العراق، والإصلاحات التي تلوثت بالدماء

العراق، والإصلاحات التي تلوثت بالدماء
الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : دخلت التطورات في العراق مرحلة جديدة اتسمت بالعنف واراقة الدماء منذ امس الاثنين، بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله المعترك السياسي .

الاعراب :

-انتقادات الصدر واحتجاجاته على الوضع الراهن في العراق بدأت قبل شهر برفعه شعارات إصلاحية ، وفي الخطوة الأولى استهدف الدستور، قانون الانتخابات والمؤسسات القانونية بما في ذلك البرلمان العراقي والقضاء، وحاول اخضاع القانون باللجوء إلى الشارع. لكن هذه الإجراءات وبعد الاعلان الذي اصدره يوم الاثنين واعتزاله عالم السياسة بالإضافة إلى إصرار بعض أنصاره المتطرفين على مواصلة ما يسمونه بالإصلاحات اخذ منحى دمويا.

-- إعلان الصدر اعتزاله من الساحة السياسة دون الطلب من انصارة مغادرة الشوارع اصبح ذريعة جديدة لمواصلة حراك الشهر الماضي، ومن خلال تدمير الممتلكات العامة واستخدام السلاح وخلق جو من الرعب قاد هذه الحركة إلى مرحلة جديدة من العنف والاعتداءات ، - بعد إعلان الصدر اعتزاله المعترك السياس وتفجر الاشتباكات ، ومن اعلانه الإضراب عن الطعام لما وصفه بدعم أنصاره ضد الهجمات الاطراف المتنافسة ، كان بمثابة صب الزيت على النار ما زاد من توتر الاضاع وحافز انصاره المتطرفين والنزول الى الشارع وارتكاب اعمال عنف دمار. وفقا لتقرير رسمي قتل ما لا يقل عن 20 شخصا حتى صباح يوم السبت الثالث بعد أقل من 15 ساعة على إعلان الصدر اعتزاله من الساحة السياسة.

-تاريخ الصدر يظهر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها اعتزاله المعترك السياسي، وبناء على هذا يمكن الافتراض أن هذه لن تكون المرة الأخيرة. ربما بسبب هذا الفهم لشخصية الصدر، فضل انصاره المتطرفون على مواصلة الإضرابات في الشوارع وتأجيج اعمال العنف والاشتباكات.

-- كلما مضت ساعات اكثر من اعلان الاعتزال الذي صدر ظهر الاثنين وبحلول منتصف الليل، شهدت المنطقة الخضراء الكشف عن بعض الأسلحة الجديدة في الاشتباك مع القوات الأمنية. من الواضح أنه إذا لم يتم السيطرة على الوضع بشكل كامل من قبل القوى الأمنية، فيمكن توقع اتساع رقعة النزاعات، وكذلك خروج كمية من الأسلحة بأنواع جديدة من المستودعات والمخابئ من قبل المتطرفين، وبالتالي اتساع نطاق اعمال العنف أكثر مما حدث في الساعات الماضية ليشمل المحافظات العراقية الأخرى.

-ربما يكون أحد الحلول الوحيدة للخروج من العنف الراهن هو أيضاح الصدر بشكل مباشر وبدون اي لبس موقفه من انصاره، وان كان يرى خطوة اعتزاله من عالم السياسة بانها محسومة، فعليه ان يبلغهم بهذه القضية رسميا. لعل مشاركة الصدر في الحوار الوطني من جهة والعودة عن ما أسماه الإضراب عن الطعام من جهة اخرى، تكون الخطوة الأولى في هذا الصدد لإعادة الامن والسلام إلى العراق.

-الامر المؤكد هو أن الحيرة والضياع هما المصير المحتوم للأنصار المتطرفين. فحين ينسحب زعيم الحركة من السياسة، فان الاصرار على التواجد في الشارع واللجوء إلى العنف من قبل بعض الأنصار المتطرفين لن يتمخض سوى عن تحميل الشعب العراقي تكاليف باهضة .

-حكم المحكمة الدستورية العراقية سيعلن في غضون ساعات، وبعد هذا الإعلان، فإذا لم يلب هذا الحكم مطالب الصدريين، هل سيخضع أنصاره المتطرفون للحكم أم سيستغلونه كذريعة جديدة لمواصلة الاضطرابات و أعمال العنف في العراق؟ علينا الانتظار ورؤية ما سيحمله لنا قابل الايام .

-واقع العراق هو أن مقتدى الصدر عضو في البيت الشيعي العراقي، وهذا البيت مصر على الحفاظ على ابنه. ربما التروّي فيما فعله أعداء العراق الخارجيون خلال أمس واليوم وما تم عكسه في وسائل إعلامهم، سيكون مفيدا في فهم توجهات هؤلاء الأعداء حيال قضايا العراق. فبالأمس، وفي غضون الساعات الأولى من اندلاع اضطرابات العراق وقبل أن يعلن أي مصدر عن مقتل أي شخص، زعمت وسائل الإعلام السعودية مقتل عراقيين اثنين، والمثير للاهتمام هو انها حمّلت "الحشد الشعبي" مسؤولية قتل هؤلاء. إن الاستقطاب الثنائي للعراق هو سياسة قديمة لمثل هؤلاء الأعداء ، فاعتبروا یا اولی الابصار .