بأي اتجاه يسير السلام الهش في العراق؟

بأي اتجاه يسير السلام الهش في العراق؟
الأربعاء ٣١ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٣:١٨ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر و إعرابه

الخبر:

الناشط في الفضاء الافتراضي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والملقب بـ"الوزير الصدري"، حذر اليوم وفي بيان بعيد كل البعد عن الأدب السياسي والإعلامي، من أنه إذا لم يعلن "الإطار التنسيقي" الحداد العام على شهداء الأحداث الأخيرة، فسوف يكون السيد الصدر والتيار الصدري من الآن فصاعداً عدوهما الأول.

إعرابه:

- فيما كان من المقرر أن يقوم كل من السيد الصدر ووزيره بإيقاف نشاطهما في الفضاء الإفتراضي، إلا أن هذا الالتزام لم يدم وتم استئنافه يوم أمس.

- يوم أمس، وبعد الإنذار الذي وجهه السيد الصدر لأنصاره في لقاءه مع الصحفيين، غادر جميع أنصاره أماكن الاحتجاج والتظاهرات وعادوا إلى منازلهم.. هذا وأشاد رؤساء التيارات السياسية والمسؤولون العراقيون بإجراء السيد الصدر، ووعدوا بمستقبل هادىء للعراق يحترم القانون.

- بينما كان الجميع يتحدث عن المستقبل السياسي للعراق وكيفية إعادة القضايا السياسية إلى مجاريها الرئيسية، استؤنف نشاط السيدالصدر ووزيره مجدداً في الفضاء الافتراضي، حتى وأنه دخل أجواءاً جديدةً اليوم من خلال التصريح الحاد للوزير الصدري، وهي أجواء ومع افتراض انتهاء الأزمة الأمنية عقب مواقف الصدر الجديدة، لكنها تنبىء أن الأزمة السياسية ما زالت تؤثر بقوة على العراق.

- ردا على بيان السيد الصدر، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي الحداد العام لمدة 3 أيام، كما أعلن الإطار التنسيقي عن عقد مجلس عزاء لضحايا الأحداث الأخيرة في يوم الخميس، وتأتي هذه الإجراءات بهدف تلطيف الأجواء واحترام طلب الصدر وتجنب أي توتر في العراق.

- في الوقت ذاته طالب زعيم تحالف الفتح هادي العامري كافة قيادات الحركات السياسية العراقية بالتزام الصمت السياسي والإعلامي بمناسبة أيام الأربعين.. وفي الحقيقة يهدف العامري من خلال ذلك التركيز على ضعف وهشاشة الوضع في العراق، والتأكيد على الحاجة إلى حمايته.

- في نفس الوقت المحكمة الاتحادية العراقية، والتي أخرت أمس القرار بإعلان رأيها حول شكوى الصدريين بشأن عدم التقيد بالموعد النهائي للانتخابلا الرئاسية إلى ما بعد رفع حظر التجوال، أعلنت اليوم أنها ستعلن قرارها غدا.. و يبدو أن إعلان رأي المحكمة يوم الخميس سيضع نهاية لكل التقولات بشأن ما حدث في العراق خلال الشهر الماضي بشكل خاص.. ومن البديهي أن من المتوقع وبعد إعلان قرار المحكمة، أن تتم متابعة جميع الأمور وفق القانون القائم والمعتمد.

- بعد تنفيذ طلب الصدر إعلان الحداد العام على ضحايا الأحداث الأخيرة وبعد انتهاء الأزمة الأمنية التي استمرت شهراً كاملاً في العراق، وبعد إعلان حكم المحكمة غداً هل ستتم حلحلة الأجواء السياسية المقفلة.. وهل سيستعيد السلام الهش في العراق استقراره وثباته.. يجب أن ننتظر لنرى هل سيحدث كل ذلك أم لا، لكن المؤكد أن الحفاظ على السلام والاستقرار في العراق يرتكز على البصيرة والحوار والاتفاق، مع تجنب دسائس من لا يريدون أن يعيش العراق في سلام.