استعدادات خجولة للعام الدراسي الجديد في قطاع غزة

استعدادات خجولة للعام الدراسي الجديد في قطاع غزة
الأحد ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٨:٠٥ بتوقيت غرينتش

استقبل الفلسطينيون العام الدراسي الجديد بشكل خجول لا سيما وسط الازمات المتفاقمة سواء كانت اقتصادية اجتماعية سياسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة المحاصر.

العالم - فلسطين

وأغلقت كثير من المكتبات المدرسية في قطاع غزة أثناء العام الدراسي الماضي، وكذلك عدد من محال بيع الأزياء المدرسية، وتعيش غالبية الأسر ضغوطاً متعددة يضاف إليها نفقات العام الدراسي الجديد الذي ينطلق يوم غد الإثنين.

يحتاج الأطفال إلى الكثير من اللوازم المدرسية، لكن عدداً كبيراً من الأسر عزفت عن التوجه إلى الأسواق بسبب عدم توفر الأموال رغم محاولات بعض المصانع المحلية توفير الأزياء المدرسية بأسعار مناسبة.

الحركة في السوق عادية حول محال الملابس والمكتبات رغم أننا على مسافة يومين فقط من بدء العام الدراسي، والباعة يعتبرونها حركة خجولة، ولا يمكن أن تقارن بالأعوام السابقة، ويؤكد بعض العاملين في بيع الملابس والحقائب المدرسية أن الزبائن تبحث عن البضائع الرخيصة، وأن ذلك اضطرهم إلى تخفيض نسبة الأرباح على بضائعهم من أجل استمرار البيع.

وزاد تردي الأوضاع في قطاع غزة منذ العدوان الإسرائيلي في العام الماضي، ولم يتغير الحال كثيراً بعد سماح الاحتلال بدخول عدد من الغزيين للعمل في أراضي الداخل المحتل عام 1948، إذ يرفض عشرات الآلاف العمل داخل الأراضي المحتلة، رغم أن بعضهم فقدوا أعمالهم، أو لا يجدون فرصة عمل، ويعتبر كثيرون أن الجو العام غير مهيأ لاستقبال السنة الدراسية، إذ استشهد 15 من أطفال المدارس خلال العدوان الأخير وحده، والظروف الاقتصادية والاجتماعية صعبة.

ويقول بلال الحصري (50 سنة) لـ "العربي الجديد" أغلق مكتبتي الواقعة في منطقة سوق الرمال بوسط مدينة غزة، بسبب الخسائر الناتجة عن قلة الإقبال، ويقول إنه "في السنوات الخمس الماضية كانت الحركة شبه جيدة، وبالطبع كانت أفضل قبل 10 سنوات. كنت في السابق أستعين بعمال إضافيين خلال فترة حلول الموسم الدراسي للتعامل مع كثرة الإقبال، لكنني قلصت عدد العاملين تدريجياً خلال السنوات الأخيرة، وصولاً إلى إغلاق المكتبة في يوليو/ تموز الماضي، رغم أنني كنت أعمل فيها وحيدًا".

وقرر الحصري التوقف عن العمل في بيع اللوازم المدرسية والقرطاسية، وهو ينتظر حالياً الحصول على موافقة للعمل في أراضي الداخل المحتل بعد أن تعرض لخسائر كبيرة خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أنه أحضر بضائع ولوازم مدرسية كثيرة، لكن لم يقبل عليها أحد، وباع البضاعة بأقل من سعرها الحقيقي حتى يسدد ديونه، وعليه الحصول على تصريح عمل لتأمين حاجيات أسرته وسداد الديون المتبقية.

يقول: "الكثير من المكتبات أغلقت لأن هذه المهنة لا تجدي نفعاً في مجتمع منهار، حتى الأدوات المدرسية كانت على دفتر الدين لأن الناس لا تستطيع دفع تكلفة كامل لوازم أطفالها مرة واحدة، وبعض العائلات تقوم بإعادة استخدام الدفاتر القديمة عبر محو المكتوب فيها لتوفير تكلفة شراء الجديدة، فأي بضاعة تدخل إلى قطاع غزة تكون غالية الثمن مقارنة مع الدول المجاورة، لأننا تحت الحصار".