الاحتلال مازال يبحث عن منفذ عملية شعفاط ويهدد بشن عملية عسكرية في الضفة

الاحتلال مازال يبحث عن منفذ عملية شعفاط ويهدد بشن عملية عسكرية في الضفة
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٨:٢٣ بتوقيت غرينتش

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مطاردة منفذ عملية إطلاق النار قرب حاجز شعفاط شماليّ القدس المحتلة، التي أدت إلى مقتل مجندة إصهيونية، وفق إعلان جيش الاحتلال، فجر اليوم الأحد. وأفادت شرطة الاحتلال بأنها اعتقلت ثلاثة فلسطينيين، أحدهم قالت إنه نقل منفذ العملية إلى مكان إطلاق النار.

العالم - الإحتلال

وأعلن قائد شرطة القدس دورون ترجمان، أنّ قوات الاحتلال تعرفت إلى هوية منفذ العملية، وأنها تجري عمليات مطاردة لاعتقاله.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنّ قوات كبيرة اقتحمت مخيم شعفاط، واعتقلت عدداً من أهالي منفذ العملية. واقتحمت قوات الاحتلال أحياء بيت حنينا وعناتا.

بموازاة ذلك، أشار متحدث باسم مستشفى هداسا في القدس المحتلة، إلى أنّ وضع الحارس الآخر الذي أصيب في العملية لا يزال حرجاً، إضافة إلى وجود مصابين آخرين.

وتتواصل حالة التأهب والاستنفار العالية التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما يُنتظَر أن يعاد في الرابعة من بعد ظهر اليوم فرض الإغلاق التام على الضفة الغربية المحتلة، ومعابر غزة، بمناسبة عيد العرش اليهودي.

وقالت المراسلة العسكرية كرميلا منشه، إنّ الجيش دفع بقوات معززة لتأمين امتداد خط التماس بين أراضي الضفة الغربية المحتلة وأراضي الـ48.

من جهة ثانية، يستمر رفع حالة التأهب العليا على الحدود الشمالية مع لبنان، تحسّباً لتصعيد محتمل من قبل المقاومة الاسلامية في لبنان "حزب الله"، على خلفية المصاعب التي تواجه المفاوضات غير المباشرة مع لبنان لترسيم الحدود البحرية، من جهة، وبدء الكيان الإسرائيلي اليوم، تجريب تفعيل منصة استخراج الغاز من حقل كاريش.

وأكدت مصادر محلية أنّ الاحتلال وسّع من عمليات البحث عن منفذ عملية حاجز شعفاط باتجاه مدينة القدس، والضواحي المحيطة بها، ولا سيما في الطور ورأس العامود، حيث ترجح قوات الاحتلال أن يكون منفذ الهجوم قد فرّ بمركبة كانت في انتظاره، واستعانت قوات الاحتلال بطائرة مسيرة ووحدات من المستعربين في عمليات البحث والتمشيط.

في ذات الوقت، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، مخيم شعفاط، مطلقة وابلاً كثيفاً من قنابل الغاز المسيل للدموع، بينما ردّ الشبان بإطلاق المفرقعات النارية باتجاه قوات الاحتلال.

ومن جانب آخر، أفادت مصادر محلية، في بلدة عناتا المجاورة للمخيم، باعتقال وحدة المستعربين 4 شبان على المدخل الشمالي الرئيسي في البلدة.

وقالت مصادر محلية، في ضاحية السلام المتاخمة لمخيم شعفاط شماليّ القدس المحتلة، إنّ قوات الاحتلال اعتقلت 4 فلسطينيين من عائلة واحدة، هم أب وزوجته ونجله وقريب للعائلة، من دون أن تتضح أسباب الاعتقال.

وزير الأمن الداخلي الصهيوني: نقترب من تنفيذ عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة

في الأثناء، قال مايسمى وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، في مقابلة إذاعية، صباح اليوم الأحد، إنّ الجيش يعمل بتنسيق تام مع جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، زاعماً أنّ "منفذ العملية سيعتقل في نهاية الأمر مثلما اعتقل شركاؤه الثلاثة سابقاً"، مضيفاً: "قد يستغرق ذلك ساعات، وقد يستغرق عدة أيام، لكن في النهاية سيتم الأمر".

ولفت بارليف إلى أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها منفذو العمليات من الشطر الشرقي المحتل من القدس عام 67، مضيفاً أنّ "قوات الأمن والشرطة في حالة استنفار عالية بفعل الأعياد اليهودية، حيث تنتشر قوات كبيرة في المدينة".

إلى ذلك، قال بارليف رداً على استمرار حالة الغليان وازدياد العمليات الفدائية ضد الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة: "إننا نبذل أقصى جهد لتفادي عملية (يقصد اجتياحاً برياً واسعاً) في الضفة الغربية، لكن لا يوجد شك في أنّ الأحداث التي تقع في الأسابيع الأخيرة، هي بزخم كبير. نحن نبذل جهودنا، لكن إذا لم يكن كافياً سنضطر إلى شنّ عملية واسعة شماليّ الضفة الغربية".

وزعم بارليف أنه عدا عن عملية أمس، فإنّ قوات الاحتلال تنجح في الوصول واعتقال من تسميهم "قنابل موقوتة" في جنين ونابلس. وقال: "نحن نقترب من حملة عسكرية، لم يحن موعدها بعد، يجب أن نواصل العمليات وفحص الأمور واتخاذ القرارات".

وكانت سلطات الاحتلال قد بدأت، منذ مارس/آذار الماضي، حملة واسعة بحق الفلسطينيين أطلق عليها اسم "كاسر الأمواج"، وذلك في سبيل التصدي ووقف العمليات في الضفة الغربية، وقد أدت إلى استشهاد أكثر من مئة فلسطيني، فيما تركزت هذه الحملة في شمال الضفة، وتحديداً في جنين ومخيمها.

ويلوّح الاحتلال بعملية اجتياح واسعة لمحافظة جنين، علماً أنّ عملياته تمتد لكل أنحاء الضفة الغربية من أقصى الشمال في جنين وحتى جنوب الضفة الغربية في منطقة الخليل وقراها، عدا عن توفيره الحماية للمستوطنين للاعتداءات على المزارعين التي غالباً ما تتصاعد خلال موسم قطف الزيتون.

وتأتي تصريحات بارليف مع ارتفاع وتعالي أصوات عناصر من اليمين المعارض للحكومة، في أوج المعركة الانتخابية، المطالب بشنّ عدوان واجتياح بري على غرار عدوان "حامي الأسوار" عام 2003، بينما تتردد المؤسسة العسكرية في إطلاق اجتياح شامل خوفاً من ردة الفعل العكسية وفقدان السيطرة على ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة.