حشد أمريكي لمواجهة روسيا عسكريا والصين اقتصاديا

حشد أمريكي لمواجهة روسيا عسكريا والصين اقتصاديا
السبت ١٠ سبتمبر ٢٠٢٢ - ١٠:١١ بتوقيت غرينتش

أجرت الولايات المتحدة سلسلة اجتماعات مع وزراء من دول آسيا وجزر المحيط الهادئ في لوس أنجليس في محاولتها الثانية لتشكيل حلف يواجه الصين اقتصاديا، في وقت كشف فيه أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الجمعة، أن الناتو يحشد مئات الآلاف من قواته وعتاده المتطور في الجهة الشرقية (اي المحاذية لروسيا).

العالم - قضية اليوم

وقال ستولتنبرغ للصحفيين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في بروكسل، الجمعة: “إننا نعزز بشكل كبير وجودنا في شرق الحلف، ونضع مئات الآلاف من القوات في حالة تأهب قصوى، مدعومة بقوات جوية وبحرية كبيرة”.

وشدد ستولتنبرغ على ضرورة أن تعمل دول الناتو بشكل أكثر نشاطاً على تزويد أوكرانيا بالأسلحة من مخزونها وإنتاج أسلحة جديدة، واتى هذا بالتوازي مع كشف وزير الدفاع الامريكي خلال اجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانية عن أسلحة أمريكية إضافية لأوكرانيا تقدر قيمتها بـ675 مليون دولار، قد تغير مجرى المعارك في اوكرانيا.

وفي حين قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن حلف الناتو لا يسعى إلى المواجهة مع روسيا ولا يهددها، فإن روسيا أكدت مراراً على الطبيعة العدوانية للحلف وتركيزه على المواجهة، وإلا لما كل هذا الحشد على الحدود الروسية.
فعندما سُئل الوزير لويد أوستن بالامس في براغ خلال اجتماعه مع نظيرته التشيكية، عن إمداد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، بما في ذلك راجمات الصواريخ هيمارس البعدة المدى، رد بالتأكيد أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بكل ما يتطلب الأمر، وهذا ما يسمى تهديدا مباشرا للأراضي الروسية.

من جهته حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من أن سياسة الناتو المدمرة المتمثلة في تجاهل “الخطوط الحمراء” التي حددتها موسكو محفوفة بالمخاطر.

وأضاف: “المسار المدمر بتجاهل خطوطنا الحمراء الذي تسير عليه دول الناتو محفوف بالمخاطر.. من الواضح أن هذا ينطوي على المزيد من التصعيد وصولاً إلى صدام نووي، بما لذلك من عواقب وخيمة”.

ووفقا لاستراتيجية امريكا المتمثلة بإِشعال جميع الجبهات، وعلى صعيد مواجهة الصين اقتصاديا أجرت الولايات المتحدة سلسلة اجتماعات مع وزراء من دول آسيا وجزر المحيط الهادئ في لوس أنجليس، يوم الخميس، في ثاني محاولة أمريكية للتقرب لهذه الدول لمواجهة محاولات الصين المستمرة للتمدد بهذه المنطقة.
أمريكا تحشد لمواجهة الصين اقتصاديا وعسكريا

وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن هذا أول لقاء مباشر بين أعضاء “الإطار الاقتصادي للازدهار في المحيطين الهندي والهادئ”، وهي مبادرة أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن في أيار/مايو.

وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو قالت في مستهل القمة: إن “الوقت حان لتكون لدى الولايات المتحدة رؤية اقتصادية ملموسة في المنطقة”، مشيرة إلى أن الدول الـ14 المنضوية في الحلف تساهم في أكثر من 40 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي.

وتأمل واشنطن وضع معايير مشتركة على مستوى المنطقة، لكن من دون الترويج للوصول إلى سوقها المحلية على شكل اتفاقية تقليدية للتجارة الحرة، وتروج إدارة بايدة الى انها تأمل من خلال الشراكة التجارية الجديدة تعزيز حضورها في منطقة شعرت بأنها أُهملت في عهد سلفه دونالد ترامب.

بالتوازي مع المواجهة الاقتصادية تسعى امريكا الى تعزز تواجدها العسكري في منطقة المحيط الهادئ، حيث زار الجنرال تشارلز فلين القائد العام للجيش الأمريكي في المحيط الهادئ، الخميش موقعاً في اليابان، وتفقد وحدة الصواريخ أرض-أرض التابعة لقوات الدفاع البرية اليابانية المنتشرة في الجزيرة في كاغوشيما ، جنوب غرب اليابان.

وقال فلين في مؤتمر صحفي مشترك مع الجنرال يوشيهيد يوشيدا، رئيس أركان قوات الدفاع البرية اليابانية: إن استمرار وجود الولايات المتحدة واليابان سيساعد في ردع السلوك السيئ للدول الأخرى (في إشارة الى الصين دون تسميتها).

وذكرت التقارير اليابانية أن فلين يهدف إلى مراقبة الصين التي تكثف من تواجدها حول تايوان وبحر الصين الشرقي.

ومن الواضح ان الامور في منطقة المحيط الهادئ لاتزال أشبه بـ"حرب باردة" لكنها مؤهلة للانفجار خاصة مع استمرار الاستفزازات الامريكية للصين في تايوان، وقد تنفجر الامور كما حصل في أوكرانيا، ونرى تصعيدا عسكريا آخرا لحساب أمريكا ضحيته شعوب البلدان الأخرى، وبينما كان الشرق الاوسط منذ زمن بعيد مكان أمريكا والغرب المفضل لاشعال الصراعات اصبحت جميع القارات مكانا جيدا لأمريكا لإشعال الصراعات.