خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون..

رئيسي: منظمة شنغهاي قادرة على الوقوف بوجه السياسات الاحادية الامريكية+ فيديو

الجمعة ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:١٩ بتوقيت غرينتش

اكد الرئيس الإيراني اية الله ابراهيم رئيسي حرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على تعزيز التعاون مع دول المنطقة، مشددا على ان ايران ستكون دولة فعالة ونشطة في منظمة شنغهاي للتعاون.

العالم - ايران

وجاء ذلك خلال كلمتة له خلال انطلاق القمة الثانية والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون لبحث تعزيز الروابط الاقتصادية والتعاون في مجال الأمن والاستقرار في مدينة سمرقند باوزبكستان.

وأکد رئيسي خلال كلمته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تعزيز التعاون مع دول المنطقة قائلا إن التعاون مع دول منظمة شانغهاي من بين أولويات سياساتنا الخارجية.

وأضاف أن الأحادية الأميركية تسعى إلى إبقاء دول العالم في حالة من التخلف، داعيا المنظمة إلی اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الاقتصادية لمواجهة الأحادية الأميركية.

وتابع قائلا إن إيران تولي اهتماماً خاصاً للممرات التجارية بين شرق أوراسيا وغربها،مؤكدا أن شبكة النقل والموانئ الإيرانية في خدمة دول المنظمة.

وقال أن أعظم قدرتنا على إحلال السلام هي قدرتنا الحضارية، مؤکدا أن قارة آسيا يجب أن تبني حضارتها مرة أخرى، مضيفا أن منظمة شنغهاي للتعاون، التي هي رمز لهذه "الأسرة الكبيرة من الحضارات" ، تقف الآن في موقف يمكنها بناء آفاق جديدة لزيادة التعاون الإقليمي والتعاون من أجل إرساء الأمن على أساس خصائصه الفريدة مثل العدالة والروحانية واحترام الكرامة الإنسانية.

واكد إن تحقيق أقصی قدر من التفاعل والاتصال مع دول المنطقة، ومنها الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، والتواجد الفعال في الترتيبات الإقليمية والدولية، يقع على رأس السياسة الخارجية للجمهورية الإسلاميةالایرانیة.

وأضاف أن إيران تلعب دورًا مهمًا في ضمان الاستقرار والأمن في المنطقة، لا سيما في التعامل مع الإرهاب التكفيري والتطرف وتهريب المخدرات وأشكال أخرى من الجريمة المنظمة الدولية، فضلًا عن استضافة ملايين اللاجئين من دول الجوار، لافتا الى أن إيران لديها استراتيجية "تعميق وتعزيز التعددية الاقتصادية" على جدول أعمالها.

وتابع أن الأحادية الأميركية تسعى إلى إبقاء دول العالم في حالة من التخلف، داعيا المنظمة إلی اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الاقتصادية ومنها تشكيل التجارة المستدامة بين أعضاء لمواجهة الأحادية الأميركية.

وقال أن تشكيل التجارة المستدامة يتطلب التطوير المشترك للبنى التحتية في مجال التبادلات المالية وتبادل السلع وتبادل البيانات بين البلدان.

وأوضح أن وجود نقاط الضعف في البنية التحتية يمكن أن تعيق التطور السريع للتجارة بين أعضاء المنظمة، داعيا إلی إعطاء الأولوية لتمويل المشاريع اللوجستية والميسرة للتجارة في المنظمة للتغلب على هذا التحدي في مجال البنية التحتية المالية.

وأعرب عن رغبته في الاهتمام بالمجالات الهامة کالمواصلات وأمن الطاقة باعتبارهما مجالين رئيسيين ومهمين لمنظمة شنغهاي للتعاون وقال إن البنية التحتية في مجال الترانزيت بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون ليست واسعة النطاق على الرغم من تمتع المنظمة من الإمكانات والقدرات الكبيرة.

وتابع أن إيران تولي اهتماماً خاصاً للمرات التجارية بين شرق أوراسيا وغربها وأن شبكة النقل والموانئ الإيرانية في خدمة دول المنظمة، مؤكدا أن تشكيل "الترانزيت المستدام" يستدعي تعاونًا متعدد الأطراف من الأعضاء في تطوير البنية التحتية في هذا المجال.

وقال : ان الجمهورية الإسلامية الايرانية تعلن عن استعدادها لاستضافة أمانة منظمة شنغهاي للتعاون في القطاع الصحي نظرًا لأهمية الصحة في عالم اليوم ومكانة دبلوماسية الصحة في تآزر الحكومات في مجال خدمة الأمم وتدعو وزراء الدول الأعضاء لعقد الاجتماع الأول لمنظمة شنغهاي في مجال الصحة في ديسمبر المقبل.

وصرح إن مالكي أكبر احتياطيات الطاقة في العالم والاقتصادات الرئيسية المستهلكة للطاقة موجودون في منظمة شنغهاي للتعاون وتتمتع الدول الأعضاء الأخرى أيضًا بمزايا كبيرة في نقل الطاقة بين مراكز الإنتاج ومراكز الاستهلاك، قائلا: إن هذا الأمر يوفر الأرضية لتعزيز التعاون الفعال المتنوع بين الدول الأعضاء بالمنظمة في مجالات کالطاقة وإنشاء أسواق الكهرباء وربطها بسوق شبكات الكهرباء الأخرى الموجودة بمنظمة إيكو للتعاون الاقتصادي ECO ، وكذلك التعاون في تلبية احتياجات النفط والغاز للدول الأعضاء.

وأضاف: سيساهم التقارب بين الدول الأعضاء في مجال الطاقة بشكل كبير في تعزيز التنمية الاقتصادية وخفض التكاليف المتعلقة بالاقتصاد وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها، معربا عن استعداد إيران للعب دور فعال في مجال الطاقة بهدف التخفيف من مخاوف الأعضاء في ضمان أمن إمدادات الطاقة بالاستخدام قدراتها الفريدة کقربها من أكبر حقلي نفط وهيدروكربون في العالم ، أي الخليج الفارسي وبحر الخز وتمتعها من شبكة نقل النفط والغاز والقوى العاملة الخبيرة وموقعه المناسب من حيث الترانزيت.

وحول محاولة الولايات المتحدة الأمريكية لزعزعة أمن المنطقة قال رئيسي أن منطقتنا ذاقت طعم التدخل الأجنبي خلال السنوات الماضية وأميركا لم تتعلم من درسها في أفغانستان بل تسعى إلى زعزعة الأمن في المنطقة، مضيفا : أن إيران تعتقد أن السلم المستدام في أفغانستان يمكن تحقيقه عبر تشكيل حكومة متعددة الأطياف.

ودعا إلی تشكيل النموذج الأمني الجديد في آسيا على أساس التنمية المشتركة وتعزيز التعددية دون تدخل القوى الأجنبية بهدف تنفيذ إجراءات جماعية للتعامل مع التحديات التي تواجه السلام والتنمية.

وقال : إن إيران كدولة لديها أسس أيديولوجية وثقافية غنية ضد التطرف والإرهاب التكفيري وأثبتت بنجاح قدرتها وكفاءتها في هذا المجال، تعتقد أن الدول التي ترعى الإرهاب، يجب ألا تلعب دورًا في إنتاج الأعراف والأنظمة الدولية في مكافحة الإرهاب.

وقال: على الدول أن تتعلم من تجارب مثل أفغانستان وسوريا وتجنب تكرارها، مضيفا إن اتباع سياسات الناتو بأي شكل من الأشكال يشكل تهديدًا لمناطق مختلفة من العالم.

وتابع قائلا أن الاستقرار واستتباب الأمن في القوقاز وأفغانستان مهم جداً بالنسبة إلى إيران ونحن نرفض أي تغيير في الحدود المعترف بها بين جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا، داعيا الأطراف المتنازعة إلی حل خلافاتهم من خلال الحوار السلمي على أساس القانون الدولي.

وأكد أن إيران تحمي مصالحها الوطنية وأمنها والمنطقة، وتعلن استعدادها للمساعدة في حل الخلافات بين هذين البلدين الجارين.

واعتبر توقيع مذكرة الترتيبات الخاصة بانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون وحصولها علی العضوية الرسمية في المنظمة خطوتين مهمتين في مجال السياسة الإقليمية والدولية للبلاد، معربا عن ثقته في أن هذه العضوية سيتم تسجيلها كأحد التطورات المهمة في تاريخ هذه المنظمة مع الحضور النشط والفعال لإيران في أنشطة منظمة شنغهاي للتعاون.

وفي ختام كلمته قال رئيس الجمهورية: أسأل الله التوفيق لهذا الاجتماع المهم، والازدهار والرفاهية للدول الأعضاء في المنظمة وأعبر مرة أخرى عن تعاطفي وتضامني مع باكستان شعبا وحكومتا في حوادث الفيضانات الأخيرة في هذا البلد، كما أتقدم بخالص الشكر لجهود رئيس أوزبكستان ومسؤوليها لعقد هذا الاجتماع بنجاح.

يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون، هي أكبر منظمة إقليمية في العالم، بحضور قادة خمسة عشر دولة عضو؛ قمة يبدو أنها ستشكل بداية حقبة جديدة في أنشطة المنظمة.

حيث من المتوقع أن تتخذ القمة قرارات هامة في ظل أوضاع إقليمية ودولية مضطربة، أوضاع قد تفرض على المنظمة أخذ دورها في مواجهة التحديات، عبر تعاون اقليمي شامل.