في إطار الخطوات النضالية ...

الأسرى الفلسطينيون يحلون الهيئات التنظيمية في سجون الإحتلال

الأسرى الفلسطينيون يحلون الهيئات التنظيمية في سجون الإحتلال
الأحد ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢ - ١٢:١٥ بتوقيت غرينتش

حل الأسرى الفلسطينيون الهيئات التنظيمية في سجون الاحتلال كافة، في إطار الخطوات النضالية التي استأنفوها مؤخرا.

العالم - فلسطين

قال نادي الاسير الفلسطيني في بيان صحفي ، إن "هذه الخطوة تأتي كجزء من الخطوات النضالية التي استأنفها الأسرى مؤخرا، رفضا لمحاولة إدارة السجون التنصل من التفاهمات التي تمت في شهر آذار/مارس الماضي".

وأوضح أن "الخطوات ستنتهي بالإضراب المفتوح عن الطعام في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل، بمشاركة ألف أسير، إذا ما استمرت إدارة السجون على موقفها الراهن".

وبحل الهيئات التنظيمة للأسرى، ستكون إدارة سجون الاحتلال منذ الان مجبرة على مواجهة الأسرى كأفراد، وليس كتنظيمات. وحل الهيئات التنظيمية يعني وقف التواصل مع إدارة السجون بسبب عدم وجود ممثلين للأسرى، وهي خطوة متقدمة في طرق الاحتجاج داخل السجون، بحيث تصبح إدارة السجون مضطرة مع كل أسير بشكل منفرد، وهذا يجعلها في حالة استنفار وتوتر دائمين.

وتتعامل إدارة سجون الاحتلال مع هذه الخطوة بخطورة، لأنها تعني أن لكل أسير الحق في القيام بما يراه مناسبا في مواجهة إدارة السج

من جهتها؛ أصدرت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، بيانا أمس السبت، قالت فيه: "نتجه نحو خطواتنا هذه بعد تعنت الاحتلال في التراجع عن قراراته المتعلقة بالنقل التعسفي، وذلك للتغطية على فشله الذريع في عملية "نفق الحرية" العام الماضي".

وأعلنت اللجنة في بيانها، برنامج الأسرى النضالي للأسبوع الحالي، الذي يتصاعد يومًا بعد يوم، إذ سيرتدون ملابس إدارة السجون (الشاباص) الإثنين في الساحات وعلى العدد، وسيتم الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام في دفعته الأولى والمكونة من ألف أسير يوم الخميس المقبل، حيث سيتم رفده بأفواج أخرى وفق آلية متفق عليها ومنظمة من قبل لجنة الطوارئ.

ودعت اللجنة جماهير الشعب الفلسطيني للوقوف إلى جانب أبنائهم الأسرى، وذلك من خلال الوقفات أمام المؤسسات الدولية، والتوجه إلى نقاط التماس مع الاحتلال.

ويعتقل الاحتلال في سجونه نحو أربعة آلاف و550 فلسطينيا، منهم 31 سيّدة، و175 طفلا، ونحو 700 معتقل إداريٍّ، و500 مريض.

ما هي الهيئات التنظيمة للاسرى الفلسطينيين؟

بدأ تشكيل الهيئات التنظيمة للاسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال في بداية السبعينيات، متزامنا مع تشكيل الفصائل الفلسطينية خارج السجون، فعمل الأسرى من هذه الفصائل على تشكيل هيئات تكون امتدادا للفصائل الأم في الخارج، حيث أصبحت هذه التنظيمات العمود الفقري لاسرى داخل سجون الاحتلال.

ومع الوقت، وزيادة أعداد الأسرى، تبلورت هذه التنظيمات ووضعت لوائح داخلية تتناسب مع ظروف الحياة داخل السجن، حتى تمكن الأسرى من فرض هذه التنظيمات على الإدارة والاعتراف بممثلين عنهم أمام الإدارة.

و كان الأسرى يسعون من خلال تشكيل هذه التنظيمات لتكريس التعريف بهم على أنهم أسرى حرب، وتحويل السجن إلى ساحة نضال اشتباك مع الاحتلال.

وقبل تشكيل هذه التنظيمات كان من يقود السجون هم الأسرى الأعلى من حيث الرتب العسكرية، وأحيانا الأقوى، فالصراع مع الإدارة كان في ذلك الوقت جسديا. وكانت إدارة السجون، والتي كانت في حينه تابعة إلى جيش الاحتلال مباشرة، تتعامل مع كل أسير بشكل منفرد.

ومع الوقت طورت التنظيمات لوائح داخلية وهيكلية تنظيمية، وأصبحت تختار ممثليها عن طريق الانتخاب، ففي داخل القسم الواحد يكون ممثل لكل تنظيم، ومن بين الممثلين يتم انتخاب ممثل القسم ليكون جزءا من الهيئات الاعتقالية العليا الممثلة لكل السجن لدى إدارة السجون.

حيث اصبحت هذه التنظيمات صورة مصغرة عن الفصائل الفلسطينية المنبثقة عنها، ولكن مع مراعاة خصوصية السجن، فيتم مراعاة تنظيم الحياة الاجتماعية والثقافية والنضالية للأسرى خلال فترة اعتقالهم.

وهذه التنظيمات كان لها أهميتها الكبرى في تشكيل وعي الاسرى، ومواجهة مخططات الاحتلال في التعامل مع الأسرى على أنهم أسرى جنائيون وسلبهم صفتهم الدولية كأسرى في مواجهة الاحتلال، حيث قبل تشكيل هذه التنظيمات كان الاحتلال يتعامل مع الأسرى على أنهم معتقلون جنائيون، مما جعل هذه التنظيمات ومنذ بداية تشكيلها تخوض المواجهة من خلال الإضرابات عن الطعام على قضايا مصيرية مثل رفض عمل الأسرى في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ومحاولة فرض طريقة تعامل مهينة مع السجان، مثل الانحناء له عند دخوله للأقسام.

كما استطاعت هذه التنظيمات نزع استحقاقات كثيرة، مثل أن يكون لكل أسير فراش خاص للنوم، ثم سرير "بورش"، وتحديد نوعية الأكل المقدم لهم ومدة العزل وغيرها من القضايا الحياتية للأسرى.

وأيضا، من خلال هذه التنظيمات وقياداتها استطاع كل فصيل أن يحافظ على الروح الجهادية والوطنية من خلال لوائح تنظيميه ووضع البرامج الثقافية والوطنية التي تتناسب مع أيديولوجيته.

وينبثق عن هذه الهيئات مسؤول لكل غرفة في القسم، يكون مسؤولا عن تقسيم العمل داخلها، ولجان ثقافية، ولجان أمنية تحافظ على أمن المعتقل من اختراق جهاز استخبارات السجون، وتابع الهودلي "هذه التنظيمات قدمت للأسرى حياة ثقافية واجتماعية شاملة ومنظمة داخل السجن.