الإحتلال يوظف المستوطنين لاقتحامات الأقصى 'مقابل المال'

الإحتلال يوظف المستوطنين لاقتحامات الأقصى 'مقابل المال'
الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٢:٠١ بتوقيت غرينتش

تُوظف حكومة الاحتلال وتُقدم كل أشكال الدعم المالي والسياسي للجمعيات الاستيطانية المتطرفة، بغية تنفيذ أجندتها وأطماعها بحق المسجد الأقصى المبارك، عبر اقتحامه وتدنيسه يوميًا، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في حائط البراق غربي المسجد.

العالم - الإحتلال

ودائما ما تُقدم حكومة الاحتلال مكافآت وامتيازات للمستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى، وتدفع رواتب شهرية للكثير من المتدينين اليهود الذين لا يعملون، مقابل أداء الصلوات التلمودية في حائط البراق، واقتحام المسجد المبارك.

ومنذ عام 2003، بدأت اقتحامات المتطرفين للأقصى من باب المغاربة، بقرار قضائي من محكمة الاحتلال، فانطلقوا بالاقتحامات الفردية ثم الجماعية عام 2006، حتى تطورت ووصل الحال الآن إلى تأدية صلوات تلمودية علنية في ساحاته، ومحاولات لنفخ البوق ورفع علم كيانهم، وإدخال "القرابين"، وارتداء زي الكهنة.

ولا يكاد يمر يوم، عدا الجمعة والسبت، إلا ويشهد المسجد الأقصى اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين وشرطة الاحتلال، تتصاعد وتيرتها فترة الأعياد اليهودية، في محاولة لاستغلالها من أجل فرض واقع جديد بالمسجد وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

ويتصاعد النفوذ البرلماني للجماعات اليهودية المتطرفة في حكومة الاحتلال، والمكاسب التي يمكن أن تُحققها في ظل حكومة يمينية متطرفة، إذ تستغل قضية استهداف الأقصى، والدعوات لاقتحامه وإدخال "الأدوات المقدسة" إليه، تمهيدًا لبناء "الهيكل" المزعوم مكانه، مع اقتراب انتخابات الكنيست المقررة الشهر المقبل.

وتعتبر جماعة "إحياء الهيكل" من أبرز الجماعات الدينية المتطرفة التي تتربص بالأقصى، وهي الأكثر تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وهي تُمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه "جبل الهيكل"، ويتزعمها الحاخام "هليل وايز".

ويقول المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي:"إن هناك جمعيات استيطانية متطرفة تعمل بشكل حثيث من أجل جمع التبرعات المالية، وبدعم رسمي من حكومة الاحتلال لأجل فقط اقتحام المسجد الأقصى وحائط البراق، وأداء طقوسهم وصلوتهم التلمودية هناك".

ويشير الهدمي إلى أن هذه الأموال يتم توظيفها رُغم الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة القدس، والتي يستخدمها الاحتلال في إطار الحرب على ما يصفه بـ"الإرهاب".

ويضيف: "بما أن هذه الأموال تُوظف في اقتحامات الأقصى وتدنيسه، وتهويد المدينة المقدسة، والاعتداء على المقدسات، لذلك تغض سلطات الاحتلال النظر عنها، وتسمح بها ولا تعتبرها في إطار الإرهاب".

في المقابل؛ -يضيف الهدمي: "لو كانت هذه الأموال تُصرف لمرابطين فلسطينيين بالمسجد الأقصى، فإن الاحتلال سيحارب المؤسسات القائمة على صرفها، وعلى دعم هؤلاء المرابطين، وبالتالي سيتم تجفيف منابعها، وملاحقة القائمين عليها".

ويتابع: أن "هذه الخطوة تشكل خرقًا لقداسة الأقصى الإسلامية، وانتهاكًا صارخًا لحرمته، في محاولة إسرائيلية لفرض سيادته وسيطرته على المسجد المبارك، وتغيير واقعه الديني والتاريخي".

ويشير إلى أن "جماعات الهيكل" عرضت مكافآت مالية لكل مستوطن يتمكن من إدخال "القربان" للأقصى، وينفخ بالبوق داخله، وهذا يعبر عن "استماتة الاحتلال في العمل وتطوير ما يجري داخل المسجد".

وبنظر الهدمي، فإن" هناك دعما ماليا صهيونيا واضحا لتلك الجماعات الاستيطانية، في وقت تتغاضى فيه حكومة الاحتلال عن هذا الدعم الذي يشكل خرقًا فاضحا للقانون، نظرا لأن هذه الجماعات تنفذ أجندتها واستراتيجيتها وأطماعها بحق الأقصى.

ورصدت "جماعات الهيكل" المزعوم مكافآت مالية بقيمة 500 شيكل لكل مستوطن مقتحم ينفخ البوق ويتمكن من إدخال "القرابين النباتية" للأقصى في عيد "العرش"، خلال الفترة ما بين10-17 أكتوبر الجاري.

ويحذر الناشط المقدسي من خطورة الاقتحامات ودعم هؤلاء المتطرفين ماديا ومعنويا، مبينا أن "مثل هذه الأعمال تؤدي للإخلال بالنظام، وربما لاندلاع مواجهة عنيفة ليس فقط داخل المسجد الأقصى، ومدينة القدس، وإنما في فلسطين المحتلة".

ويلفت إلى أن المستوطنين يتلقون كلك تسهيلات ومكافآت مالية لأجل العيش داخل البؤر الاستيطانية التي يتم الاستيلاء عليها من بيوت المقدسيين، وتُوفر لهم حكومة الاحتلال كل الامتيازات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدعم المالي من أجل تشجيع الاستيطان في المدينة المحتلة.

ويؤكد الهدمي أن الاحتلال يستخدم كافة الوسائل والإمكانات للسيطرة على الشعب الفلسطيني وحقوقه، لكن ثبات وصمود أهل القدس يُفشل كل مخططاته في حسم المعركة، والوصول لمرحلة يتم فيها القضاء على أبناء شعبنا في المدينة.

وفي سنوات ماضية، أطلقت "منظمات الهيكل" حملة إلكترونية لجمع تبرعات عالمية تحت عنوان "أنقذوا جبل الهيكل"، في إشارة للمسجد الأقصى، وذلك من خلال تكثيف الاقتحامات وتدنيس المسجد، في خطوة خطيرة تهدف لفرض السيطرة المطلقة عليه.