اشتباكات في طرابلس الليبية.. هل الحرب قادمة؟

اشتباكات في طرابلس الليبية.. هل الحرب قادمة؟
الأحد ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

من التراشقات السياسية إلى الاشتباكات المسلحة.. هكذا يتطور مشهد المواجهة في ليبيا بين حكومتي باشاغا والدبيبة المتنازعتين على السلطة موقعًا العشرات بين قتيل وجريح في طرابلس.

العالم - ليبيا

الدبيبة وصف ما جرى بغدر وخيانة في ظل المفاوضات التي كانت تجري لتجنيب العاصمة الليبية طرابلس الدماء، أما باشاغا فيكذب خصمه ويقول إنه رحب بكل المبادرات المحلية والدولية لحل الأزمة، لكنها لم تلق استجابة من الحكومة منتهية الولاية ورئيسها المتشبث بالسلطة.

فمن المسؤول عن وصول الصراع بين الطرفين لهذه الدرجة؟ وما فرص انزلاق الاقتتال إلى حرب أهلية؟

بينما تصاعدت حرب التصريحات بين رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا، فأنه دعا الأخير الدبيبة إلى تسليم السلطة "حفاظاً على دماء الشعب الليبي"، لرد عليه الدبيبة بالابتعاد عن التهديد بإشعال الحرب.

وتأتي تلك التصريحات، بعدما لوّح باشاغا قبل أيام، بدخول العاصمة طرابلس لاستلام مهامّه، إذا استمر تعنّت منافسه الدبيبة ورفضه تسليم السلطة بشكل سلمي، إذ استمر التحشيد العسكري في مختلف أنحاء العاصمة طرابلس، على الرغم من التحذيرات والمخاوف المتصاعدة محلياً ودولياً من مخاطر اندلاع مواجهات مسلحة.

وردّ رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبدالحميد الدبيبة على رسالة رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا التي طالبه فيها بتسليم السلطة، مستعيناً بورقة الانتخابات.

وقال الدبيبة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، "إلى وزير الداخلية الأسبق، وفّر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين، لو كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية فقد ولى زمانها".

وجاء ذلك بعدما قال باشاغا في كلمة له خلال لقاء، مساء الجمعة الماضية، مع عدد من حكماء وأعيان المنطقة الغربية بمدينة مصراتة، إن "7 ملايين ينتظرون دخول حكومته إلى طرابلس لاستلام مقراتها ومن بينهم أهالي العاصمة"، مضيفاً أن من يدعم حكومة الدبيبة أقلية تدافع عن مصالحها الشخصية"، إلا أنه لم يوضح طريقة دخوله إلى العاصمة.

لكنه جدّد تأكيده على رغبته في دخولها بشكل سلمي لعدم إراقة الدماء، مشيراً في المقابل إلى أنه مستعد لاستخدام قوة السلاح إذا ما لجأت القوات المساندة للدبيبة إلى ذلك.

وذكرت وسائل إعلام ليبية إن الدبيبة أصدر قراراً يقضي بإعادة تشكيل ميليشيا "القوة المشتركة مصراتة" تحت اسم "لواء ليبيا"، وخصّص لها مبالغ مالية إضافية، كما كلفها بحماية مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة بالعاصمة طرابلس، وذلك بالاشتراك مع ميليشيا "قوة حماية الدستور والانتخابات".

وقال المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الدبيبة، في بيان يوم السبت، إن رئيس الحكومة وزير الدفاع عبد الحميد الدبيبة، أجرى زيارة إلى غرفة العمليات حيث حيا القيادات العسكرية والأمنية كافة علي جهودهم في دحر العدوان، معربا عن أسفه على الأضرار التي لحقت بالمواطنين وممتلكاتهم، ومعزيا في الضحايا الذين وقعوا جراء هذه الأحداث.

ولم يوضح البيان آلية عمل الغرفة ومكوناتها.

وخلال تفقده قوات عسكرية في طرابلس، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، مساء السبت، إن العاصمة طرابلس تعرضت لما وصفه بـ"عدوان مخطط من الداخل والخارج".

وأضاف أن زمن الانقلابات ولى ومن يريد أن يحكم البلاد بالبارود والنار نقول له "أنت تحلم"، مؤكدا أن الطريق الوحيد لحل الأزمة في ليبيا هو الانتخابات، حسب فيديو بثه على صفحته على موقع "تويتر" تحت عنوان "نهاية العدوان واحدة".

وصرح رئيس حكومة الوحدة بأنهم يتركوا ليبيا للأوغاد، مضيفا: "مدينتا طرابلس ندافع عنها بكرامتنا وبشرف.. لقد غاضهم أنها آمنة".

من جهته، حذر الناطق باسم الحكومة المكلفة من مجلس النواب، عثمان عبد الجليل، من انزلاق البلاد مجددا إلى الحرب، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة من أجل الاستماع إلى صوت العقل وتسليم السلطة في أسرع وقت.

وشدد عثمان عبد الجليل على أن التجاذبات السياسية وصلت إلى ذروتها بما يحدث في العاصمة طرابلس منذ الجمعة.

ومنذ مساء الجمعة، تدور اشتباكات عنيفة في العاصمة طرابلس بين قوة من الأمن العام بقيادة عماد الطرابلسي مع "اللواء 777 قتال" بقيادة هيثم التاجوري، قرب شارع الزاوية وباب بن غشير.

وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس إلى 23 قتيلا و140 جريحا، حسب بيان وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية.