناقشة “برنامج الصواريخ الباليستية والنفوذ في المنطقة (وتصرفاتها) المتعددة المزعزعة للاستقرار، حسب تعبيره.”.

كما قال الرئيس الفرنسي ، أنه أجرى محادثات وصفها بالـ "مهمة" في الأيام الأخيرة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حول الاتفاق النووي مع إيران.

ماكرون الذي لم يشر الى التدخل الفاضح للكيان الصهيوني في اعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، أشار أنه أعاد التأكيد لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، حول "التزام فرنسا باستقلالية الوكالة وبحقيقة أن فرنسا ستقف خلف الوكالة في سبيل التأكد من ألا تتأثر المسائل التقنية التي تأتي ضمن اختصاصها بالضغوط السياسية"، حسب قوله.

وكان غروسي قد زعم مؤخرا ان الوكالة لن تتنازل عن التحقيق حول وجود أثار لليورانيوم في مواقع لم تعلن عنها إيران حسب زعم الصهاينة والغربيين ، وقد اعتبرت طهران أن التحقيق "مسيس" وطالبت بإيقافه.

هذا وكان وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان قد قال مساء الخميس بان الجمهورية الاسلامية جادة للغاية بشأن قضايا الضمانات المتبقية، وانها تدرس بدقة رد الجانب الأميركي على المقترحات الايرانية عبر الوسيط الاوروبي.

ومضى عميد الدبلوماسية الايرانية قائلا: تلقينا أمس الرد من الجانب الأميريكي، ونقوم حاليًا بدراسة وتحليل أحدث نص مطروح على الطاولة وآخر رد تسلمناه أمس، نحن جادون للغاية بشأن القضايا المتبقية المتعلقة بالضمانات ولسنا مستعدين بأي شكل من الأشكال في حالة عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي، لا تزال هناك بعض الاتهامات السياسية التي لا أساس لها توجهها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية، وهم يريدون أن يفعلوا ذلك مثل وضع عظم في جرح متى شاءوا، هذه المزاعم ناجمة عن الكيان الصهيوني المزعزع للاستقرار.

واضاف امير عبداللهيان: بالتمسك بخطوطنا الحمراء، نأمل أن يكون الجانب الأميركي جادًا في التزاماته، وإذا توصلنا إلى نقطة الاتفاق المنشودة في دراستنا، نأمل أنه بالإضافة إلى السعي لاحباط اجراءات الحظر الأولية المتبقية، في موضوع عودة الأطراف كافة إلى الاتفاق وإلغاء الحظر على إيران، ويمكننا الاقتراب من المرحلة الأخيرة من المفاوضات.

ومضى قائلا: إذا وصلت تحقيقاتنا إلى نقطة يكون فيها استنتاج فريق الخبراء لدينا هو ضمان مصالحنا ومراعاة الاعتبارات والخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية الايرانية، فإن الخطوة التالية هي اجتماع وزراء الخارجية في فيينا لتلخيص المناقشات والتوافقات، واستنادًا إلى الجدول الزمني الذي تجري على أساسه مراجعات الخبراء لدينا، نأمل أن نتمكن من الدخول في الخطوات التالية.

واضاف امير عبداللهيان: طالما أننا غير متأكدين من الالتزام بالخطوط الحمراء وتحقيق مصالح الشعب الإيراني، فلن نتعجل في هذا الموضوع.

هذا وتحاول الاطراف الغربية منذ زمن بعيد ربط القضية النووية الايرانية والاتفاق النووي بقضايا اخرى تتعدى هذا الاتفاق مثل البرنامج الصاروخي والنشاطات الاقليمية لايران ، فيما تؤكد ايران بأن قدراتها الدفاعية وسياساتها الاقليمية لا يمكن التباحث بشأنها مع أية جهة كانت .

وتعتبر تصريحات ماكرون نوعا من محاولات الاظهار بمظهر المستعغني فيما يعلم الجميع بان الاوروبيين والغربيين هم بأمس الحاجة للاتفاق مع ايران وشراء النفط منها مع اقتراب فصل الشتاء البارد في القارة الاوروبية التي تعاني من تراجع امدادات الطاقة الروسية.