الضفة الغربية تضرب بجرأة والاحتلال يصعد دمويا في جنين

الضفة الغربية تضرب بجرأة والاحتلال يصعد دمويا في جنين
الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٠٥ بتوقيت غرينتش

عمليتان في يوم واحد (الأحد) ضربتا قوات الاحتلال الاسرائيلي، وأفقدتا الكيان توازنه على الفور، وجعلتاه يلجأ كعادته الى الرد الانتقامي مختارا جنين ما أسفر، فجر اليوم الثلاثاء، عن سقوط شهيد فلسطيني والعديد من الاصابات بعد ان أقدمت قوات الاحتلال على شن حملة اعتقالات واسعة في الضفة.

العالم - قضية اليوم

لم تمر ساعات على عملية الأغوار النوعية ضد الاحتلال الاسرائيلي يوم الأحد الماضي حتى وقعت عملية فدائية مماثلة قرب رام الله مساء اليوم نفسه أدت الى إصابة 4 جنود صهاينة، تبعها ليلة ساخنة شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة في كل من جنين، وبلدة قباطية، ومخيم العين في مدينة نابلس، ومدينة طوباس، بالتزامن مع توغل قوات الاحتلال الإسرائيلية في تلك المناطق لشن حملة اعتقالات، كان حصيلتها فجر اليوم الثلاثاء استشهاد الشاب محمد سباعنة وإصابة أكثر من 12 فلسطينيا وتفجير الاحتلال لمنزل الشهيد رعد حازم منفذ عملية تل ابيب في أبريل/ نيسان الماضي.

ومع فشل الأجهزة الأمنية والاستخبارية للاحتلال في منع عمليات المقاومة، أطلق الاحتلال حملة إعلامية للتحريض على حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، واتهامهما بأنهما تقفان خلف عمليات المقاومة، في محاولة منه لتبرير اخفاقاته أمام الجمهور الاسرائيلي من جهة، واختلاق ذريعة لشن عمليات قتل واعتقال ومصادرة للأراضي وهدم للمنازل واقتحامات واسعة، والبحث عن مقاومين أو نشطاء من جهة ثانية.

من الواضح ان حالة الغليان تتزايد في الضفة الغربية ويزداد تخوف الاحتلال من ان تتحول لانتفاضة شعبية، لذا لجأ مؤخرا الى الاعتقالات وخاصة الادارية منها (دون محاكمة)، خاصة وان سياسة الضغط الاقتصادي التي مارسها على مدار سنوات على الضفة لم تؤت أكلَها، ومع اتساع رقعة العمليات الفدائية في الضفة من الشمال الى الوسط الى الشرق يخشى الاحتلال من فقدان السيطرة على الامور وما يفعله من تصعيد دموي في "جنين" (شمال) اليوم ليس إلا محاولة لاستعراض وحشيته خوفا من توحد الجبهات واشتعال الانتفاضة التي زاد الحديث عنها داخل الكيان.

الجيل الفلسطيني الجديد لايخشى الاحتلال وأصبح يعي تماما انه لا أفق لشيء يسمى "الحل السياسي"، ويعلم أن الكيان الاسرائيلي يراوغ ويكذب حول الضفة ويعتبرها امتدادا جغرافيا له ويتحضر لضمها، ويرى هؤلاء الذين أصبحت تظاهراتهم واشتباكاتهم مع الاحتلال سواء بالحجارة او الزجاجات الحارقة شبه يومية، ان المقاومة بجميع أشكالها هي السبيل الوحيد لاستراجع الحق لأصحابه.

يعلم الاحتلال ان اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية سيُشكل خطرا يقوضه من الداخل ويهدد وجوده وينسف أمنه واستقراره خاصة وأنه على اعتاب انتخابات خامسة خلال اقل من اربع سنوات، ويعلم ان إعادة مفهوم المقاومة المسلحة من عمليات فدائية فردية إلى عمل منظم تنخرط به شرائح وتنظيمات تم تحييدها عنه منذ قرابة 17 عاما سيعني سقوطه لا محالة.