أعمال الشغب في ايران تصل الى محطة الاحتجاج بإطلاق الابواق

أعمال الشغب في ايران تصل الى محطة الاحتجاج بإطلاق الابواق
الأربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه


الخبر:

بعد مرور 12 يوما على بدء أعمال الشغب في إيران، وفي الظروف التي انخفضت وتيرة العنف المفروض على الاضطرابات في الأيام الأخيرة، تحاول وسائل الإعلام التابعة للسعودية أن تنفخ في نار الاضطرابات بكامل طاقاتها.


التحليل:

ليس من قبيل المبالغة، أن نقول أن في الأحداث الأخيرة مثلت قناة (بي بي سي) الناطقة بالفارسية و(إيران إينترنشنال) الدولية الوسائل الإعلام المناوئة لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في قيادة أعمال الشغب.

وكانت هاتان الوسيلتان الإعلاميتان مسؤولتين بشكل خاص عن توفير العتاد الإعلامي والدعائي لوسائل الإعلام الأجنبية المناوئة.

- وبينما الهدوء سائد في البلاد لم تتوقف وسائل الإعلام السعودية عن نشر الأخبار والعتاد الإعلامي من جانب الإعلام التابع لها فحسب إنما تحاول إظهار الأوضاع في إيران غير مستقرة وغير آمنة .

- والشاهد على هذه القضية هو أنه بينما لا توجد أخبار أو تقارير عن حدوث أعمال شغب بشكل خاص خلال الـ24 ساعة الماضية، وبينما اكتفت قناة (إيران اينترنشنال) ببث مشهد أو اثنين من مشاهد إطلاق أبواق السيارات أو مسيرات سلمية في جامعة أو اثنتين، يبدو أن قناة 'العربية' و'الحدث' ما زالتا عالقتين في الأيام الأولى لأحداث الشغب وتحاولان اتباع نفس النهج في خلق مشاهد جديدة من أعمال الشغب وحقنها في الجمهور.

- وتصر وسائل الإعلام السعودية هذا اتباع هذا النهج بينما يعرب مسؤولون سعوديون عن تفاؤلهم بشأن استئناف العلاقات مع إيران في الأيام الأخيرة .

ويشير هذا السلوك المزدوج، قبل أي شيء، إلى أن القادة السعوديين يدركون أفضل وأكثر من غيرهم عدم جدوى اعمال الشغب في إيران لكن في نفس الوقت لا يريدون تفويت الفرص ولو صغيرة في العداء ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل غير مباشر ومن خلال وسائل إعلامهم.

-على کل حال ستمر هذه الأيام الحافلة بالأحداث وسيبقى السجل الأسود لوسائل الإعلام السعودية هذه في تواصلها انعكاس الأحداث في إيران وفي المقابل عدم انعكاسها لأخبار الأيدي الملطخة بالدماء للحكام السعوديين واستشهاد الشخصيات السعودية مثل الشيخ نمر النمر، وإعدام 81 شخصا في يوم واحد، والتمثيل بجثة خاشقجي في وضح النهار وغيرها من الأعمال الإجرامية...

- ولن تنسى الضمائر المستيقظة والرأي العام العالمي ازدواجية هذه الوسائل الإعلامية في التعامل مع الأحداث المختلفة.

- وفي المؤامرة المركبة الأخيرة، وضعت وسائل الإعلام السعودية على أجندتها المشتركة الهجوم السيبراني على البنية التحتية الإيرانية، وتشجيع المتظاهرين على ارتكاب أعمال عنف ، وتجهيز مثيري الشغب بالأسلحة ، وتحريض الرأي العام على مدار الـ24 ساعة للنزول إلى الشوارع، وأخيراً محاولة تعبئة المشاهير والنجوم سواء في الداخل أو الخارج لصب الزيت على النار خلال أعمال الشعب.

لكن النتيجة الوحيدة لهذه المحاولات كانت وصول هذه السيناريوهات الإعلانية البالية إلى طريق مسدود وهو محطة الاحتجاج بإطلاق أبواق السيارات.

-ويرى الخبراء الإعلاميون أن وسائل الإعلام السعودية، وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تجنبت بشدة التركيز على أعداد قتلى الحوادث الأخيرة في إيران خلافا للأحداث السابقة.

فهل يعني ذلك أنهما يصران على تحريض المزيد من الناس وتشجيعهم على النزول إلى الشوارع بتجنبهما نشر عدد القتلى، وهل حياة الإيرانيين تهمهما أصلا؟

والمثير للاهتمام في الاضطرابات الأخيرة، كانت جهود هذه الوسائل الإعلامية وأنصارها في الدول الغربية وفي الكيان العبري لمهاجمة الإسلام.

وبالطبع ، كانت هذه المؤامرة تستهدف "الإسلام السياسي" وليس الإسلام العادي. الإسلام الذي ينافس المحور الغربي- العربي- العبري بشكل جاد ولم يستسلم حتى اللحظة في ساحة المعركة أمام هذا المحور الثلاثي المشؤوم.