العراق يدخل مرحلة أمنية حرجة وتحذيرات من الفتنة

العراق يدخل مرحلة أمنية حرجة وتحذيرات من الفتنة
الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٣:٥٢ بتوقيت غرينتش

دخل العراق مرحلة أمنية حرجة مع إعلان السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري اعتزاله العمل السياسي "نهائياً" وإغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار، حيث أسفرت احتجاجات أنصاره الذين توجهوا نحو المنطقة الخضراء في بغداد، عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى حتى الآن بعضهم ينتمون لقوات الأمن.

العالم - قضية اليوم

تطورات أمنية وسياسية متلاحقة يشهدها العراق حتى لحظة كتابة هذه السطور، حيث أخرجت القوات الأمنية بالقوة أنصار السيد الصدر من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، وفرضت حظرا للتجول في جميع المحافظات.

جاء هذا في وقت قال فيه رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري في تغريدة على تويتر إن الصدر أعلن الدخول في إضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.

ورغم الدعوات الواسعة من قبل التيارات السياسية الى ضبط النفس وعدم الانخراط في أعمال العنف إلا ان مقاطع فيديو أظهرت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في بغداد، في حين افادت وكالات الانباء بسقوط 7 قذائف هاون على الأقل مساء الاثنين في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات، واشار مراسل العالم الى سقوط قذيفة في محيط السفارة الامريكية ودوي صفارات الانذار، كما تم إخلاء مقر السفارة الهولندية في المنطقة الخضراء ونقل موظفيها للسفارة الألمانية.

ورغم التوتر الذي امتد الى ساعات متأخرة من ليل أمس الاثنين، إلا ان التدخل الفعال لقوات الامن، واختيار الاطراف السياسية التهدئة وانسحاب جزء من انصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء ساعد على تهدئة الاوضاع.

دوليا كان جيران العراق السبّاقين للدعوة الى العودة الى طاولة الحوار حيث أكد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ان إرساء الأمن والإستقرار في العراق انما يتحقق فقط من خلال الحوار بين جميع التيارات السياسية في هذا البلد على اساس الدستور من اجل خلق توافق حول تشكيل حكومة جديدة تعمل لحل مشاكل الشعب العراقي، كذلك عبرت تركيا عن قلقها ودعت الخارجية التركية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحل النزاعات عبر الحوار.

واما بريطانيا والاتحاد الاوروبي فعبروا عن قلقهم وحثوا الأطراف العراقية على تغليب لغة الحوار، في حين وصفت الولايات المتحدة الوضع في العراق بأنّه "مقلق"، ودعت إلى الهدوء والحوار، مضيفة أن "الوقت الآن للحوار وليس للمواجهة".

لا يخفى على أحد أن أي اضطراب في العراق سيؤثر سلبا على الجيران، خاصة ايران التي تربطها علاقات أخوية وقرابة بهذا البلد الجار، كما يتوافد مئات آلاف الزوار الايرانيين الى العراق لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، كذلك العراقيون الذين يأتون الى ايران لزيارة مشهد المقدسة والسياحة والعلاج، كذلك تربط البلدان علاقات اقتصادية قوية إضافة الى تبادل الطاقة (الغاز والكهرباء)، وأما دوليا فما يهم العالم خاصة الغرب هو عدم خروج لاعب أصلي في انتاج النفط من الساحة خاصة وان العالم يشهد ارتفاعا في أسعار النفط.

وترى أغلب التيارات والقوى السياسية العراقية ان إنهاء الانسداد السياسي في البلاد ممكن عبر التسلسل الآتي:

- تشكيل حكومة انتقالية تؤسس لعملية سياسية جديدة وإجراء انتخابات مبكرة.

- إجراء تعديلات دستورية أوصت بها المحكمة الاتحادية، وبالأخص تعديل قانون الانتخابات وتغيير المفوضية وما إلى ذلك.

- وبعدها يحل البرلمان ويتم إجراء انتخابات مبكرة جديدة.

لكن السيد الصدر يرفض هذا الطرح فمبادرته التي منح القوى السياسية 72 ساعة للرد عليها تضمت خروج كل القوى السياسية من الحكم، بما فيها التيار الصدري، وهي مبادرة اعتبر الإطار التنسيقي أنها مستحيلة التنفيذ، معتبرين ان عملية صناعة أحزاب بديلة جديدة، وقيادات جديدة، مع مشروع جديد، تحتاج إلى فترة زمنية لا تقل عن عشر سنوات، ومن هنا انتقل الامر الى التحرك في الشارع.

بالتأكيد لايمكن القول سوى ان الحوار وفقا للقانون والدستور هو ما يمكن له ان يجنب العراق "الفتنة"، على ان يتضمن الحوار تأمين مصالح الشعب العراقي وتحقيق مطالبه بالإصلاح، وما يتفق عليه العراقيون الذين حاربوا "داعش" بنفس واحد هو ما يصلح الامور ويرجعها الى مسارها الصحيح، ومن حمل السلاح ضد "داعش" لايحمله ضد أخيه ودم العراقيين جميعا خط أحمر.