كيف سترد موسكو على تفجير ’جسر القرم’ ؟

كيف سترد موسكو على تفجير ’جسر القرم’ ؟
السبت ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٢٩ بتوقيت غرينتش

فيما وصف مستشار الرئيس الأوكراني "ميخايلو بودولياك" التفجير الذي استهدف "جسر كيرتش" الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا بـ "البداية"، أكد مجلس الدوما الروسي الهجوم بإنه إعلان حرب بلا قواعد.

العالم - يقال ان

ان عملية تفجير "جسر كيرتش" تعتبر انعطافة خطرة في الحرب الروسية الاوكرانية وهو التوجه من العمليات العسكرية الى العمليات الارهابية، كما حدث بداية في موسكو عندما تم تنفيذ عملية اغتيال فاشلة للمفكر الروسي ألكسندر دوغين بتفخيخ سيارته والتي ادت الى مقتل ابنته داريا، مرورا في حادثة تفجير انابيب الغاز نوردستريم واليوم نرى هذا التوجه الى استهداف منشأت حيوية مدنية ليس لها علاقة في العمليات العسكرية.

أوليغ موروزوف نائب رئيس مجلس الدوما قال في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية "إن حربا خفية تشن على روسيا، وإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ مدة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد بل هو إعلان حرب بلا قواعد"، بدوره أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما أن "رد فعل أوكرانيا على تفجير جسر القرم لا يترك أدنى شك بتورطها في الهجوم"، ملوحا بأن الرد على التفجير "يجب أن يكون قاسيا وليس بالضرورة في الجبهة".

هذه العملية ليست بالعملية السهلة ويمكن ان يكون لها عواقب وخيمة لانه يبدو ان كل الاخبار التي كانت سابقا تتناقلها وكالات الانباء وتعلن عنها الولايات المتحدة الامريكية عن اتهام روسيا بانها ستستخدم قنابل نووية او اسلحة تكتيكية جديدة يبدو انها كانت تحضر لضربات يمكن لها ان تؤثر على البنى التحتية في روسيا وهي بمثابة استنزاف لروسيا.

ان تفجير "جسر كيرتش" لا يمكن ان يمر مرور الكرام ويمكن لاستراتيجية العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا ان تتغير لذلك فيمكن ان تتحول من عملية عسكرية خاصة الى عملية مكافحة الارهاب او يمكن ان تعلن روسيا بانها حرب شاملة لان الاعتداء على الارضي الروسية حسب القانون الروسي وتدمير بنى تحتية يعني اعلان حرب ضد روسيا.

من حق روسيا ان ترد على هذه العملية وعلى هذا الهجوم الارهابي ولكن حتى الان نرى ان روسيا متريثة بالرد وتقوم بدراسة الاوضاع وما هو سبب الانفجار لكن كل الدلائل تشير الى انه عملية تخريبية تقف وراءها المخابرات الاوكرانية.

هذا تحول كبير في سير العمليات العسكرية ويمكن ان نشهد تصعيدا خطيرا وخاصة ان عمليات التعبئة مستمرة الان في روسيا واصبحت على اهبة الاستعداد لارسال اعداد كبيرة من المتطوعين الى جبهات القتال.

الولايات المتحدة ليست بمنأى عن الحرب الروسية الاوكرانية وهي تعلم اكثر من غيرها عن مسار هذه الحرب لان هي التي تديرها وهي التي تقوم بالتحريض والدعم المالي، يضاف الى ما سبق ان عملية تفجير الجسر الارهابية لايمكن ان تتم وتنفذ دون علم الولايات المتحدة الامريكية وهنا الشي الخطير.

مراقبون رأوا ان السلطات الاوكرانية هي من تقف وراء هذا الحادث وهذه كانت مبنية على تهديدات مباشرة من قبل ساسيين وايضا عسكريين قبل عدة اشهر، ويضاف اليها ما قاله ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني بأن تفجير جسر القرم هو "البداية ويجب تدمير كل شيء غير شرعي"، مضيفا "ان كل شيء سرقته روسيا من أوكرانيا يجب استعادته.. ويجب طردها من كل المناطق التي احتلتها".

المؤشرات تشير الى ان روسيا يمكنها ان ترد وتوسع ردها ون المتوقع اذا ما تم التأكد من ان هناك مشاركة مباشرة من قبل قوات الناتو او اي قوات اخرى ان يكون الرد الروسي خارج الاراضي الاوكرانية، وروسيا يمكن ان تعيد النظر في عمليتها بقصف كل البنى التحتية في اوكرانيا وخاصة كل المعابر والممرات التي توصل اوكرانيا مع دول حلف "الناتو".