هل تكون نهاية أمريكا على يد ترامب؟!

هل تكون نهاية أمريكا على يد ترامب؟!
الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

على الرغم من البلبلة التي أثارها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، والشغب الذي تسبب فيه بسبب اقتحام للكابيتول عند خسارته للانتخابات 2020 والوثائق السرية التي وجدت في منزله ومازالت الـFBI تحقق فيها، فإنه يفكر حقيقة في الترشح للانتخابات الرئاسية الامريكية عام 2024، وفقا لصهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر.

العالم - قضية اليوم

ترامب في كلمته مساء امس السبت أمام تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، وصف بايدن أمام حشود تهتف بإسمه "إنه هو عدو الدولة"، وذلك ردا منه على هجوم شنه بايدن عليه، إذ أكد قبل يومين أن ترامب والجمهوريين الذين يتبنون عقيدته (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) يمثلون "تطرفا يهدد أسس جمهوريتنا".

ترامب اعتبر أن خطاب بايدن "كان مجرد كراهية وغضب"، متهما إياه بتصوير مؤيدي الرئيس الجمهوري السابق بأنهم "تهديد للديمقراطية" و"أعداء للدولة".

كما انتقد ترامب أيضا عملية التفتيش التي أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي في بيته، مقر إقامته في مارالاغو بفلوريدا يوم 8 أغسطس/آب، واصفا أياها بـ"المخزية" و"استهزاء بالعدالة".

وقال: هذا التحقيق يشكل "المثال الصارخ على التهديدات الحقيقية التي تؤثر في حرية الأميركيين"، وواحدا "من أكثر الانتهاكات المروعة للسلطة من جانب أي إدارة في التاريخ الأميركي".

تصعيد ترامب وكلامه يظهر فعليا ما كشف عنه كوشنر وهو ان ترامب ماضٍ فعلا في الترشح للانتخابات الامريكية 2024 لكن هل ينجح؟ وإذا لم ينجح هل سنشهد أحداثا مماثلة لاقتحام الكابيتول؟

اذا أراد ترامب ان يرشح نفسه مجددا فعليه بداية ان يبرئ نفسه في العديد من القضايا المرفوعة ضده بتهم الفساد والتهرب من الضرائب في المحاكم الأمريكيّة، و”سرقته” وثائق أمريكية رسميّة سرية ونقلها إلى منزله في ولاية فلوريدا خاصة إذا تأكد أنها تتعلق بأسرار نووية، وليس كما قال أمام تجمعه الانتخابي أمس.

في المقابل يجب ان لا ننسى ان ضعف الحزب الديمقراطي وزعيمه بايدن في ظل الازمات السياسية والاقتصادية الامريكية الراهنة والخروج المخزي من افغانستان، سيجعل من فرص الجمهوريين للنجاح في الانتخابات النصفية التشريعية القادمة في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل كبيرة، مع العلم ان ترامب ساهم في وصول الكثيرين من الجمهوريين، اصحاب التيار اليميني المتطرف أمثاله، الى مقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب والولايات المحلية، وهذا سيرفع من إمكانية ترشيح الحزب الجمهوري له مجددا.

ومضي ترامب في الترشح يعني مضي الديمقراطيين في محاولة إدانته ومحاكمته وهذا ما قد يحول الصراع السياسي القائم في الولايات المتحدة الى صراع في الشوارع، تماما كما كانت انتخابات عام 1860 سببا مباشرا لاندلاع حرب أهلية في امريكا وانفصال 7 ولايات، لانقول ان حربا أهلية ستندلع بسبب ترامب لكن نقول ان هناك تفككا للمجتمع الامريكي موجود وان ترامب وأمثاله يعمقونه يوما بعد يوما.