أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة..

محمود عباس: 'اسرائيل' شكلت منظمات ارهابية لقتل الفلسطينيين

الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٣:١٦ بتوقيت غرينتش

قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نتعامل مع "اسرائيل" كدولة احتلال وندعو المجتمع الدولي الى التعامل معها بهذا الشكل و"اسرائيل" شكلت منظمات ارهابية لقتل الفلسطينيين.

العلم - فلسطين

وفي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك: قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: اتحدى أميركا أن تحاسب أو تعاقب قتلة الصحافية شيرين أبو عاقلة رغم انها تمتلك الجنسية الأميركية.

من جانب اخر، أكّد رئيس السلطة الفلسطينية أن "اسرائيل" تعطل الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية وتسن قوانين الفصل العنصري ومع ذلك تفلت من المساءلة والعقاب.

وقال عباس، إن "إسرائيل" دمرت أوسلو وتسعى لتدمير حل الدولتين، وهو ما يثبت أنها لا تؤمن بالسلام بل بفرض الأمر الواقع بالعدوان.

وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية خلال كلمته في أعمال الدورة الـ77 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه لا يوجد شريك حقيقي يمكن الحديث معه وهذا ما يجعل العلاقة بين احتلال وشعب محتل.

وأشار إلى السلطة لن تتعامل مع "إسرائيل" على أساس أنها دولة محتلة، مطالبًا المجتمع الدولي بالتعامل معها على هذا الأساس.

وأوضح عباس، أن "إسرائيل" تقوم بحملة مسعورة لمصادرة أراضينا وزرعها بالمستوطنات الاستعمارية ونهب مواردنا وكأنها أرض فارغة بدون أصحاب كما فعلت عام 1948، مشيرًا إلى أنها تقوم بإطلاق يد المستوطنين الإرهابيين لقتل أبناء شعبنا وسرقة اراضيهم ومياههم ويحرقون بيوتهم

واستعرض أمام الحضور، صورًا لمواطنين فلسطينيين تجبرهم "إسرائيل" على هدم منازلهم ذاتيًا أو فرض غرامة مالية عليهم، لافتًا أن "إسرائيل" سمحت بتشكيل مجموعات ارهابية تعتدي على الفلسطينيين وتنادي بطردهم.

وتابع عباس: "شبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن وأمناء الهيكل وغيرها من بين تلك المجموعات الإرهابية ويقودها أعضاء في الكنيست الإسرائيلي".

وحول فرض المناهج الإسرائيلية المحرفة في القدس المحتلة، قال: "إسرائيل تقوم بفرض مناهج مزيفة وتحاول فرضها على طلابنا ليتعلموا كما تريده، ونحن لن نسمح بذلك، وهي بذلك تخرق القانون الدولي".

وبشأن الانتخابات، أكد أن "إسرائيل" تعطل الانتخابات الفلسطينية وتحرم المقدسيين من ذلك كما فعلت في انتخابات سابقة.

وأشار: "نحن جاهزون لإجراء الانتخابات وأصدرنا المراسيم و"إسرائيل" منعتنا، مبينًا ان السلطة لم تلغي الانتخابات ولكن جرى التأجيل فقط حين تسمح "إسرائيل"، أو أن يأمرها البعض بالسماح بإجرائها وحينها سنجريها.

ووصف عباس "إسرائيل" بأنها نظام ابرتايد "تمييز عنصري"، لافتًا أنها تخرق القانون الدولي ولكن لا تعاقب وهناك من يحميها.

وقال، إن الأمم المتحدة والمتنفذون فيها هم من يحمون "إسرائيل" من العقاب، مبينًا أن هناك معايير مزدوجة تطبق عندما يتعلق الأمر بـ"إسرائيل".

وعن إغلاق المؤسسات الحقوقية في الضفة المحتلة، قال: "إسرائيل لم تتورع مؤخرًا بإغلاق 6 منظمات حقوقية، تحاول أن تطبق القانون وهي تعمل ضدنا أيضًا إن أخطأنا، ولكن "إسرائيل" فجأة تعتبرها منظمات إرهابية وتقتحم مكاتبها وتعيث في الأرض فسادًا في هذه المكاتب وتأخذ وثائقها وتحرقها وتفعل ما تريد والعالم كله يقول هذا خطأ إلا إسرائيل تقول هوا الصح".

وأشار إلى أن "إسرائيل" منذ نشأتها ارتكبت جرائم وحشية بحق شعبنا، حين دمرت 529 قرية فلسطينية، وطردت سكانها خلال وبعد حرب 48 وهجرت 950 ألف فلسطيني لاجئ أي نصف السكان الفلسطينيين في ذاك الوقت.

وأردف: "إسرائيل ارتكبت منذ عام 1948 أكثر من 50 مجزرة ومذبحة"، مشيرًا إلى أن آخر مذابح "إسرائيل" الاعتداء على غزة بالصواريخ، لـ 77 طفلًا قتلوا في مجازر "إسرائيل" بغزة، رافعًا صور أطفال استشهدوا في الحرب الأخيرة على غزة.

وطالب عباس، "إسرائيل" بالاعتراف عن مسؤوليتها عن تدمير القرى وارتكاب المجازر والمذابح وتهجير الفلسطينيين، والاعتذار من شعبنا وتحمل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والمادية.

كما أكد عباس، أن السلطة ستتوجه للمحكمة الجنائية ولجميع محاكم العالم لمطالبة "إسرائيل" بتحمل مسؤولياتها تجاه تلك المجازر.

وتساءل رئيس السلطة: "لماذا نتحمل نحن ونبقى تحت الاحتلال؟ شو ناقصين حتى يحتلونا أن يقتلونا أو ينهبوا خيراتنا..؟ المطر اللي بينزل علينا بياخدوا وبيبيعونا إياه".

وشدد عباس قائلًا: "لن نقبل أن نبقى الطرف الوحيد الذي يلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل عام 1993 (أوسلو) . هي اتفاقيات لم تعد باقية على أرض الواقع".

كما بيّن أن "إسرائيل" تقوم بأعمال أحادية مناقضة اتفاقيات أوسلو، ونحن لن نفعل ذلك/ ولكن إلى متى سنبقى ملتزمين لوحدنا بها، لذلك أصبح لزاما علينا للبحث عن وسائل أخرى للحصول على حقوقنا وتحقيق السلام، بما في ذلك تنفيذ القرارات التي اتخذتها مجالسنا وهيئاتنا الوطنية.

وتابع: "إننا نقدم على اتخاذ هذه القرارات من أجل الحفاظ على حقوقنا ووجودنا في وطننا تحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والتي ينضوي تحت قيادتها جميع أبناء شعبنا في كل مكان بالعالم".

ودعا عباس الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب وحمايته، مشيرًا إلى أن بعض الدول شريكة جاهزة في إصدار القرارات التي تسببت بنكبة فلسطين مثل وعد بلفور.

وأكد أن تلك الدول تتحمل المسؤولية مع "إسرائيل" محنة الشعب الفلسطيني، مطالبًا بريطانيا وأميركا و"إسرائيل" بالاعتراف بمسؤولياتها عن هذا الجرم الكبير الذي ارتكب بحق شعبنا، والاعتذار وتقديم التعويضات لشعبنا التي يقررها القانون الدولي.

وجدد عباس مطالبته بالحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة والعمل الحثيث على وضع خطة دولية لإنهاء الاحتلال، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، استنادًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وتابع عباس: "استمعت أمس لخطاب بايدن ولابيد وغيرهم بشأن حل الدولتين، وسعدت بذلك، مستدركًا: "لكن الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف هو جلوس الاحتلال الإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات فورًا".

ودعا حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" لوقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تدمر حل الدولتين.

وأردف: "إنني فخور بأنني أمضيت عقودًا عدة من عمري وأنا أناضل مع إخوتي من قادة الشعب الفلسطيني منهم من قضى ومنهم من ينتظر، من أجل الحفاظ على حقوق شعبنا البطل والشجاع الذي ضرب أروع نموذج البطولة والفداء، رغم الضغوطات التي تمارس علينا وعلى شعبنا، ولكن حافظنا على قرارنا الوطني المستقل وهذا من حقنا"

كما أكد عباس، على التمسك بالثوابت الوطنية، مجددًا الرفض لتلقي أي تعليمات أو أوامر من أي جهة في العالم.

وفي ملف الأسرى، قال عباس: "أسرانا تعجز الكلمات عن وصفهم، هم شهداء أحياء، هم أبطال وقادة وستظل حريتهم أمانة في أعناقنا ولن نتركهم حتى ينال حريتهم، ولن نترك أبنائهم وبناتهم وأسرهم، كما عرض صور اعتقال الاحتلال لأطفال فلسطينيين، مضيفًا: "هناك عشرات الألوف من الأطفال في السجون، أي قانون دولي يقبل بذلك..؟".

كما عرض عباس صورة للأسير ناصر أبو حميد، معلقًا: "إنه ينتظر الموت في كل لحظة، دعوا والدته تراه، لماذا تسمحوا لوالدته أم الشهداء بأن تراه، أم ناصر أبو حميد أم الشهداء والأسرى، كل ما تريده أن ترى ابنها، في أي دين هذا وفي أي شرع هذا.

ووجه عباس التحية لوالدة ناصر أبو حميد، مبديًا أسفه لرفض الاحتلال رؤية ابنها لدقيقة واحدة وهو يصارع الموت بسبب الإهمال الطبي.